مــن كــلِّ فــجٍّ عـمـيقٍ أقـبـلّ
الـبـشرُ إلــيـكَ يـــا ســيّـدَ الأحــرارِ
وانـتـصروا
لـبـيـكَ لـبـيـكَ يـــا رمــزَ الـبـطولةِ
يــا عـشـقَ الـمـحبينَ يـحلو عـندَكَ
الـسَّمَرُ
حـطُّـوا الـرحـالَ بـأعتابِ الـضريحِ
وقـد هَــوَوا عـلـى الـقبرِ والـتربانِ
واعـتفَرُوا
تـلـكَ الـعـيونُ الـتـي تـبكي عـليكَ
دمـاً فـــلا الـدمـاءُ روَتْ عـشـقاً ولا
الـمـطرُ
فـيـا سـحـابَ الـدِّمـا روّي ظـمَـى
وَلَـهٍ قـد شـبَّ فـي القلبِ كي يلقاكَ
يستعرُ
تَـهوِي الـنجومُ وتُخفي الشمسُ
شعلتِها حــزنـاً عـلـيـكَ ويـبـكي عـنـدَكَ
الـقـمرُ
حــتـى حـسـبـتُ بـــأنّ الـبـحـرَ
كــوّنَـهُ فـيـضُ الـدمـوعِ عـلـى مـثـواكَ
تـنـهمرُ
هــذا ضـريـحُكَ أمـسـى الـكـلُّ
يـقصدُهُ يــا درةِ الـعـقدِ قــد حـاطَتْ بـها
الـدُّرَرُ
إنَّ الـحـسـيـنَ كــــدوحٍ مــثـمـرٍ
أبـــداً وعــنــدَهُ تُــقـطَـفُ الأزهـــارُ
والـثـمـرُ
فــلا يـخـيبُ الــذي قــد كــانَ
يـقـصِدُهُ فـلـيـتـني مــنِـهُـمُ يـــا أيُّــهـا
الـشَّـجَـرُ
يـــا زائـــراً قــبـرَهُ أكـــرِمْ فـــإنَّ
بـــهِ تُـقـضى الـمـسائلُ والـحـاجاتُ
والـنُّـذُرُ
زُرِ الــحـسـيـنَ ولا تــبــخـسْ
زيــارَتَــهُ حــبُّ الـحـسينِ لـيـومِ الـحـشرِ
يُـدَّخَـرُ
زورُوا الـحـسـينَ بـفـخـرٍ مــن
زيـارتِـهِ هـــذا الـمـزارُ الــذي مــن زارَ
يـفـتخرُ
زورُوا الـحـسينَ فـفـي يـومِ الـقيامةِ
لا ذنــــــبٌ عــلـيـكُـمْ ولا إثـــــمٌ ولا
وِزَرُ
خــذْ زادَكَ الـيـومَ مــن آلِ الـنـبي
غـداً بـعـدَ الـمـماتِ يـطـولُ الـبُـعدُ
والـسَّفَرُ
هـــم الـصـفـا والـنـقـا والـتـبرُ
أجــودُهُ وغـيـرُهـمْ لــيـسَ إلا الـطـيـنُ
والـمَـدَرُ
بــابُ الـنـجاةِ ومَــنْ بـاهـى الإلــهُ
بـهِمْ وفــيـهِـمُ تُــنــزَلُ الآيــــاتُ
والــسُّــورُ
اِذهـــبْ إلـــى آيـــةِ الـتـطـهيرِ إنَّ
بـهـا فـي مُـحْكَمِ الذكرِ أهلُ البيتِ قد
ذكرِوا
تــوراةُ مـوسـى وإنـجيلُ الـمسيحِ
رَوَتْ عــنْ فـضلِهمْ وكـذاكَ الـصُّحْفُ
والـزُّبُرُ
قــد فــازَ مـن كـانَ والاهُـمْ
ونـاصَرَهُمْ وخــابَ أعـداؤُهـمْ مَــنْ حـقَّـهُمْ
نَـكَروا
مَـنْ نـاصَبُوا آلَ بـيتِ المصطفى
حسداً مـحـاهُـمُ الــدهـرُ والـتـاريـخُ
وانـدثـروا
هـاذي الـقبابُ عَـلَتْ فـي الجوِّ
شامخةً نـحـوَ الـسـماءِ إلـيـها يـشـخَصُ
الـبَـصَرُ
فــأيـنَ أعــداؤُهُـمْ صـــارَتْ
مـكـانـتُهُمْ وأيــنَ مِــنْ هــذهِ الـبـطحاءِ قـد
قُـبِروا
حــتـى حـسِـبـتُهُمُ لـــم يُـخـلَـقوا
أبــداً مــن حـيـثُ لـيـسَ لـهـم ذكــرٌ ولا
أثَـرُ
