يـــا مـــاردًا زاحـمَـتْ أقـدامَـهُ
الـعُـصُرُ ذكــراكَ فــي خـافـقي لا شـكَّ
تـستعرُ
يــا ثــورةً أيـقـظَتْ قـلبَ الـذين
غَـفَوا وأبـــدلَ الــنـومَ إعـصـارًا بــهِ
ظـفـروا
هــــزَّ الـمـضـاجـعَ فــاهـتـزَّتْ
لأنْـمُـلِـهِ كـــلُّ الـعـروشِ الـتـي تـبـغي
وتـنـحدرُ
مــن خـنـصرٍ مــن جـبينٍ خـطَّ
مـلحمةً حـروفُـهـا "لا لـظـلـمٍ لــيـس يـنـزجـرُ"
كـــــأنَّ كــفَّــيْـكَ والأقـــــدارُ
تـتـبـعُـها وهــل سـوى (لـلحسينِ) يـنحني
الـقدرُ
إنْ أومــأَتْ مـنكَ كـفٌّ سـجّدًا
خـشعَتْ نـسـماتُ مـجـدٍ حَـوَتْ أصـداؤُها
الـعِبَرُ
تـفـتَّـقَتْ مِـــنْ دمــاكَ الـعـزمُ
قـصّـتُهُ حــتـى جـمـيعُ الـحـكايا فـيـكَ
تُـخـتَصَرُ
إنْ جـــاءَ ذكـــرٌ لأحـــرارٍ مـثـلْـتَ
لــنَـا كـأنّـمـا الــعـزُّ فـــي أيــديـكَ
مـنـحصرُ
يــا راســمَ الـحـقِّ بـالـكفِّ
الـمـضمّخةِ قـــلْ لـــي أهـــذا دمٌ أم أنـــه
نَــهَـرُ؟
عـطـشـى أتـتْـكَ الـحـياةُ تـقـتفي أثــرًا (مــاءَ الإبــاءِ) الــذي مــا شـابَهُ
الـكدرُ
سـقَـيْتَهَا روحَــكَ الـسَّمْحَا فـوا
أسَـفي عــادَتْ لـتسقيكَ مـن خـبثٍ بـها
سـقرُ
ووزَّعَـــتْ جـسـمَـكَ الـمُـدْمَى
بـأكـملِهِ عــلـى جــهـاتِ الــعـلا فـأُنْـبِـتَ الـثـمرُ
وراحَ طـيـفُـكَ عــبـرَ الأفـــقِ
مـخـتـزنًا كــلَّ الــدروسِ الـتي مـا نـالّها
الـضجرُ
واصـطفَّتِ الشمسُ قربَ الأرضِ
تنتهلُ كــذا الـنـجومُ أتَــتْ يـقـفو لـهـا
الـقمرُ
كـــلٌّ إلـــى بــابِـكَ الـقـدسيِّ
مـذعـنةٌ أبـعـادُهـا فـــي مَـــدَاكَ الـحـرِّ
تـنـصهرُ
وكـلّـما لـوّحَـتْ (عـاشـورُ) فــي
سـنـةٍ كــنّــا بـسـبّـابـةِ ال(هــيـهـاتَ)
نـأتـمـرُ
مـالَـتْ عـلـى لـحنِكَ الأسـمى ضـمائرُنا وحـالُـنـا قــولُ : "إنــزفْ أيُّـهـا
الـوتـرُ"
حــيـاتُـنـا غــيـهـبُ الأحــــزانِ
بــدَّدَهــا فـجـرُ الـجـراحِ فـخـابَ الـحزنُ
والـقَهَرُ
مــا دمــتَ بـيـنَ الـصدورِ اسـمًا تـردِّدُهُ جــراحُـكَ الـنـازفـاتُ ســـوفَ
تـنـتـصرُ
وحـيـنَ تـسـتنهضُ الأحــداثَ فــي
لـغةٍ حــمـراءَ ذا نــحـنُ دونَ الـحـقِّ
نـنـهمرُ
يــا مَــن تـغـلغلتَ فـي أغـوارِ
أوردتـي لــبّـاكَ نــحـري إذا مــا خـانـكَ
الـبـشرُ
لــمّـا هـويـتَ وسـيـفُ الـحـقدِ
خـضّـبَهُ مــن نـحرِكَ الـممتطى أوداجُـهُ
الـحمرُ
حـطّتْ عـلى ثـغرِكَ الـممتدِّ أسـربةُ
ال طـيرِ الـتي فـي فـضاها الـظلمُ
ينشطرُ
وسـبَّـحَتْ سـاعـةً بـيـنَ الـحـتوفِ
كـما قـلـبُ الـولـيِّ هـفـا إنْ جــاءَهُ
