شعراء أهل البيت عليهم السلام - أراكَ سخيَّ الدمعِ

عــــدد الأبـيـات
40
عدد المشاهدات
1924
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة
4:32 مساءً

أراكَ سخيَّ الدمعِ يخذِلُكَ الصبرُ = فكم للهوى نهيٌ عليكَ وكم أمرُ كرعشةِ طيرٍ في المهبِّ لوحدِهِ = به لَعِبَتْ ريحٌ وعاقبَهُ قهرُ تشرِّدُكَ الأحزانُ نهبَ ذئابِها = توالى عليكَ الجمرُ والثلجُ والجمرُ أهاجَكَ أحبابٌ حفرْتَ قبورَهم = فعادوا لهُم في كلِّ جارحةٍ حفرُ فدأبكَ لا تنسى وزَورُكَ دأبُهم = كأنَّ لهُم دَينٌ وفاكَ به عسرُ وإنْ كنتَ لا تنسى فما تلكَ بدعة ٌ = فكلُّ خَدِينِ الشّعرِ يمطرُهُ الذكرُ رقيقٌ كأحشاءِ القوافي شعورُهُ = وصلبٌ على النسيانِ معدنُهُ صخرُ إذا ما تناسى الناسُ أحزانَ وقتِهِمْ = وشاخَ الأسى أحزانُهُ أبداً بِكْرُ يعيدُ لهُ ماضي الدماءِ خيالَهُ = كأنَّ على تلكَ الدما ما أتى الدهرُ وتلكَ لأربابِ القصيدِ جِبِلَّة ٌ = على كلِّ مفقودٍ يفيضُ بِهِمْ نهرُ فكيفَ إذا كانَ القتيلُ قضى ظما ً = "وفي كلِّ عضوٍ مِنْ أناملِهِ بحرُ" لهُ ميزةٌ أنَّ ادِّكَارَ مصابِهِ = يسلِّيكَ عنْ كربٍ كما يفعلُ السحرُ يريكَ عذاباتِ الزمانِ عذوبة ً = وينمو على أجداثِ غُيّابِكَ الزهرُ ويأتيكَ ثم الحزنُ صرفا معتقا = عميقا فلا أمرٌ هناكَ ولا خمرُ وثاني السجايا أنَّ من ذلِّ أهلِهِ = بأيدي الأعادي يستقي قلبُكَ الحرُ وثالثُها إنْ أخلقَ الدهرُ وامّحى = تراهُ فتيَّ الخلقِ والغرسُ يَخْضَرُّ صديقي غريبُ الطفِّ أيُّ صداقةٍ = بها غمرَتْنِي مِنْكَ أفضالُكَ الكُثْرُ فلولاكَ لمْ أنسَ الذين تركتُهم = ولم يُقضَ من توديعِ أكتافِهِمْ وَطرُ ولولاكَ لم أحبسْ مدامعَ غصَّتي = بفقدِ الذي أودى بهِ الحادثُ المرُّ ولولاكَ لم أرفعْ على الضيمِ هامتي = كما يتجلّى فوقَ غيماتِهِ النسرُ رأيتُ نكالَ الظالمينَ وبطشَهُمْ = بحبِّكَ أحلى ما يفوزُ بهِ الصبرُ فإنْ قيلَ (قيدٌ) قلتُ زيدوا حديدَهُ = وإنْ قيلَ (قتلٌ) طابَ في حبِّكَ النَّحْرُ ولكنَّ بأسي في قبالِ شدائدي = يذوبُ إذا ما كانَ في رزئِكَ الصَّهرُ أنا الصامدُ المعروفُ لكنْ صلابتي = تميدُ إذا ما طافَ في خاطري المُهْرُ يحمحمُ حتى الصوتُ حيٌ كأنَّه ُ = يهرولُ مذعوراً ويتبعهُ البرُ فتخرجُ في استقبالِهِ زينبٌ وقدْ = أحاطَتْ بها البلوى وحاصَرَها الغدرُ تناديهِمُ خجلى وفي صدرِ ذلِّها = تهدَّجَ صوتٌ من خلائقِهِ الكِبْرُ ترى فوقَ رأسِ الرمحِ شمساً تلامَعَتْ = ولكنْ عليها من ظلامِ الأسى سترُ تقولُ إليكَ العذرُ عن شحِّ نصرتي = وما للذي أرْدَاكَ يا مُهجَتي عذرُ ألا أيُّها الرأسُ الذي جزَّهُ العِدى = وفي كلِّ بيتٍ من قصائدِهِ شطرُ وما مرَّ إلا وانحنى كلُّ شاهقٍ = عليهِ ومالَ النجمُ وانشطرَ البدرُ مصيبةُ معناي الذي حرْفُهُ دمٌ = وفرحة ُ مغنايَ الذي لحنُهُ درُّ حديثُكَ لي عبرَ التواريخِ مُؤْنِسي = ومنبعُ إلهامي وأنتَ لهُ سرُ عليكَ سلامُ اللهِ ما دارَ كوكبٌ = وما وقفَ التاريخُ وانتصبَ الحشرُ هناك يرى الباغونَ سُود أكفِّهِمْ = وأوجهُهُمْ بالرعبِ تذوي وتَصْفَرُّ هناكّ يرى العشَّاقُ بِيضَ قلوبِهِمْ = طيوراً إليها اللهُ بالودِّ يفترُّ فلا عذَّبَ اللهُ الذي صَبَّ أضلعي = بحبِّكَ حتى شِيدِ في جوفِها قبرُ فيقصدُنِي الزوَّارُ من كلِّ ملةٍ = يرَوا قبةً خضراءَ شيَّدَها الشِّعرُ هما الأمُ لا أنسى مدى العمرِ رضْعَها = مع الأبِ أحْيَتْنِي مدارسُهُ الغرُّ فيا ربِّ أجزِلْ بالعطاءِ جزاهُمَا = وإنْ قلَّ منِّي في حقوقِهِمَا البرُّ
Testing