شعراء أهل البيت عليهم السلام - نوحُ الأحبةِ

عــــدد الأبـيـات
33
عدد المشاهدات
218
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة

جِسمٌ تفطّرتِ الأفلاكُ إذ فُطِرا = وإن بقى رأسُهُ في الطّفِ مُنعفِرا فوقَ السوافي ثلاثاً لا عليهِ رِدا = وبالهجيرِ على الرمضاءِ مُنتثِرا قد أجهشَ العرشُ مجزوعاً لفجعتهِ = مِنهُ يسحُّ دماً في كربلاء جرَى كأنني إذ أراهُ ليلَ مَقتلِهِ = مُضرجاً بالدِما والوجهُ قد شزِرا و(زينبٌ) حولَهُ تُبدي النَشيجَ وما = يُبقي النشيجَ شقيقٌ بالقنا انشطرا وليسَ يبقى سليماً مَنْ لهُ كُسِرَت = أضلاعُهُ فاستوى كالنهرِ مُنهمِرا هُنالِكَ الصبرُ قد أقصى لها حِمماً = فرتّلتْ (زينبٌ) في كربلا شررا قُمْ يا بنَ أمي أما تعنيكَ وِحدتُنا؟! = شوازِبٌ قضّنا ذُلاَّ ومذّكَرا فخاطبَ المجدُ صبراً لا حدودَ لهُ = يا (زينبٌ) ها أنا كالبدرِ مُنكدِرا خُذي اليتامى وروِّيهم فما برِحَتْ = نفسي تشقُّ فيافي الأرضِ مستعِرا اللهُ يا (زينبٌ) دهياءُ فجعتِنا = أشدُّها ذبحةٌ أعظِمْ بها قدرا أعني بها كوكبَ (العباسِ) حيثُ هوى = والسهمُ في عينِهِ اليُمنى وليسَ يرى اللهُ يا (زينبٌ) كانَ الرضيعُ هُنا = فشقّهُ سهمُ بغيِ الحقدِ فانفطرا فاحترتُ ماذا أقولُ الآنَ يا كبِدي =أأُرجِعُ الطفلَ أم أُبقيهِ فوقَ ثرى؟! وأمُّهُ ترتجي السُقيا وقد سألت = ما بالُهُ خافتاً والرأسُ مُنهدِرا؟! فقمتُ أحنو وقدّمتُ الرَضيعَ لها = والسهمُ في حلقِهِ قد بانَ مُنحشِرا يا أُختُ ماذا جرى للصبرِ من جلدٍ= لأنتِ أعظمُ مَنْ في الأرضِ قد صبرا!! فطأطأتْ (زينبٌ) للرأسِ نادبةً= يا سيدي مَنْ لهذا الصبرِ إن طُبِرا؟! للشامِ همُّوا بِنا والدربُ ليسَ بهِ = إلاّ عليلٌ إليهِ الأمرُ قد قُدِرا وطِفلةٌ تشتكي الأغلالَ في يدِها= تقولُ يا عمتي أينَ الرضيعُ تُرى؟! أشرتُ نحوَ السما .. أعطيتها خبراً = لفقدهِ إذ يطولُ الوصفُ إنْ خُبِرا قُمْ يا (حُسينَ) الإبا طالَ الرُقادُ هُنا = أترتضي ضربَنا فالصبرُ قد كُسِرا؟! أترتضي أُختُكَ الكُبرى تُساقُ غداً = للشامِ مكتوفَةً والخِدرُ قد قُهِرا؟! أترتضي هؤلاءِ القومُ تنظرُنا؟! = فليتَ شِعريَ هلْ قبلاً لنا نُظِرا؟! أترتضي نشربُ الإذلالَ في غدِنا= ويشمتُ الخُبثُ فينا أينما حضرا؟! فها هُنا قد أجابَ الرأسُ عاتِبَهُ =يكفي العتابُ، أما يكفيكِ ما انبترا؟! يقولُ: يا (زينبٌ) هزّتْ نوائبُكِ = سبعاً طِباقاً فصارَ الكونُ مُنجزِرا لا تعتَبي جلّني هذا العِتابُ ألم = يُفجِعْكِ دمعي على الخدينِ حيثُ سرى؟! لا تعتَبي (زينبٌ)... فاللهُ طهَّرَنا = فقدّرَ الأمرَ تقديراً وقد قدرا قومي إلى السبيِ (فالزهراءُ) تنظُرنا = ودمعُها هاطِلٌ كالطفلِ إنْ عثرا تقولُ: قوموا فما أقوى البُكاءَ هُنا=تكفي ضلوعي وما في البطنِ قد عُصِرا فطوّق الحُزنُ كوناً لا عِمادَ لهُ = لسيّدٍ قد أقامَ الدينَ فانتصرا وأذّنَ الوحيُ إكباراً لفجعتِهِ = وصلّتِ البِيضُ أشفاراً لِما نُثِرا
Testing