سورةُ الطمأنينةِ
سنة 2010
تباركْتُ بالوجدِ المطهِّرِ والفقرِ=وبالحزنِ تأريخاً يقالُ لهُ عُمْري
وجِئْتُ بما أدريهِ من أنَّ أدمعي=شفيعٌ وما لا أدَّعيهِ ولا أدري
وقفتُ على الطفِّ البقايا مُسائِلاً=رمادَ بقاياها يرمِّمُ لي جمْري
وآمنتُ بالأسماءِ مذبوحةً هُنا=لأفصلَ معنى الموتِ عنْ لفظةِ القبرِ
ورُحْتُ بلا شَكٍّ أرتِّلُ سورةَ =الطّمأنينةِ الأشْهى بمائدةِ الذُّعْرِ
فأبصرْتُهُ ،، كانَ الوضوحُ جَبينَهُ=فأسلمتُ روحي وهْيَ غامضةُ السِّرِّ
وقلتُ لهُ : يا سيِّدي هلْ حمامةٌ=مخضَّبةٌ بالعفوِ والأمنِ والنَّصرِ
منَ القبةِ الحمراءِ تفتَحُ جُنحَها=بوجهيْ وتغْفو في أضالعيَ الوكرِ
فإنَّ رياحَ الخوفِ هزَّتْ سفينتي=وليسَ شِراعاً غيرُ حبِّكَ في البحرِ
رجائي، أنا الظَّامي، بلوغيَ منبعاً=حُسيناً فقدْ أوذِيتُ من يَبَسٍ شِمْرِ
هيَ الآنَ أرضٌ أنتَ ما زلتَ واقفاً=علَيْها ،، فَماً يأبى وساقِيةً تجري
وصَوتينِ هذا يستغيثُ منَ الظَّما=وذاكَ يدلُّ الباتراتِ على النَّحرِ
وسيفينِ هذا موغِلُ البطشِ في دمِ=الضياءِ وهذا ناصحٌ لدمِ الكفرِ
ونخلةَ دَمعٍ ظلَّلَتْهُم بسعْفِها=وقالتْ لهمْ : عُودوا إلى حَسَبِ التمرِ
وجيشاً منَ اللَّوْعاتِ في عينِ والدٍ=يرى خَزَفَ الأولادِ في متحَفِ الكسرِ
أتيتُ بما عندي وأدري بأنني=بلا أيِّ شيءٍ قدْ أتيتُ سِوى شِعري
أشرتُ بمنديلي فيا دمعَ كربلا=أغِثْني ويا شباكَها حطِّمنْ صبري
هنا وطنُ الباقينَ في الأرضِ وحْدَهم=ومملكةُ الأطفالِ والرمْلِ والزَّهْرِ
هنا قِربةُ العباسِ سوفَ أُريقُها=على دفتري حِبراً يُصحِّحُ لي حِبري
هُنا الزينباتُ المُعْوِلاتُ شواطئٌ=منَ الطهرِ تَسْعى بي لِبحرٍ منَ الطُّهْرِ
فيا سيِّدي يا سيِّدَ القولِ ،، إنَّما=وقوفيْ لديكَ الآنَ ضَرْبٌ منَ الهَذْرِ
فأنتَ الذي كانتْ قوافيكَ مِيتةً=على ماءِ مَعناها نمَتْ حَيرةُ الحرِّ
وقادتْهُ حتى أدخلَتهُ ملامحَ =الحسينِ لِيختارَ الرحيلَ على السُّمْرِ
إلى حيثُ أحضانُ السَّماءِ إجابةٌ=لأسئلةٍ كانتْ تُشاكسُ في الصَّدرِ
إجابةُ أنَّ اللهَ أسْرى بروحهِ=لجينيَّةً، لكنْ بأجْنِحَةٍ حُمْرِ
وأنتَ الذي لمَّا يزلْ بكَ مُولَعاً=فمُ الأرضِ ،، لا يتْلوكَ إلاَّ على النهْرِ
وأنتَ الذي أدْنى السماءَ إلى الثَّرى=ليبنيْ قُبورَ الطفِّ من أنجُمٍ زُهْرِ
وأنتَ الذي تشْدو الليالي جِراحَهُ=نبيِّينَ يحْدُونَ الليالي إلى الفجرِ
وأنتَ الذي رغْمَ انهدامي أزورُهُ=كطِفلٍ بريءٍ لا يفكِّرُ في الوِزْرِ
فإنْ كنتَ لا ترضى مجيئي بلا يدٍ=فهل سوفَ ترضى أنْ أعودَ بلا ثَغْرِ