شعراء أهل البيت عليهم السلام - هَسيسٌ من هُوَّةِ الْغَبشِ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
278
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة

الصَّمتُ منثورٌ
شظاياً من زُجاجٍ في المساءِ
ليلوّنَ الصَّوتَ المُسافرَ في الجراحْ

أيقونةً فيها السَّنابكُ كالصَّليبِ
افْتَضَّ طلسمةً لأعصابِ المجاهيلِ الصَّدِيئَةِ
ثمَّ باحْ

بوحُ الدُّروبِ نَوارسٌ أغفتْ بأحضانِ الضَّياعِ،
وهرولتْ بمتيهِهَا المُقَلُ الظِّماءُ؛
لِتشْرَبَ اللَّونَ المُذَّوَبَ في الصَّباحْ

لكنَّها فتئَتْ تُفتِّشُ لُجَّةَ الأشباحِ
قد تعِبَتْ وما ألفتْ سوى نايِ الفِراقِ
يُغسِّلُ الأصْقاعَ
بالشَّجنِ المُدحرَجِ
من مواويلِ الجِماحْ

كم حمحمتْ نغماتُهُ،
سَحَبتْ أنيناً يُشبِهُ العَرَباتِ محمرًّا
عليهِ السَّرْجُ ملويٌّ
إلى جهةِ المُخيَّمِ
مثلَ جيئةِ ذي الجناحْ

خلفَ الصَّهيلِ المُرِّ نصْرٌ
قابَ فتحٍ يَذْرعُ الظُّلماتِ
كالإيماضِ لاحْ

وتضُوْعُ رائحةُ الغروبِ
حروفَ أحلامٍ مُرفْرِفَةٍ على حِيطانِ هذا اللَّيلِ
يبلعُهَا سُهادٌ مُتخمٌ بالاجتراحْ

لمَّا هوى مِنْ مُهْرِهِ
ما خلتُ إلا أنَّ (قلبَ اللهِ)(1) يهوي من أعالي الْعرشِ
في هذا الثَّرى
والْعَرشُ طاحْ

تبَّتْ يدٌ لمْ تَنْسجِ المُهجَ الحزينةَ ضافياً كفناً
إلى الملكوتِ
حينَ أُرِيقَ ذَبْحاً في الوغى،
تَرِبتْ يداكِ أيا رِياحْ

تَبَّتْ يدا الذَّباحِ
إذ ذبحتْ يَداهُ اللَّيلَ مذ أحنى ليسترَهُ ,
وَنجْمَاتٍ تُفيضُ وَجِيبَهَا كُوخاً يُظلِّلُهُ ,
وهَالاتٍ ممرغَةً
بِسَحنةِ نَوءٍ ابتكرَ احمرَارَ الأفْقِ ,
قد ذبَحتْ يداهُ كلَّ شيءٍ يَعشقُ الحقَّ المدمَّى :
الرَّملَ , والأجواءَ , والأضواءَ , والمَاءَ المُباحْ

نزلَ الخيالُ (2) مسربَلاً بالوجدِ في وجعِ الأماسي
واضعاً كفًّا على الصَّدرِ الذي ألوى بهِ الضِّلعُ المكسَّرُ ,
واليدُ الأخرى تلمُّ الدَّمعَ في قنينةِ الأتراحِ
تُترعُها
فتفجؤُها ادِّكاراتٌ
فأمسِ
أتتْ لهُ لعياءُ في القنديلِ ,
والدّرنوكَ (3) زانَ مِنزُّهُ ,
جيريلُ كانَ يهزُّهُ ,
واليومَ
( باريةٌ )
بلا جُمَّازةٍ , أو تِكَّةٍ ,
أو خاتمٍ في الخُنصرِ المبتورِ ,
ظلَّ مُجدِّفاً في النُّورِ ,
صَبَّ الضَّوءَ في الدَّيجورِ ,
ترجمَ ما حكى المصباحُ
وا ويلاهُ
ظلْتَ مزمَّلاً وَهَجاً ,
أيادٍ من دُخانِ أميَّةٍ سلبَتْكَ
لم يدرُوا بأنْكَ الحيُّ مقتولاً ومنتصراً ,
وهم موتى
تسيرُ بهمْ قبورٌ في الفلا ,
جَوفى
مُعبأةٌ بأوهامِ الرَّمادِ ,
تجوسُ أوديةَ السَّرابِ مفتّشينَ جيوبَها
عمَّا تبقَّى مِن فُتاتِ هزائمٍ شاميّةٍ
مِخداعةٍ حرباءَ في لونِ النَّجاحْ

يحدُونَ أيتاماً تنوسُ زنابقاً
هجرتْ جنائنَ أحمدٍ والمرتضى
متفتّحاتٍ بَضَّةً من فوقِ ضفَّةِ كورِها
بالوجهِ نَهرُ العطفِ عنها قد أشاحْ

بيَّارةٌ عطشى إلى التَّغريدِ ,
كمْ تسري يغلِّفُها الشُّحوبُ ,
تجهَّمتْ منها الملامحُ والأساريرُ
التي من قبلُ كانتْ في انشراحْ

حتَّى إذا ما صِحْنَ يا ...
انقطعَ النِّداءُ بِمُديةِ العطشِ
الذي شَنقَ النُّواحْ .

