شعراء أهل البيت عليهم السلام - الحسينُ تَسيارُ الأرواحِ

عــــدد الأبـيـات
34
عدد المشاهدات
226
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
3:53 مساءً

أوجَسْتَ أرواحَ السماءِ تقاطُرا = والأرضَ بالأبدانِ صُغتَ تجذُّرا وسَرَجْتَ مِيثاقَ الجُروحِ تَوطُّداً = وترامَسَت فيكَ البذورُ تواتُرا تَجلو بِيَنكورِ الطريقِ تَقصُّداً = واشتقّتِ الأكوانُ مِنكَ بيادرا والسُحْبُ هَبْهَبَتِ النياحَ وأنشدَت = سِوَرَ العذابِ ورتَّلَتْهُ أحمرا ما للغيابِ حضورُه متزاحفٌ = و كَبَاً بنعيٍ دارَ حولكَ مِجمرا؟! والمجدُ نَكّس هامَهُ متلاشياً = والصبرُ مِنكم قد نَحا فتبذرا ؟! لكمُ ُ الجهاتُ تمايَطتْ بمرامِها = وتماثلَتْ عشقاً وشوقاً أذفرا وردٌ يُدارُ وجُؤْوَةٌ قمريّةٌ = لأياءِ شمسٍ من بهاكَ تحدَّرا قلَفَتْ سفينتُنا سواعدُكَ التي = سَفنَتْ بمركبِنَا إليكَ الأبحُرا فتبدّلَتْ قطراتُها بدمٍ كما = جَلَبَ الفُراتُ إليهِ رُسْلاً أنهُرا والحُسْنُ خَرَّ تجاثياً بِعُلوِّهِ = وتقمّصَ القُبحَ الدنيءَ تفاتُرا وعَطَفْتَ بالإيمانِ كلَّ متيّمٍ = فتيافَعَت فيكَ الأصولُ تآصُرا الأرضُ بَيحانٌ تجلَّى لونُها = مِنكُم فقامَتْ تعتليكَ تعفُّرا والخَطوُ أرهَفني قصيداً غائراً = قد وَهْوَهَتْ فِيهِ الجُفونُ فأهدَرا خُذني من الآلامِ جِئتُ مشرَّداً = والآهُ تحكي الشجوَ حُزناً مُضبَرا كم ذا قصدتُكَ بعدَ عُفْرٍ سيدي = والعُفرُ بادَلَني النحيبَ تَعُذُّرا وجِلٌ، أدَثِّرُني وكُلّي لَوعةٌ = بيني أسامِرُ مُهجتي متحسِّرا أحسينُ، ألمحُ صدرَك الثاوي هنا = تحتَ الحوافرِ بالخيولِ تكسَّرا وألامسُ الودَجَ المُخضَّبَ بالدِّما = فأصيحُ بالأنَّاتِ جُرحاً أغزَرا كيفَ ابنُ وحيِ الله ظَلَّ مُرَمَّلاً = عارٍ ثلاثاً مفرداً فوقَ الثَّرى ؟ ونساؤهُ تُسبى يتامى عُنوةً = وتُقادُ بالأشهادِ في عرضِ القُرى ! ياللمآسي، صبريَ الجُلُّ انْجلى = وحُسين تَبقى للشُعورِ الأشعُرا تَشقى الحياةُ فترتمي بخطوبِها = وتُعيدُ خاسِئةً إليكَ الأدهُرا ضِبراكَ رغمَ الخطبِ كنتَ عزيمةً = من مذهبِ الأحرارِ قُمتَ تحرُّرا وبكُلِّ وعدٍ عادَ صحبُكَ عُروةً = وثقى ِلكم جادوا ومنكُم مصدرا وصنعتَ للتأريخِ خيرَ حضارةٍ = فوُجِدتَ نصرَ اللهِ فيكَ مؤزَّرا ويهودُ شِمرٍ عاد مُعرَوْرٍ بِهِم = فَرَسُ الخيانةِ حاملاً ما أوزرا وعَرُوكُ ناقتِهم عليهِم جاثمٌ = بِرُغاءِ عُربٍ فوقَ تلٍّ حوصرا والناسُ ماتَتْ لا نصيرَ لحقِّهِم = ودماؤها كالماءِ زادَ تعكُّرا فصمدتَ أنتَ أيا شهيدُ معسكَراً = ويزيدُ بالظُّلامِ قادَ معسكَرا ورفضتَ ذُلاًّ كالعبيدِ فأصبحَ ال = إسلامُ منكُم زاهياً متنوِّرا فاقبَلْ من العشّاقِ بيعةَ صِدْقِهِم = فلأنتَ للثوارَ تبقى مِحورا مولايَ أسلَمَتِ القلوبُ إليكمُ = ومخيّرُ الأرواحِ فيكَ تسيّرا أشرِقْ لنا من شمسِ نصرِكَ عِزّةً = وافتحْ لغزّةَ مِنْ سناكَ معابِرا
Testing