شعراء أهل البيت عليهم السلام - احمِلْ قِرابَ الشعرِ يا نوحُ

عــــدد الأبـيـات
26
عدد المشاهدات
348
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة

هاجَتْ بحارُ الحزنِ في أجفاني = يا نوحُ أينَ سفينةُ الأحزانِ حزني وحزنُكَ يا أبا الناجينَ حُزْ = نٌ واحدٌ في الطفِّ يلتقيانِ فأنا وأنتَ لكربلاءَ ورملِها = ولجرحِها المخبوءِ منتميانِ يمتدُّ فينا الحزنُ عمراً مثقلاً = بقصائدِ الآلامِ والأشجانِ تتساقطُ الكلماتُ مِنْ أجفانِنا = حيرَى، فتهملُ دمعةُ الديوانِ تتكربلُ النبضاتُ في أحشائِنا = فنهيمُ في مرثيّةِ الخَفَقَانِ ونذوبُ في أقصى جهاتِ الوجدِ عشّ = اقاً فيالقداسةِ الذَّوَبانِ ذا هدهدُ الأحزانِ عادَ مضرّجاً = بالدّمِّ مرتبكاً مِنَ الميدانِ ألوانُهُ عطشُ الصغارِ، فيا لها = من لوحةٍ دمويّةِ الألوانِ فاصنعْ سفينةَ حزنِنا، أخشابُها = من مهجتي وشراعُها أوزاني دعنا نسافرْ حيثُ وجهُ الأرضِ مز = دحمٌ بطوفانِ النزيفِ القاني حيثُ الجهاتُ محاطةٌ بقصائدٍ = منذورةٍ للجوعِ والحرمانِ فاحملْ قِرابَ الشعرِ، كلُّ قصيدةٍ = ليتيمةٍ منزوعةِ الأحضانِ واحملْ قِرابَ الشعرِ، حسبُكُ أنّها = ماءٌ وحسبُ الماءِ للظمآنِ يا ماءُ هبْنا مِنْ خريرِكَ نغمةً = ثكلى، لنعزفَ أثكلَ الألحانِ يجتاحُنا وجعُ الفراتِ، فلمْ نجدْ = في الماءِ غيرَ الغدرِ والأضغانِ كمْ حاصرَتْهُ الأرضُ، كمْ غنَّتْ لَهُ = الأدرانُ حتى غاصَ في الأدرانِ قيعانُهُ ثارَتْ عليهِ وأشعلَتْ = في كلِّ نهرٍ ثورةَ القيعانِ يا نوحُ هذا الماءُ وابنُكَ واحدٌ =جُبِلا على الزلاّتِ والعصيانِ لا عاصمٌ لهما ، فطوفانُ الدما = ءِ يفورُ مِنْ فِهرٍ ومِنْ عدنانِ الأرضُ غرقى بالدماءِ يلوكُها = وهجُ الرمالِ ولعنةُ الغُدرانِ فتفجَّرَتْ غضباً على أنهارِها = وتمرَّدَتْ عن فطرةِ الدَّوَرانِ فتحوَّلَتْ كلُّ الدروبِ لكربلا = ءَ فجرحُها استعْصَى على النسيانِ فاصنعْ سفينَة حزنِنا يا سيدي = واصلبْ على أخشابِها جثماني واحملْ دموعي لليتامى قربةً = واسكبْ لهم بكؤوسِهِمْ أجفاني وأَدِرْ شراعَكَ نحوَ مرفأِ كربلا = ءَ لعلَّنا ننجو من الطوفانِ
Testing