شعراء أهل البيت عليهم السلام - غربةُ الرأسِ عن الجسدِ

عــــدد الأبـيـات
31
عدد المشاهدات
2014
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة
4:34 مساءً

إلى أينَ يا رأسَ الحسينِ تهاجرُ؟؟ = أمَا للسٌّرى في وحشةِ الدَّهرِ آخِرُ؟؟ تغرَّبتَ مُنْذُ الطفِّ عن جسدِ الفِدا = وما زلتَ رحَّالاً كأنَّكَ طائرُ تصبّبتَ يومَ النحرِ نهرَ كرامةٍ = وقد كنتَ كفْؤَ الموتِ، والموتُ ماطرُ أُحسُّ بأمواج ِانتصارِكَ نشوةً = وأنتَ على الرُّمْحِ الرماديِّ حاسرُ تفوَّقتَ يا رأسَ الحسينِ على العِدا = تعاليتَ كُبَّارًا وهمْ همْ أصاغرُ وها نحنُ، أهلَ الأرضِ، نغفو على الثَّرى = وأنتَ الذي فوقَ السماواتِ ساهرُ نهارًا تربِّي الشمسَ تربيةَ السَّنا = تعلِّمُهَا كيفَ الشروقُ المغايرُ وليلاً تصلِّي بالنجومِ جماعةً = فبورِكْتَ من مولىً هَوَتْهُ المنائرُ وتُلقِي على سِرْبِ الكواكبِ خطبةً = وأينَ تكنْ تنهضْ إليكَ المنابرُ أبا الغربةِ الظمأَى .. كؤوسي تأنْسَنَتْ = وشَفَّتْ بأجسامِ الزجاجِ محاجرُ يناديكَ تِيهي في برارِيهِ هائمًا = ويهواكَ همِّي وهْوَ في النفسِ غائرُ يضجُّ فؤادي داخلي ذاتَ ظلمةٍ = كما ضجَّ في شهرِ المحرَّم عاشرُ وتزحفُ أحزاني تؤدِّي طقوسَها = كما زحَفَتْ نحوَ الحقولِ المقابرُ وتبكي مناديلي وأمسحُ دمعَها = بعيني َّ!! يا نعْمَ الهوى المُتصاهِرُ تجنَّنْتُ حيثُ القلبُ ثارَ على النُّهى = وأنتَ لأمثالي .. المجانينِ عاذرُ جنوني هوَ ( العقلُ الجديدُ ) .. وها أنا = أنوحُ وبالحزنِ ِالعتيق ِأفاخرُ وأعشقُ مأساتي، أصونُ جلالَها = فبعضُ المآسي في الزمانِ جواهرُ أثاقفُ في ذكراكَ ظلاًّ مفوَّهًا = وما بينَنا التفَّتْ رؤىً ومَحَاوِرُ ويشتجرُ المعنى ليصبحَ أيكةً = تُعَشْعِشُ أفكارٌ بها وخواطرُ تطلُّ على الدنيا من الخلدِ قادمًا = فلا غابَ سيماءٌ ولا اختلَّ ناظرُ تصبُّ وقودَ الحقِّ داخلَ أمَّةٍ = لأنَّكَ تهوى أنَّ تُشعَّ المصائرُ وتُغْري محبيكَ المساكينَ بالضُّحى = وما الفجرُ إلا مِنْ جبينِكَ سافرُ سيوفُ اللظى البلهاءُ ظنّتْكَ داميًا = فكنتَ كما تنمو وتحيا القساورُ أرادتْكَ يا للطفِّ – رقمًا مُمَزَّقًا = فكنتَ وجودًا تشتهِيهِ الضمائرُ خرجتَ على ريحِ السَّمُوم ِمناضلاً = وأيقنتَ أنَّ العزَّ حيثُ المناحرُ لأجل ِالمدى قايضْتَ روحَكَ بالردى = ولولاكَ ما كانَ الشموخُ المعاصرُ ورأسِكَ لمْ تشرقْ هوية ُمجدِنا = بغيرِ أضاحي الطفِّ وهيَ مجازرُ عشقناكَ مرآةً وظلاً ونرجسًا = وإنْ زأرتْ وسْطَ الجحيمِ مخاطرُ رَسَمْتَ على جدرانِنا شمسَ كربلا = ومن حولِها قطرُ الندى والأزاهرُ هي الثورةُ الكبرى اختراعُكَ سيدي = وتسمو الدُّنا فيما تراهُ العَبَاقرُ ولا لونَ للزيتون ِ إذْ جارَ جائرٌ = ولمْ يأتِهِ من ( سورةِ الرَّعْدِ ) ثائرُ
Testing