عــفـى الـزمـانُ عـلـى آثـارِهِـمْ
ومـحـا ذكــرَاهُــمُ وتـغـاضَـتْ عـنـهُـمُ
الـسِّـيَـرُ
رامـــوا الـحـياةَ فـمـاتُوا قـبـلَ
مـوتِـهِمُ وفـيـهُـمُـوُ تُــضـرَبُ الأمــثـالُ
والـعِـبَـرُ
وبــعــدَ عـــزٍّ أراهُـــمْ أُنْــزِلُـوا
حُــفَـراً هـــــذا إذا قَـبِـلَـتْـهُمْ تِــلـكُـمُ
الــحـفـرُ
وبــعـدَ لــبـسِ حــريـرٍ أُلْـبِـسُـوا
كَـفَـنـاً وبــعـدَ مُـتَّـكَـأٍ تــحـتَ الـثّـرى
طُـمِـروا
لــربّـمـا لـحـيـاةِ الــعـزِّ قـــد
ظَــفِـروا مـاتوا فـأينَ الـذي مِـنْ عـيشِهِمْ
ظَفِروا
مـاتـوا بــذلٍّ فـمَـنْ قــد عــادَ
يـذكُرُهُمْ وكـلُّ مـا كسبوا في العيشِ قد
خسروا
لـربّـما جـلـسوا فــوقَ الـعـروشِ
وقــد كـانوا سـكارى بـرغدِ العيشِ قد
سكروا
إنْ كـانَ هـذا لـهُمْ فـي الدهرِ
مكسبُهُمْ فــهُـمْ لـمـثلِ مـقـامِ الآلِ قــد
فَـقِـرُوا
لـقـد رأوا حــبَّ آلِ الـمـصطفى
خَـطراً عــلـى عـروشِـهِـمُ إذ يُـعـظَـمُ
الـخـطرُ
فــقــرَّروا حــبـسَـهُ لـكـنَّـهُـم
فـشِـلـوا ماتوا وهُمْ في سجونِ البُغضِ قد أُسِروا
دعْـهُـمْ يـقولونَ مـا شـاءوا ومـا
رغِـبوا فـالـشمسُ لــم يَـأْتِها مِـنْ غـيمةٍ
ضـررُ
هــذي الـمـلايينَ ضـمّـتْ كـربـلاءُ
وفـي قـلـوبِـهِمْ حـــبُّ أهــلِ الـبـيتِ
يـسـتعرُ
فـلـيتَ مَـنْ حـاربوا أهـلَ الـرسالةِ
فـي أرضِ الـطفوفِ بـهذا الحشدِ قد
حضروا
اِسْــمَــعْ هـتـافـاتِـهِمْ اُنْــظُـرْ
تـهـافُـتَهُمْ يــا لـيـتَهُمْ سـمِـعوا يــا لـيـتَهُمْ
نـظـروا
هـــذا الـحـسـينُ أبـــيٌّ شــامـخٌ
أبـــداً وهْــوَ الــذي كــانَ فــي الـبيداءِ
يـعتفرُ
قــد حـاولـوا شـأفَـهُ مِــنْ بـعـدِ
مـقتلِهِ مِـــنَ الـقـلـوبِ ولــكـنْ حــبُّـهُ
بَـــذَروا
إنْ حـاولـوا مـسْحَهُ مـن قـلبِ
عـاشقِهِ فـلـيقتلوا كــلَّ أهــلِ الأرضِ إنْ
قـدروا
هــــو الـقـتـيـلُ الــــذي أردى
بـقـاتِـلِهِ والــحـقُ يـبـقـى وإنَّ الـظـلـمَ
يـنـدَحِـرُ
صَــنَـعـتَ لـلـنـاسِ والـتـاريـخِ
مـلـحـمةً فـلـيـسـألوكَ فــأنــتَ الــــردُّ
والـخَـبَـرُ
أنــتَ الـجِـنانُ ومَــنْ قـد حـارَبُوكَ
لـقد تَـلَـقّـفتْ واســتـزادَتْ مِـنْـهُـمُ
الـسّـقَرُ
قــلْ لـلـذينَ رَمَــوا قـتلَ الـحسينِ
لـقد أحـيَوْهُ مِـنْ حـيثُ لا حـسُّوا ولا
شَـعَروا
قــتـلُ الـحـسـينِ مـصـابٌ خـالـدٌ
أبــداً طـــولَ الــدهـورِ جـلـيٌّ لـيـسَ
يـسـتترُ
حــــزنٌ بـشـيـعـتِهِ لا يـنـطـفـي
أبــــداً وذنـــبُ مَـــنْ قَـتـلـوهُ لــيـسَ
يُـغـتَـفَرُ
بــصــاحـبِ الــعـصـرِ إنَّ اللهَ
مـنـتـقـمٌ مِـــنْ قـاتِـلـيهِ، بــهـذا يـحـكـمُ
الــقَـدَرُ