تـبـاركْـتُ بـالـوجدِ الـمـطهِّرِ
والـفـقرِ وبـالـحزنِ تـأريـخاً يـقـالُ لــهُ
عُـمْري
وجِـئْـتُ بـمـا أدريــهِ مــن أنَّ أدمـعي شــفـيـعٌ ومــــا لا أدَّعــيــهِ ولا
أدري
وقـفـتُ عـلى الـطفِّ الـبقايا
مُـسائِلاً رمـــادَ بـقـاياها يـرمِّـمُ لــي
جـمْـري
وآمــنـتُ بـالأسـمـاءِ مـذبـوحـةً
هُــنـا لأفصلَ معنى الموتِ عنْ لفظةِ
القبرِ
ورُحْـــتُ بـــلا شَـــكٍّ أرتِّــلُ
ســورةَ الـطّـمأنينةِ الأشْـهـى بـمـائدةِ
الـذُّعْـرِ
فـأبـصـرْتُهُ ،، كــانَ الـوضـوحُ
جَـبـينَهُ فـأسلمتُ روحـي وهْيَ غامضةُ
السِّرِّ
وقـلـتُ لــهُ : يـا سـيِّدي هـلْ
حـمامةٌ مـخـضَّـبةٌ بـالـعـفوِ والأمــنِ
والـنَّـصرِ
مــنَ الـقـبةِ الـحـمراءِ تـفـتَحُ
جُـنـحَها بـوجـهيْ وتـغْفو فـي أضـالعيَ
الـوكرِ
فــإنَّ ريــاحَ الـخوفِ هـزَّتْ
سـفينتي ولـيسَ شِـراعاً غـيرُ حـبِّكَ فـي
البحرِ
رجـائـي، أنـا الـظَّامي، بـلوغيَ
مـنبعاً حُـسيناً فـقدْ أوذِيـتُ مـن يَـبَسٍ
شِمْرِ
هـيَ الآنَ أرضٌ أنـتَ مـا زلـتَ
واقـفاً عـلَـيْها ،، فَـمـاً يـأبى وسـاقِيةً
تـجري
وصَـوتـينِ هــذا يـستغيثُ مـنَ
الـظَّما وذاكَ يـــدلُّ الـبـاتراتِ عـلـى
الـنَّـحرِ
وسـيفينِ هـذا مـوغِلُ البطشِ في دمِ الـضـيـاءِ وهــذا نـاصـحٌ لــدمِ
الـكـفرِ
ونــخـلـةَ دَمـــعٍ ظـلَّـلَـتْهُم
بـسـعْـفِها وقالتْ لهمْ : عُودوا إلى حَسَبِ
التمرِ
وجـيشاً مـنَ الـلَّوْعاتِ فـي عينِ
والدٍ يـرى خَزَفَ الأولادِ في متحَفِ
الكسرِ
أتــيـتُ بــمـا عــنـدي وأدري
بـأنـنـي بـلا أيِّ شـيءٍ قـدْ أتيتُ سِوى
شِعري
أشــرتُ بـمـنديلي فـيـا دمــعَ
كـربـلا أغِـثْـني ويــا شـباكَها حـطِّمنْ
صـبري
هـنا وطنُ الباقينَ في الأرضِ
وحْدَهم ومـمـلكةُ الأطـفـالِ والـرمْلِ
والـزَّهْرِ
هـنـا قِـربـةُ الـعـباسِ ســوفَ
أُريـقُها عـلى دفـتري حِـبراً يُـصحِّحُ لي
حِبري
هُـنـا الـزيـنباتُ الـمُـعْوِلاتُ
شـواطـئٌ منَ الطهرِ تَسْعى بي لِبحرٍ منَ الطُّهْرِ
فـيـا سـيِّـدي يـا سـيِّدَ الـقولِ ،،
إنَّـما وقـوفيْ لـديكَ الآنَ ضَـرْبٌ منَ
الهَذْرِ
فـأنـتَ الــذي كـانـتْ قـوافـيكَ
مِـيتةً عـلى مـاءِ مَـعناها نـمَتْ حَـيرةُ
الـحرِّ
وقــادتْــهُ حــتــى أدخــلَـتـهُ
مــلامـحَ الـحسينِ لِـيختارَ الرحيلَ على
السُّمْرِ
إلــى حـيـثُ أحـضـانُ الـسَّماءِ
إجـابةٌ لأسـئـلةٍ كـانتْ تُـشاكسُ فـي
الـصَّدرِ
إجـــابــةُ أنَّ اللهَ أسْــــرى
بــروحــهِ لـجـيـنـيَّةً، لــكــنْ بـأجْـنِـحَـةٍ
حُــمْــرِ
وأنــتَ الــذي لـمَّـا يــزلْ بـكَ
مُـولَعاً فـمُ الأرضِ ،، لا يـتْلوكَ إلاَّ على
النهْرِ
وأنـتَ الـذي أدْنـى السماءَ إلى
الثَّرى لـيـبنيْ قُـبورَ الـطفِّ مـن أنـجُمٍ
زُهْـرِ
وأنــتَ الــذي تـشْدو الـليالي
جِـراحَهُ نـبـيِّينَ يـحْـدُونَ الـلـيالي إلـى
الـفجرِ
وأنــتَ الــذي رغْــمَ انـهـدامي
أزورُهُ كـطِـفلٍ بــريءٍ لا يـفـكِّرُ فـي
الـوِزْرِ
فــإنْ كـنتَ لا تـرضى مـجيئي بـلا
يـدٍ فـهل سـوفَ تـرضى أنْ أعـودَ بلا ثَغْرِ