ظهرَتْ على أرضِ الحروبِ عجائبُ يـومٌ عـلى أهـلِ الـهدى هو
أصعبُ
حـتـى قـضَـيْنا بـعـدَه نَـوْحًـا
عـلـي هِــمْ طـيـلةَ الـدهرِ الـمآتمَ
نـنصبُ
ســأقــولُ أيَّ مـقـولـةٍ
بـمـصـابِهِمْ إنْ كــانَ قـلـبُكَ صـابـرًا
فـسأكتبُ
يـا حـسرةً كـبرى عـلى قـومٍ
بـغوا فـي الأرضِ أفـظعَ مفجعاتٍ
ترعبُ
قــتـلـوا حـسـيـنًا ظـامـئًـا
مـتـلـهبًاْ وبـقـى ثـلاثًـا فــي الـهجيرِ
يُـسلَّبُ
وتــدوسُ خـيـلُ الأعـوجـيّةِ
صـدرَهُ وكــأنّـنـي مـــن كــسـرِهِ
أتـقـلّـبُ
وغـــدًا يـخـاطبُ قـومَـه
ورضـيـعُهُ مـعَـهُ بــأنْ يـسـقوه شـيئًا
يُـشربُ
لـكنْ ومـاذا يُرتجى من ذي
الدجىْ وإذا بـسـهـمٍ نــحـوَهُ قـــد
صـوّبـوا
هُـوَ ذا أبـو الفضلِ ارتمى
متسارعًاْ مــعَـهُ الـسـقـاءُ بـشـربةٍ
تـتـسرّبُ
وبـعـيـنِـهِ ســهــمٌ حــديــدٌ
نــابـتٌ قــد قـطّـعوا عَـضُـدَيْهِ ثـمَّ
تـطرّبوا
وبــرأسِـهِ وبـــرأسِ كــلِّ
مـجـاهدٍ بِـسَنا الـسنانِ لـشركِهِم قد
صلّبوا
يــا حـسـرةً قُـتِلَ الـحسينُ
فـبعدَهُ هـذي الـضعافُ إلـى الـعقيلةِ
تأرِبُ
وتــرى الـنـساءَ وابـنَـهُ الـسـجادَ
إذ يُـسـبَوْنَ عـنْهُ وبـالسلاسلِ
سُـحِّبُوا
قـد شـابَ شـعرُ رؤوسِـنا
وزمـامِنا لـكـنْ كـزيـنبَ لــم يـكـنْ
مـتشيِّبُ
وكـفـى بـنَـا أنَّ الـيـزيدَ أتــى
بِـهِمْ لـمـجـالـسٍ وبـجـمـعِـها
لأجــانــبُ
خـرُّوا بأعْمُدِ دينِ سبطِ
المصطفىْ لـكـنَّـهـا غُـــرِزَتْ بــوقـعٍ
يَـصـلـبُ
ولأجـلِ ذلـكَ فـانصبوا الـمنعى
لهُمْ ودمــوعَ عـيـنِكُمُو عـليهِم فـاسكِبوا
فـتـقولُ فـاطـمُ بـعدَ ذلـكَ
سـرمدًا إنَّ الـعذابَ عـلى الـعدى
لَسَيوجَبُ
لـهي الـشفيعةُ يـومَ حـشرٍ
مرعبٍ وإلــى الـنـعيمِ أوِ الـجـحيمِ
تـسبّبُ
والــيـومَ تــأخـذُ ثــأرَهـا
لـشـبـابِها لــصـغـارِهـا لـجـنـيـنِـها
وتـــــؤدِّبُ
فــإلـهـنـا إنّــــا إلــيــكَ سـنـنـتـهيْ لاتـتـركَـنّا فـــي الـسـعـيرِ
نُــعـذّبُ
لــقـدِ انـشـغـلْنَا بـالـدُّنـا
ونـعـيـمِهاْ ومـــن الـفـضـائلِ ذرةً لا
نـكـسِـبُ
إنْ كـانَ عـفوُ اللهِ يشملُ مَن هدى فـلـمَـنْ يــفـرُّ الـمـذنبونَ
لـيـهربوا
يـا مَـنْ إلـيهِ شـكَوْتُ كلَّ
مصاعبيْ ارحـــمْ بــآلِ مـحـمّدٍ مَــنْ
أذنـبـوا
واذهــبْ بـنـا مــعَ آلِ بـيتِ
مـحمدٍ فَـلَنِعْمَ عـقبى الـدارِ نِـعْمَ
المذهبُ