شعراء أهل البيت عليهم السلام - بُردةُ وحْيٍ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
219
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة
6:41 مساءً

أرى في البعادِ اشتكاءاتِ طفلٍ
يغالبُ ليلا ًحزينا ً
ويجمعُ أشلاءَ إِخوتهِ في سلالِ الورود
ويقرأُ فيها صلاةً وجرحا ً
فعادتْ لها الروحُ ثانية ً
وصارَتْ ملائكَ عِشقٍ لهذا الوجود
صهيلٌ ورمحٌ ولامة ُ حربٍ
وجسمٌ صريعٌ يلوّحُ للقاتلين
بأنّ الحسينَ يؤذّنُ في كلِّ يومٍ
فتعرجُ منكِ النبواتُ
نحوَ سماءِ الخلود
أفي ذاكَ ريبٌ أفي ذاكَ شكٌّ ؟
وقد مزّقتكِ سيوفُ الضلالِ
وكانت تعربدُ فيكِ سَلِيها ...
سلي خنجرَ الشؤمِ كيفَ استباحوكِ يا مَنْ
تلامسْتِ بالذبحِ ذبحا ً
وأنتِ يدورُ حواليكِ في الأفقِ كلُّ الفلك ؟
وصارعَ فيكِ الضياءُ الظلامْ
فحتى تلاشى الدجى
وعادت طيورُ المدى
وجاء يبايعُ كفيكِ كلُّ مَلكْ !!
فسبحانَ مَنْ برأَ الخلقَ ثم اجتباكِ
وصوّرَ حُسنَكِ مِنْ طينةٍ هي من غيرِ طينِ الأنامْ
ومَنْ أنتِ إذ تُنشدينْ ؟
تعزّينَ أم تضحكينْ ؟
أرى فيكِ سراً وبوحاً ولغزاً وحلاً
فما شاهدَتْ مقلتايَ جمالاً كأنت ِ
أزيحي عن الوجهِ لفَّ اللثام
فقد خبَّأتْ وجنتاكِ فُراتينِ فاضا
عذاباً وجرحاً
فهذا ابنُ يعقوبَ قاربَ عينيكِ لثما ً
وجاء يهرولُ نحوَكِ والعاشقينَ سِراعاً
يصيحُ حنانَيْكِ إنَّ الجوى بالضلوعِ اشتبكْ
فصارَ على كلِّ وقعٍ ينامْ
ويحلمُ لو يختلي بكِ في لحظةٍ
ويسمعُ مِنْ ثغركِ " هيتَ لكْ "
تركتُ الصغارَ ينوحونَ في دارِهم كالحمامْ
وجئتُ بفُرشةِ داري
ووسّدتُ خدّي على قدميكِ
أردِّدُ شعري بشعري
وأرويْ إليكِ بأنيَ قلبٌ
على ضفّتيهِ زُرُوعُ السهامْ
ويا أنتِ هلْ توصدينْ ؟؟
وقدْ جئتُكِ من "أوالَ" لأقفلَ ذنبي بقفلِكْ
وأخلعَ ثوبي لطهرِكْ
وأسكبَ في شفتيكِ رضابَ الحنينْ
وقفتُ وقبّلتُ "بابَ السلامْ"
لأدخلَ في باحةِ الطهرِ حتى
بكيتُ صرختُ شكوتُ رميتُ غبارَ السنينْ
وصرتُ طريداً شريداً أفتّشُ عن ومضةِ الضوءِ
في مقلتيكِ وهل تعلمينَ؟؟
بأني لمستُ رداءَكِ من دونِ ما تشعرينْ
وطفتُ حوالَيْكِ سبعاً
وصلَّيتُ خلفَ المقامْ
Testing