شعراء أهل البيت عليهم السلام - صهيلٌ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
219
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
3:16 مساءً

وما كنتُ يوماً لأنطقَ
لولا الذي قد رأتْ أمُّ عينيْ
ولولا الذهولْ
وكيف يظلُّ لساني قعيداً
وثمّة حزنٌ يحرّضُهُ في الضميرِ
وهل كانَ صمتي لينجو
وحولي ثكالى
أيامى
ويا فجعتاهُ .. يتامى
يسربلُهمْ حزنُهُمْ .. خوفُهُمْ
لا يظلِّلُهُمْ عن حرورِ الفجيعةِ رجْعُ العويلْ
ولا قُزحٌ يُتقاذفُ في لحظاتِ العيونِ سوى
أسودِ الموتِ
بيضُ السيوفِ
ودمٌّ تمرّدَ في فورةٍ
فاستحالَ الوجودُ احمراراً مهولْ ...
زينبُ
ما ظلَّ بعدَ الحسينِ سؤالٌ حنونٌ
فلا تصفعيني بكفِّ السؤالِ
فكلّي جوابٌ عليلْ
وفي زحمتي تتلظّى " لماذا "
ألم يكنِ السهمُ يكفي؟
ألم يكنِ الذبحُ يكفي؟
ألم .. ؟
ألم ..؟
" لماذا " .. ارحميني وكُفّي
وأعلمُ
لا تسأليني
لماذا سلكْتَ سبيلاً وقطّاعُهُ
من يضَلُّ من السهمِ والسيفِ والخلقِ
حين حملتَ الحسينَ إلى اللهِ ...؟!
كيفَ .. وقد كنتَ تعرفُ للهِ بيتاً قريباً
وليسَ هنالكَ موتٌ يحاصرُ هذا السبيلْ؟!
" لماذا " .. افهميني!
لقد كانتِ الأرضُ تحتَ الحوافرِ تهربُ منّي
لا أرضَ تقبلُ أن يُذبحَ الصبرُ بين يدَيْها
وقد قالَ عاشورُ
ياليتني كنتُ سقطاً
ولكنّني قلتُ ما دامَ عيني – حسينٌ ستبيضُّ حتماً
وما دامَ يوسفُها دينَ ربّي
وفي غيهبِ الجبّ يبدو الخلاصُ
فإنَّى لعيني البكاءُ
وإنّي بها لرؤوفٌ رحيمْ ...
لقد كانتِ الريحُ تحنو عليه
فإذْ ذلكَ الخيط ُ
اِنثال / انسلّ منها إلى كفّهِ
قالَ كنْ فأكونُ كما شاءَ ربي أصيلْ
وأودعَ صدريَ قلباً دفيئاً بوجدِ الحسينِ،
فصِرْتُ عليهِ من الريحِ أحنى ...
وما كنتُ يوماً لأصهلَ
قد كانتِ الخيلُ قبلاً
تحمحمُ للجوعِ
حتى إذا وقعَ الصّبرُ من فوقِ ظهريْ حسيناً
شهقتُ
فكانَ الصهيلْ
Testing