هــــلّ الــمُـحـرّمُ فـانـهـلّتْ
مـآسـيـنا وفـــي رِبـــاعِ الأســى قــرّتْ
لـيـالينا
سُرادقاتُ الجوى في القلبِ قد نُصِبتْ وخــيّـمَ الــحُـزنُ فــي أنـحـاءِ
واديـنـا
يـا شـهرُ .. مـا للمآسي فيكَ مولعةٌ
؟ والـوجـدُ مـن صـدرِهِ الـمشتاقِ
يـدنينا
هـل أنتَ من تُقْتَلُ الأفراحُ في فمهِ
؟ هـل أنـتَ صـيَّرتَ قـلبَ المرءِ
محزونا
وفــيــكَ تـكـتَـحِـلُ الــدّنـيـا
بـأدمُـعِـها ويــرتـدي الــدّهـرُ أثـــوابَ
الـمُـعـزّينا
يـاشـهرُ حـسـبُكَ مـن شـهرٍ بـه
مُـقَلٌ تـجري وغِـلُّ الأسـى فـي الصدرِ
يُعيينا
فـيكَ الـحُسينُ وأنـصارُ الحُسينِ
قضَوا أبْــكَــوا لـقـتـلِـهِمُ الـمـخـتـارَ
يـاسـيـنا
بـالـحَرِّ يـقضي حُـسينٌ وهـو
أشـرَفُهُم وهــو ابـنُ حـيدرَ فـاسألْ عـنهُ
صـفّينا
واســألْ مـعـاركَ لــم تـنـساهُ
مـقلتُها وعــنــهُ ســائِــلْ عِــــداهُ
والـمـيـادينا
حُـسينُ فـيكَ جروحُ القلبِ ما
اندمَلتْ ولا اسـتـكـانتْ دمـــوعٌ فـــي
مـآقـيـنا
فـــي كُـــلِ يــومٍ لـنـا حُــزنٌ
نُـجـدّدُهُ ويــرسِـمُ الــحُـزنُ والـبـلوى
نـواحـينا
وفــي مُـحـرمِكَ الأحــزانُ مـا
بـرِحتْ مـــن كـــأسِ مُـقـلـتِكَ الآلامَ
تـسـقينا
بـــهِ نُـعـيـدُ الــرزايـا مِـــن
مـقـابِـرِها لا تـنـتهي .. وانـقِـضاها ســوفَ
يُـنهينا
أنــتَ الــذي أنـعَـشَ الأرواحَ
أوجَـدَهـا أنــتَ الــذي بـالـجوى والـصبَّ
تـحيينا
قُــتِــلـتَ حــيــاً وعُــذِبــتَ
لـتُـكـرِمَـنا ورُحــتَ لـكـنْ لـكـي تُـبقي لـنا
الـدينا
حــاشـا لـدهـرٍ مـضـى تـمـحُو
مـآتـمنا مـا الـعُمْرُ عـنكَ _أبـا الأحـرارِ_
ينسينا
عـلى مـدى الـدهرِ تبقى في
خواطِرِنا وســـرمـــديٌ أســـانـــا لا
يُـجـافـيـنـا
مُــحـرمٌ شـهـرُ حُــزنٍ شـهـرُ
فـاجـعةٍ ومُـــذْ يــهـلُّ هِـــلالُ الـشـهـرِ
يُـبـكينا
عـاشُـورُ فـيـهِ الأســى لا يـنـتهي
أبـداً ومــن حــروفِ الـرّزايـا بــاتَ
يـرويـنا
نـبـقى عـلـى الـعهدِ دومـاً فـي
تـألُّمِنا وحــزنِـنـا لـنـعـيـشَ الــدهــرَ
يـكـفـينا