الـسّحرُ
تــزلـزلَ الـثـائـرون فـــي
مـضـاجِـعِهِمْ لـمـا رأوا فــي خـطـاكَ الـبـغيَ
يـنـتحرُ
وقــامـتِ الـريـحُ تـتـلو فــي
مـنـاسِكِهَا مــا قــدّم الــرأسَ لـمّـا شـجّه
الـحجرُ
حــتـى تـجـلَّتْ لـنَـا كــلُّ الـجـراحِ
هـنـا فـأحـرَمَا فــي عُـلاهـا الـسـمعُ
والـبصرُ
صـاحَتْ جـهاتُ الـمدى أنَّ الطريقَ
إلى دنــيـا الإبـــاءِ طــريـقٌ شــائـكٌ
وَعِـــرُ
تــجـتـاحُـهُ تـــــارةً كـــــفٌّ
مــضـلّـلـةٌ أو تـــــارةً يـعـتـلـيـهِ كـــافــرٌ
أشـــــرُ
فـاسعَي أيـا نـفسُ إنْ رُمْـتِ الفداءَ
فلا دربٌ هـــنــالِــكَ لـــلأحـــرارِ
يــنــدثــرُ
وكـلُّ خـطٍّ عـلى نـهجِ (الـحسينِ)
لـقى نــصـرًا عـظـيـمًا بـــهِ الــثـوّارُ تـفـتـخرُ
فــكــلُّ نــصـرٍ يــلـوحُ فـــي
قـوادِمِـنـا كـــانَ (الـحـسـينِ) لـــهُ بـالـدمِّ
يـبـتكرُ
يـــا واهـــبَ الـــدمِّ إنّ الـــدمَّ
ألــويـةٌ خـفـاقـةٌ فـــي سَـمـانـا الـيـومَ
تُـفْـتَقَرُ
هـــذا الـشـموخُ تـجـلَّى وهْــوَ
يـخـبرُنا: الـعـزُّ فــي أنـفـسِ الأعــرابِ
يُـحْـتَضَرُ
وكــلّـمـا هــــمَّ أنْ يُــبــدِي
مـظـالـمَـهُ بــاتَـتْ عـلـى وجـهِـهِ الـجـمراتُ تـنـتثرُ
الــعـزُّ فـيـهـم مـضَـتْ تُـعْـلِي
جـنـائزَهُ هــــذي الـمـلائِـكُ والآيـــاتُ
والــسّـوَرُ
وحــيــنَ تـسـتـوثـبُ الأرواحُ
عــاصـفـةً تـــرى الأذلـــةَ فـــي أعـقـابِها
ذُعِــروا
قـــد راعَـهُـمْ أنْ يـعـودَ الـحـقُّ
مـنـبعثًا بـعـدَ (الـحـسينِ) وصـحبٌ جـنبَهُ
قُـبِروا
قـد هـالَهُمْ أنْ يَـرَوا مـا خـلَّدَتْ
سـحبٌ مــن الـعـطاءِ لـنـا فَـاشْـهَدْ أيــا
مـطـرُ
يـــا ســيّـدي يــومُـكَ الأحــرارُ
تـحـمِلُهُ عــلـى الأيــادي فــراحَ الـقـيدُ
يـنـكسرُ
باللهِ انـظُـرْ إلــى الــزوّارِ كـيـفَ
هَـفَوا نـحـوَ الـضـريحِ كـبـيتٍ حـولَـهُ
اعـتمروا
مِـــنْ ثـغـرِهـمْ تـرتـمي أصــداءُ
تـلـبيةٍ لـبّـى بـها الـصحبّ لـبّى بـعدّها
الـشجرُ
مــا عـاقَـهُمْ غـيـرُ أبـعـادِ الـزمانِ
وقـدْ آلَـوا عـلى الـبُعْدِ أنْ يـسعَى لَـكَ الـعُمُرُ
فـــي صــدرِهِـمْ نـبـتَـتْ آلافُ
أكــرمَـةٍ مِــنَ الـشـموخَ فـجـاءَ الـعـصفُ
يَـخْتَبِرُ
يـهـزُّهُـمْ لا يــرى ضـعـفًا يُـسـاقُ
بِـهِـمْ مِـــنَ الـغـصونِ تـدلّـى الـفـخرُ
والأثــرُ
ولــو تـأتّـى لــهُ كـشـفُ الـجـذورِ
لـكـا نَ اسمُ الحسينِ الطِّلا مِنْ عذبِهِ سَكَروا
إنَ (الـحسينَ) بـقى طولَ الطريقِ
لَهُمْ فــجــراً تُــضَــاءُ بِـــهِ الأرواحُ والـفِـكَـرُ