كــم ذا تـحـاصرُ هـذا الـقلبَ
أسـوارُ ويـجـلبُ الـحـزنَ لــي ذكـرٌ
وتـذكارُ
يــوري الـحـشاشةَ فـي لـيلٍ
أكـابدُهُ رزءٌ لـــهُ أشـعِـلَتْ بـالـجوفِ
أغــوارُ
كـم ذا تـهاجرُ نـفسي عـن
مـباهجِها فـلـيسَ لـلأنـسِ بـي سـكنى ولا
دارُ
فـيـضُ الـهـمومِ كـبـحرٍ لا قــرارَ
لـهُ هـيـهاتَ أنـجـو إذا مــا هـبَّ
إعـصارُ
تـأتي الـرزايا عـلى روحـي
فـأحملُها وكـــم يــنـوءُ بـهـذا الــرزءِ
تـصـبارُ!
أسـرجتُ صـهوةَ حزني من
لواعِجِها ومـسـرحُ الـقـلبِ مـيـدانٌ
ومـضمارُ
وجـــاريَ الــدمـعِ لا يـنـفكُّ
يـسـكبُهُ كـالـسحبِ جـفنٌ ومـاءُ الـعينِ
هـدّارُ
جــفَّ الـغياثُ ومـا جـفَّتْ
مـحاجرُها طــــولَ الــدهـورِ ولــلأحـزانِ
أدوارُ
أورى الـجوانحَ رزءُ الطفِّ
فاشتَعَلَتْ مـنـهُ الـحـنايا وشـبَّـتْ بـالـحشا
نـارُ
غــــداةَ أبــــرَزَتِ الـدنـيـا
مـخـالـبَها وأُنـشِـبَـتْ لــذئـابِ الـكـفـرِ
أظـفـارُ
وهـيّـجَتْ لـقـتالِ الـسـبط ِ
عـصـبتَها واسـتُـنْفِرَتْ بـسيوفِ الـبغيِ
أشـرارُ
جـــاءوا إلــيـهِ زرافـــاتٍ
ويـقـدمُهُمْ حـقـدٌ لــهُ فــي قـلـوبِ الـقومِ
آثـارُ
هــذا الـحـسينُ وروحُ الـعـزِّ
شـعلتُهُ يــقـودُهـا لــلـعـلا عـــزمٌ
وإصـــرارُ
هــذا الـحـسينُ عـطـاءٌ لا نـفـادَ
لــهُ وبـــاذلُ الـنـفـسِ مـعـطاءٌ
ومـكـثارُ
هــذا الـحـسينُ ونـهرُ الـدمِّ
أرخَـصَهُ فــي كـربـلاءَ لـتـسقي الـدينَ
أنـهارُ
أفـنى الـحياةَ وأعـطى كلَّ ما
ملَكَتْ كـــفَّــاهُ لا بــخِـلَـتْ روحٌ
وأعــمــارُ
والـحـرُّ عـنـدَ ذرى الـعـلياءِ
مـوطـنُهُ يــعـلـو وتــرصـدُهُ بــالأفـقِ
أحـــرارُ
لا يعرفُ الموتَ من أسدى حشاشَتَهُ لـلـهِ .. لا شــكَّ أنْ تـحـييه
أقــدارُ!!
هــو الـحـياةُ هــو الـماءُ الـمَعينُ
ولا تـجـفُّ روحٌ سـقـاها مـنـكَ مـقدارُ
!
الـدمـعُ والــدمُ والآهــاتُ قـد
كـتبتْ روايــــةً هــــيَ لــلأجـيـالِ
أســفـارُ
تـمـشي إلـيـها ألــوفٌ لـيسَ
تـمنعُها ريــــاحُ حــقــدٍ وتـفـجـيرٌ
وأخــطـارُ
تـبـقى إلــى الـدهـرِ عـنـواناً
لـعزَّتِها ومـنـسكاً صــالَ فــي مـعـناهُ
ثــوّارُ
تـبقى لـنا الآيـةَ الـكبرى الـتي
نزَلَتْ يـومَ الـطّفوفِ لـتحيي الـدينَ
أذكـارُ
وإنْ نَـجِدَّ الـخطى عـن صدقِ
معتقدٍ فــقـبـرُكَ الــبـيـتُ والأخــيــارُ
زوّارُ