في الغيبِ كانَ استافَ طُوفانٌ لنُوحٍ
بعضَ أدمُعِها
فأَغرقَ عالمَ الأشرارِ غضباناً ,
إلامَ الأدمعُ الحمراءُ هذا اليومَ تهمعُ بالسَّماحْ

يتأنسنُ الصَّبارُ في عمقِ التَّنائفِ نادباً
مرَّوا عليهِ يصفِّقُ الرَّاحاتِ
راحاً فوقَ راحْ

وأنا هنا أستلُّ همساً أخضراً
بنوافذٍ قد خبَّأتْ في الضَّوءِ ذاكرةً
تَرشُّ ألوهةً
في شالِ هذا الكائنِ الغيبيِّ
في الحوراءِ .
مُنذ الجُرحِ
أقدامُ الزَّمانِ تلاحقُ الخطوَ المعطّرَ
بالسَّماءِ ,
وبالأقاحْ

خطوٌ لزينبَ لا يُرى ,
حتى الخُطا منها تَلفَّعُ (4) بالوشاحْ

ترنوْ إلى الألقِ الممزَّقِ
ثاوياً فوقَ البِطاحْ

مِنْ بعدِ ما افترسَتْهُ أسيافٌ مُبقّعةٌ
بآلِ أُميةٍ , بالذُّل , بالعارِ المبلّلِ
بالسِّفاحْ

ترنو لهُ وأظافرُ الرُّزءِ انغرَزْنَ بقلْبِها
مِنْ بعدِ ما نهشتهُ أنيابُ الرِّماحْ

قلتُ الرِّماحْ ؟!
قلتُ الرِّماحْ ؟!
وا خجلتاهُ
أنا (يَ) ما زالتْ لها صِلةٌ
تمتُّ جذورُها بالخَطِّ ,
أخشى أنَّ خَطيّاً تجرأَ ظهرَ عاشوراءَ
والغيبَ استباحْ

كلا
فها دَلَقتْ جِرَارَ الوعيِ فيَّ أناملُ الأقدارِ
حتَّى صِرْتُ أطعنُ أيَّ شُؤْمٍ
في اندياحْ

وثَقبتُ أسئلةً مضرَّجةً بأوجاعِ السِّنينَ
تسلَّلَتْ مِنْها الحقائقُ
دونَ زركشةٍ
ينوءُ بحملِها الزَّمنُ المُهشَّمُ ,
لم تُطِقها غيرُ حَنجرةٍ ل ( مُلانا )
وها نبَتَتْ بِهَا أدواحُ نغْمٍ
من جَوىً ,
مغروسةً ظلاً على الجسدِ ال تناثرَ
كي يُلملمَ للورى
نهجَ الصَّلاحْ

وحمائمٌ بيضاءُ فوقَ غصُونِها
كانَ الهديلُ يسيلُ
إما صاحْ :
" ما إنْ بَقِيتَ من الهوانِ
على الثَّرى ملقى ثلاثاً"
في الرَّوابي والبطاحْ

" إلا لكي تقضي عليكَ صلاتَها " (5) :
الأفلاكُ , والأملاكُ ,
والأشياءُ , والأسماءُ ,
والأنداءُ , والأمداءُ ,
والأقمارُ , والأمطارُ , والأنهارُ , والتَّيارُ , والأشجارُ , والأثمارُ ,
والأزهارُ , والثُّوارُ , والأحرارُ , والأفكارُ , والأسرارُ , والأقدارُ
في وقتِ الغُدوِّ وَفي الرَّوَاحْ

أمعنتُ في التَّسآلِ
في دهليزِ أضواءٍ مُحجَّبةٍ على الأكوارِ ,
تُوقِظُ في الرَّحيلِ خرائطَ المُدُنِ التي زرعُوا
بتُربتِها الأفاعيَ والكُساحْ

أمسكتُ أصداءَ الحُداءِ مسلَّةً
وبها لَكَمْ فتَّقتُ أقنعةً مطرَّزةً بأضرابِ الأكاذيبِ
التي سهرتْ تخيّطُها سَجاحْ

كي (6) كدَّستْ بهتانَهَا المعجونَ من ذَوْبِ الذُّبولِ
نُبوءَةً وطِماحْ
حتى إذا ما جاءَنا متسرِّباً
عبرَ الشُّقوقِ بوجهِ تاريخِ الأحاجي الزَّيفُ ,
قاموا أثَّثُوهُ بالانفتاحْ

أواهُ يا أسفًا
فحتى النَّخلُ في بلدي انحنى للزَّيفِ
مارسَ الانبطاحْ

نَشفَ الدُّجى المنقوعُ في ذُعر يزنِّرُهُ الهزيعُ الآنَ
فوقَ المِشجَبِ المِفضاحِ ,
قد فُضِحتْ فقاقيعٌ لآلِ أميَّةٍ ,
عبثاً تحدَّى (7) من بني طَهَ الصِّفاحْ

في يومِنا ها ألفُ حَوأبٍ ارتدى التَّأويلَ ,
والأكواب يَملؤُها
من الزُّورِ القَراحْ

صَرَخُوا بِ :
تكبيرٍ , وتهليلٍ , وآياتٍ مُرتلةٍ مُحرَّفةٍ ,
لكيما يُسكتوا صِدقَ النُّباحْ

غَمَسُوا القلوبَ ببرْكةِ الأطماعِ
لا عجباً
إذا ما صارتِ الأهلونَ يقتتلونَ
والأخُ فجَّرَ الأخَ
تحتَ عُنوانِ الكفاحْ
Testing