وَلـدي مُـذ كـنتَ فـي المهدِ
رضيعا وأنـــا أألـــمُ إنْ ذُقْـــتَ
الـدمـوعـا
كــلّـمـا أيـقـظَـنَـي مــنــكَ
بــكــاءٌ أحـــرقَ الـقـلـبَ فـلَـبّـيْتُ
سـريـعا
وقِـمَـاطُ الـحـبِّ يـا قـطعةَ
روحـي لَـفّـعَ الأدمــعَ كــي تُـسْـكِنَ
رَوْعــا
وأَمُــــدُّ الأمــــلَ الـمـشـرقَ
حــبـاً مـعـلناً عــن حـلـوِ آتـيـكَ
الـشروعا
أقـطـفُ الأيــامَ مـن عـمرِكَ
زهـراً نَــثَّ فــي الـوجناتِ طـهراً
وربـيعا
كـلّـمـا أشــرقـتَ أغــدقـتُ
حـنـاناً وصـهرتُ الحبَّ من عمري
شموعا
أفـهـل حـقـي بــأنْ تُــردي
فـؤادي مـن عـظيمِ الـهمِّ والـحزنِ
صريعا؟
إذْ جـثا الـكونُ ومـاضٍ أنتَ نحوَ
ال مـوتِ يـا نـوري إلـى الـربِّ
مطيعا
لا تــبـالـي وقـــعَ الــمـوتُ
عـلـيـنا أم إلــى الـحـقِّ تـسـارَعْنا
وقـوعـا
أيُّ حـسنٍ خَـطْوُهُ لـلموتِ رَضَّ
ال صـدرَ مـا أبـقى إلـى الخيلِ
ضلوعا
تـحـصـدُ الأرواحَ والـهـيجا
عـطـاشٌ فــتــروِّيــهـا بــيــمـنـاكَ
نــجــيـعـا
وأرى فــيـكَ أبـــي حــيـدرَ
مــوجـاً يُـخـمِدُ الأنـفـاسَ يـجـتاحَ الـجـموعا
بـسمةُ الـفخرِ بَـدَتْ فانهالَ
خسفٌ فـــوقَ بـــدري فـتـدافعْتُ
مَـرُوعـا
ولــدي قـلـبُ أبـيـكَ انْـفَتَّ
فـارجِعْ أنـــتَ فـقـدٌ هـائـلٌ لــن
أسـتـطيعا
فــأنـا والـحـبُّ والـصـمتُ
شـهـقْنَا واقـشـعـرَّ الـقـلبُ يـنـهارُ
صَـدوعـا
إذْ جـرى الـدمُّ عـلى عينَيْ جوادِ
ال حــبِّ فـافـتَرَّ إلــى الـهيجا
رجـوعا
أظـلـمَ الـكونُ بـإحساسي
وغَـصَّتْ أدمـعـي أرقــبُ يــا بـدري
طـلوعا
وامتشقْتُ السيفَ عبَّدْتُ طريقَ ال شـــوقِ بـالأجـسادِ ظـمـآناً
هـلـوعا
وكـشفتُ الـقومَ عـن نـورِكَ
أرمي بـصـقيلِ الـسـيفِ لـلـموتِ
مـشيعا
لــم أزلْ حـتّـى تـسمَّرْتُ أمـامَ
ال جـسمِ هَـدَّ الـطودَ والـصبرَ
الـرفيعا
ولـــدي لــمْ تُـبْـقِ لـلـونّاتِ
روحــاً ولــدي لــم تُـبْقِ لـي نـحراً
قـطيعا
ولـــدي لــمْ تُـبْـقِ لـلـعباسِ
والـقـا ســمِ مِــنْ حـرقـةِ آلامــي
دمـوعا
لـم أنَـمْ مـا دمْـتَ في مهدِكَ
تبكي وغـفـوتَ الآنَ مــا ذُقْــتَ
الـهُجُوعا
ولــدي قــد شــاءَكَ الــرَبُّ
فـهذي قـربةٌ مـن جـرحِ روحـي لـن
تضيعا
حـاوَلـوا طـمـسَكَ أبـقَوا فـيكَ
طـهَ يـزدهي فـي كـلِّ عـاشورٍ
سـطوعا