جراحٌ بنكهةِ الحبِّ!
سنة 2010
ما اسْمُ الجراحِ التي كالحُبِّ نكهتُها=ما اسْمُ الأَشقّاءِ بالآهَاتِ والوَجَعِ
ما اسْمُ العناوينِ مُنذُ الرَّمْلِ غَافَلَني=حَظًَّا فعرَّافتي قدْ شَدَّها طَمَعي
تمشي على لُغَةِ الأوجَاعِ شطرَ دَمِي=تُغوِي فَأقرَأُ فيها كُلَّ مُتَّسَعي
أؤمُّ لَونَ المَسَاءَاتِ التي عَطِشَتْ=كالرِّيحِ حِينَ تمَادَتْ بالبُكَاءِ مَعِي
إذْ أوّلُ الشَّوقِ مِينَاءٌ يَئِنُ بنا=وليسَ إلا قَوامِيسَ الرِّثاءِ يَعي
وليسَ في وِسْعهِ إلا النِّداءُ ضُحىً=والخَيلُ تُومِئُ لي أنْ خفِّفِي فَزَعِي
فَأمتَلي بنِدَاءَاتِ الفُرَاتِ إِذا=أغْرَى الدِّمَاءَ بِوَجهٍ مِنهُ مُصْطَنعِ
أَصِيحُ خَارجَ نَفْسِي في مُسَاءَلةٍ=يا غُربَتي، يا احْمِرَارَ الوَجْدِ فلتَضعي
كَأسَاً سيَحتَاجُها الآتونَ من ظَمَأٍ=وسَكْرَةً كانتِشَاءِ النَّهْرِ بالبَجَعِ
أو كالعَويلِ الذي في الصَّدرِ سُورَتهُ=مُقدارُ عُمْرٍ سَبيِّ النَّبضِ مُنصَدِعِ
يا كَربَلاءاتُ أَوجَاعِي أ تشبِهُني=حقِيقَتي وأنَا إيَّاكِ في هَلَعِ؟
كأنَّنا آلِهَاتُ الدَّمعِ صُورتُنا=صِلصَالُ أُغنيةٍ من نُوتةِ الجَزَعِ
كأنَّنا ويَتَامى الفَجْرِ يَسلبُنا=مَوتٌ طويلٌ لآهَاتِ الرَّحِيلِ دُعِي
ومُفرداتٌ من النزفِ الذي انتَفَضَتْ=لهُ الأقَاصي على كَفٍّ من الوَرَعِ
وذا الغُموضُ يُضِيءُ الطِّينَ في ألمٍ=فيَستحِيلُ كَمَاءٍ فيَّ مطَّلِعِ
هُنالكَ اليَمُّ سيَّارٌ بلوعَتِنا=فَالْقِ القَراَبينَ بالتَّرتيِلِ أو فَقَعِ
واسجُدْ على نَبَضاتِ الجُرحِ ذاكِرةً=واعرُجْ مَسِيحًا فما في العِشقِ من بِدَعِ
لا تمتَحنِّي أنا المَهْدُورُ نبرتُهُ=هذا السَّلامُ كلَحنٍ رَقَّ حِين نُعِي
والعَازِفونَ زِيَاراتي أَذَانُ فَمِي=يُهَسْهِسْونَ سَمَاءً ذَاتَ مُرتفَعِ
فيُوجِعُونَ صَلاةَ الرَّمْلِ أَدعِيَةً=مَختُومَةً بِغَمَامِ العَصْفِ والهَمَعِ
بُكاؤُها ربَّما أَعطَى المَغِيبَ مَدَى=فيَا سَوَاقِيهِ يَا آلامَهُ اسْتَمِعِي
غِريبَةٌ هي أشْيَائِي التي غَرُبَتْ=إليكَ تَتلو شُرُوقًا جِدّ مُتَّسِعِ
تصَعَّدتْ بِدَمٍ تلكَ النُذُورُ هَوَىً=فاسَّاقَطَتْ لاثِمَاتِ القَبْرِ والقِطَعِ
هُنَالكَ العَطَشُ الدَّامي يُصَيِّرُنا=بَوَحًا تأخَّرَ، هلْ يأتِي كَمَا السَجَعِ؟
وهلْ يطوُلُ كَ بَالِ اللَّيلِ في سَهَرٍ=حَدَّ الأَنِينِ بِطَيفٍ نَاحِبٍ لَمِعِ؟
يَرمِي البَعيدَ على رِيحِ الوُجُوهِ لَظىً=كَمَا لو انَّ النَّوَى بِالخَطْوِ لم تَسَعِ.!
يا سيّدي مُنذُ أن صِيغَتْ مَدَاركُنا=جِئنَاكَ كالعَطْفِ، كالتَّرديدِ، كالجُمَعِ
يا سيّدي كانَ جِبريلٌ يَمرُّ بِنَا=نَرَاهُ يتلُو صَلَاةَ الآهِ والوَدَعِ
يأتِيكَ زَحْفًَا سمَاوِيًَّا يُظلِّلُهُ=عَرَشٌ تَنزّلَ بالتَّهليِلِ والمِنَعِ
وينَثْرُ الوَردَ في آلاءِ وِجهتِهِ=نُوبَاتُ حَرَفٍ على الآلامِ مُنطبِعِ
يَطِلُّ من غُربَاتِ النَّخلِ يَسرِقُني=تِلاوةً بِدَعَاءِ النزفِ بالسَرَعِ
يا جَاذِبِيَّتَها الأُخرى أَجِيءُ هُنا=بَيضَاءَ من غَيرِ سُوءٍ صَبَّني وَجَعَي
الشَمسُ في رَغبَةِ الإِشْرَاقِ تَصْلِبُني=كَالبَحْرِ مُحْتَضِنِ التِنحَابِ ممُتَنِعِ
فأَسْتَريحُ على أَهدَابِ خصلَتِها=بِاسمِ الحُسَينِ بِصَوْتٍ فيَّ مُرتَجَعِ
يا سِيرةَ الخُلْدِ مُسِّي في ملُوحَتِنا=حِكايَةً بينَ رَمْلٍ فِيكِ مُفتَجَعِ
كما السَّعِير إذا نَامَتْ جَوارِحُهُ=يكُونُ في جَوفِهِ تلاًّ من الطَمَعِ
سَعِيرُنا مَاثِلُ الحِرمَانِ أعْجَبَهُ=نطقُ ابتِهَالاتِ عِشقِي نَحوَ مُنتجَعِي