أدمـى البُكاءُ على الحسينِ
محاجري وأنــا أرى تـلـكَ الـجُـموعَ
مـسـافرة
فـزرعـتُ عـيني بـينَ أضـلعِ خـافقي وحـمـلتُ جـرحـاً بـالـحنينِ
مُـهـاجرا
وجمعتُ في طولِ الطريقِ
مدامعي لأبـــلَّ قـلـبـاً خِـلْـتُـهُ فـــوقَ
الـثـرى
ودخـــلــتَ وادي كـــربــلاءَ
مـلـبّـيـاً مــسـتـعـبِـراً ومــهــلِّــلاً
ومــكــبِّـرا
هـلّـتْ عـيـوني واسـتحارَتْ
أدمُـعي تـبـكـيهِ شــوقـاً أم تـسـيلُ
تـحـسُّرا
وركـعتُ أحـني الـقلبَ مـني
مُفْجَعاً فـهـوى عـلـى أرضِ الـمـنونِ
مُـكبِّرا
وسـجـدْتُ قـاذفَ لُـبةٍ مـن
مُـهجتي لابـنِ الـبتولِ وخـيرِ مَنْ وَطِئ
الثرى
وعـلى نـحيبِ الـشوق ِصِحْتُ
منادياً يــا ضـنـوةَ الـزهـراءِ مـهجةَ
حـيدرة
وتـمـورُ مـوجـاتُ الـحـنينِ
بـداخـلي زعــقـاتِ أشـــواقٍ دَوَتْ
وحـنـاجـرا
لـلـقـبَّـتَـينِ أدرْتُ عـــيــنَ
تـلـهُّـفـي وبــثـوبِ أشــواقـي هَــوَيْـتُ
تـعـثُّرا
وبـلـوعةٍ تـفـري صـمـيمَ
حـشاشتي لَــثـمـتْ تــرابــاً بـالـنـجيعِ
مُـعـطَّـرا
نـاديـتُـها .. يـــا كــربـلا يـــا
كــربـلا هـل فـي ثـراكِ الـجسمُ ظلَّ
معفّرا
فـلـمحْتُ مــن أفــقِ الـسماءِ
كـأنّها خرَّتْ عيونُ الشمسِ تحكي ما جرى
هــذا حـسـينٌ .. هــذهِ الأرضُ
الـتي فـــي تُـربِـهـا سـالَـتْ دِمــاهُ
أبـحُـرا
وهــنــا يـفـيـضُ الـعـلـقميُّ
بـمـائِـهِ ومـعـطّشاتُ وأنـتَ تـسقي
الـكوثرا
خـاطـبـتُـها يــــا كــربـلاءُ
تـفـاخـري فـتُـرابُـكِ بـــدمِ الـحـسـينِ
تَـعـطَّـرا
يــا كـربـلا بـلِّـي تُـرابَـكِ مــن
دمـي وخُـــذي فـــؤاداً بـالـحـنينِ
مـجّـمرا
وخُــــذي جـبـيـني عـفِّـرِيـهِ
بـتـربِـهِ روحـــي خُـذيـهـا لا أُطــيـقُ
تـصـبُّرا
عـــلِّــي نـــــداءً لــلـغـريـبِ
وردِّدِي يــا لـيـتني بـالـطفِّ كـنـتُ
مـنـاصرا
إنْ فـاتَـني الـطـفُّ فـهـذي
مُـهجتي أهـديـتُـها لابـــنِ الـبـتـولِ
وحــيـدرة