أوجَـسْـتَ أرواحَ الـسماءِ
تـقاطُرا والأرضَ بـالأبـدانِ صُـغـتَ
تـجـذُّرا
وسَـرَجْتَ مِـيثاقَ الـجُروحِ
تَـوطُّداً وتـرامَـسَت فـيـكَ الـبـذورُ
تـواتُرا
تَـجـلو بِـيَـنكورِ الـطـريقِ
تَـقـصُّداً واشـتـقّتِ الأكــوانُ مِـنـكَ
بـيادرا
والـسُحْبُ هَـبْهَبَتِ النياحَ
وأنشدَت سِـــوَرَ الــعـذابِ ورتَّـلَـتْهُ
أحـمـرا
مــا لـلـغيابِ حـضـورُه
مـتـزاحفٌ و كَـبَاً بـنعيٍ دارَ حـولكَ
مِـجمرا؟!
والـمـجدُ نَـكّـس هـامَـهُ
مـتـلاشياً والـصبرُ مِـنكم قـد نَـحا فتبذرا
؟!
لـكمُ ُ الـجهاتُ تـمايَطتْ
بـمرامِها وتـمـاثلَتْ عـشـقاً وشـوقـاً
أذفـرا
وردٌ يُـــــدارُ وجُـــــؤْوَةٌ
قــمـريّـةٌ لأيــاءِ شـمـسٍ مـن بـهاكَ
تـحدَّرا
قـلَـفَتْ سـفـينتُنا سـواعدُكَ
الـتي سَـفـنَتْ بـمـركبِنَا إلـيـكَ
الأبـحُـرا
فـتـبـدّلَتْ قـطـراتُـها بـــدمٍ
كـمـا جَـلَـبَ الـفُراتُ إلـيهِ رُسْـلاً
أنـهُرا
والـحُـسْـنُ خَـــرَّ تـجـاثـياً
بِـعُـلـوِّهِ وتـقـمّصَ الـقُـبحَ الـدنـيءَ
تـفـاتُرا
وعَـطَـفْـتَ بـالإيـمانِ كــلَّ
مـتـيّمٍ فـتـيافَعَت فـيـكَ الأصــولُ
تـآصُرا
الأرضُ بَــيـحـانٌ تــجـلَّـى
لــونُـهـا مِـنـكُـم فـقـامَتْ تـعـتليكَ
تـعـفُّرا
والـخَـطوُ أرهَـفـني قـصيداً
غـائراً قـد وَهْـوَهَتْ فِـيهِ الجُفونُ
فأهدَرا
خُـذنـي مــن الآلامِ جِـئتُ
مـشرَّداً والآهُ تـحكي الـشجوَ حُـزناً
مُضبَرا
كـم ذا قـصدتُكَ بـعدَ عُـفْرٍ
سيدي والـعُـفرُ بـادَلَـني الـنـحيبَ
تَـعُـذُّرا
وجِـــلٌ، أدَثِّــرُنـي وكُــلّـي
لَـوعـةٌ بـيـني أسـامِـرُ مُـهـجتي
مـتحسِّرا
أحـسينُ، ألـمحُ صدرَك الثاوي
هنا تـحـتَ الـحـوافرِ بـالخيولِ
تـكسَّرا
وألامـسُ الـودَجَ الـمُخضَّبَ
بالدِّما فـأصـيـحُ بـالأنَّـاتِ جُـرحـاً
أغــزَرا
كـيفَ ابـنُ وحـيِ الله ظَـلَّ
مُرَمَّلاً عــارٍ ثـلاثاً مـفرداً فـوقَ الـثَّرى
؟
ونــسـاؤهُ تُـسـبى يـتـامى
عُـنـوةً وتُقادُ بالأشهادِ في عرضِ القُرى !
يـاللمآسي، صـبريَ الـجُلُّ
انْـجلى وحُـسين تَـبقى لـلشُعورِ
الأشـعُرا
تَـشقى الـحياةُ فـترتمي
بخطوبِها وتُـعـيـدُ خـاسِـئـةً إلــيـكَ
الأدهُــرا
ضِبراكَ رغمَ الخطبِ كنتَ
عزيمةً مـن مـذهبِ الأحـرارِ قُمتَ
تحرُّرا
وبـكُـلِّ وعــدٍ عـادَ صـحبُكَ
عُـروةً وثـقى ِلـكم جـادوا ومنكُم
مصدرا
وصـنـعتَ لـلـتأريخِ خـيـرَ
حـضارةٍ فـوُجِـدتَ نـصـرَ اللهِ فـيكَ
مـؤزَّرا
ويـهـودُ شِـمـرٍ عــاد مُـعرَوْرٍ
بِـهِم فَــرَسُ الـخـيانةِ حـامـلاً مـا
أوزرا
وعَــرُوكُ نـاقـتِهم عـلـيهِم
جـاثـمٌ بِـرُغـاءِ عُــربٍ فـوقَ تـلٍّ
حـوصرا
والـنـاسُ مـاتَـتْ لا نـصيرَ
لـحقِّهِم ودمــاؤهــا كــالـمـاءِ زادَ
تـعـكُّـرا
فـصمدتَ أنـتَ أيا شهيدُ
معسكَراً ويــزيـدُ بـالـظُّلامِ قــادَ
مـعـسكَرا
ورفـضـتَ ذُلاًّ كـالعبيدِ فـأصبحَ
ال إســـلامُ مـنـكُـم زاهــيـاً
مـتـنـوِّرا
فـاقبَلْ مـن العشّاقِ بيعةَ
صِدْقِهِم فــلأنـتَ لـلـثـوارَ تـبـقـى
مِـحـورا
مــولايَ أسـلَـمَتِ الـقلوبُ
إلـيكمُ ومــخـيّـرُ الأرواحِ فــيـكَ
تـسـيّـرا
أشرِقْ لنا من شمسِ نصرِكَ
عِزّةً وافـتـحْ لـغزّةَ مِـنْ سـناكَ
مـعابِرا