دِمــاؤكَ وهــي بـحُـضنِ الـمنون
ِ تـفـجَّـرَ مـنـهـا عِــنـاقُ الـحـنـين
ِ
وإشـراقـةُ الـنـفسِ حـيـنَ
تـجلّتْ عـلى صـفحةِ الـدهرِ مثلَ اللُجين
ِ
بـحـيـثُ وجـــودُكَ بــيـنَ
الــورى تـقـدّسَ ذِكــرُكَ طــولَ الـسنين
ِ
نــداكَ تـرامـى عـلـى
الـخـافقينِ فأضفى على الكونِ لحظَ المَعين ِ
مـصـابُـكَ مـــن آيـــةٍ رتّـلـتْـهَا
ال دمـــاءُ بـقـلـبِ الـكـتابِ الـمـبين
ِ
تــــرابُ جــراحِـكَ راحَ
يــواسـي صــدى نـزفِـه صـامـتاتِ الأنـيـن
ِ
فـنـحـرُكَ فـــوقَ الـثـرى
سـاجـياً تُـنـاوِشُهُ الـريـحُ فــي كـلِّ حـين
ِ
تَـــضـــوعُ حــوالَــيْــهِ
أشـــــلاؤهُ تُـغـالِـبُـها سَــكَــراتُ الـسـكـون
ِ
أَكُــفُّـكَ تُـنـشِـدُ صـــوتَ
الـجـهادِ وتــرفـعُ سـيـفـاً بــوجـهِ الـلـعين
ِ
وعــيـنـاكَ بــحـرٌ جـــرَتْ
حــولَـهُ ريـــاحُ الـسـهـامِ و آهُ الـسـفـين
ِ
وعــانـقَ ذاكَ الـعـمـودُ
افـتـراسـاً بــراءةَ رأسِــكَ يــاْ بــنَ الأمـيـن
ِ
كــأّنَ الـفـراتَ يـسـيلُ عـلـى
وج نـتـيـكَ يـــؤازرُ مـــوجَ الـشـؤون
ِ
لـــواؤكَ روحُ الـوجـيـبِ
الـعـظيمِ وقــدسـيـةٌ لـلـنـضـالِ الـمـتـيـن
ِ
رفــعــتَ ســنــاهُ عــلــى
عـــزّةٍ فــأشـرقَ بـالـصبرِ نــورُ الـيـقين
ِ
فــمـا زالَ هـــذا الــلـواءُ
يـــرِفُّ ويُـزجِي الـصفوفَ بـعزمٍ رصـين
ِ
تـوالـتْ دمـوعُـكَ فــوقَ
الـخـدودِ فـطُـوِّقَ كــونُ الـندى بـالشجون
ِ
ولــيــس لـعـيـنِـكَ غــيـرُ
انــهـلالا تِــهــا بــيـن أضــرحـةٍ
لـلـجـفونِ
إلـى زيـنبٍ رُحـتَ تُـهدي
الكفوفَ وحــزنَ الـصـغارِ وجـرحَ
الـظنونِ
فـطـرفُكَ غــافٍ عـلـى ضـفّـةِ
اع تـــذارٍ بـــذاكَ الــفـؤادِ
الـحـزيـنِ