شعراء أهل البيت عليهم السلام - وطنُ الطفوفِ

عــــدد الأبـيـات
28
عدد المشاهدات
297
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:10 صباحًا

إإذَنْ لعينيكِ أن تبكيكَ كالمُزُنِ = واسمحْ لقلبِكَ أن يغزوكَ بالشَّجَنِ وانهضْ بطرفِكَ إنَّ العينَ ساهرةٌ = تطوي الرقادَ على إطلالةِ الوسَنِ سيُبعثُ الناسُ، إنَّ القومَ في سَكَرٍ = أمِ المعادُ ويومُ الحشرِ لم يحِنِ؟ خطبٌ أقامَ الأسى في كلِّ جارحةٍ = ولم يزلْ ساخناً في بُعدهِ الزمني تجاوزَ الظرفَ، لا أرضٌ تؤطِّرُهُ = فمأتمُ الحُزْنِ في كُلِّ البقاعِ بُني تجودُ عيني وتبتلُّ الطفوفُ أسىً = وبعدُ لم تستمعْ نواعياً أذني لا طابَ بيتٌ ولا دارٌ ألوذُ بهَا = حيثُ الحسينُ بلا دارٍ ولا وطنِ لهفي لهُ إذ غدا بالبيتِ ملتجئاً = يشِدُ إحرامَهُ بالخوفِ والحزَنِ فلم يجدْ مأمناً سبطُ النبيِّ بِهِ = فودَّعَ الحجَّ من فرضٍ ومن سننِ ولاذَ سراً بقبرِ المصطفى ولِهاً = يشكو إلى الجدِّ ما لاقى من الإحَنِ هذا يزيدُ رقابَ المسلمينَ رقى = وألبسَ الدينَ ثوبَ الذٌّلِ والوهَنِ يدسُّ في شرعةِ الهادي مكائدَهُ = كما يدسُّ نقيعَ السمِّ في اللبنِ يشدو بقولِ الخَنَا، واللهوِ مجلسُهُ = ويرتوي بكؤوسِ الخمرِ في العَلنِ وهل عساهُ يطيقُ ابنُ النبيِّ بأنْ = يسودَهُ عابدٌ للرِّجسِ والوثنِ شدَّ الرِّحالَ إلى أرضِ العراقِ وقدْ = بدَتْ لهُ مدنُ الأرزاءِ والمحنِ حطَّ الحسينُ مغيثاً غيرَ أنَّهُمُ = أبَوا بأنْ يركبوا في أوسعِ السُفُنِ دَعَوْهُ حتى إذا ما جَاءَهم غدروا = وليسَ غَدْرُ الفتى بالمذهبِ الحسنِ ما صَدَّ عن ندبةٍ جاءَتْ تناشدُهُ = وكانَ عنهُمْ – وهُمْ مَنْ كاتَبُوهُ غني تفرَّدَتْ فيه أسيافُ الطغاةِ وقدْ = قلَّ النصيرُ لهُ في غمرةِ الفتنِ مازالُ يستلُّ بالبتَّارِ أنفسَهُمْ = لولا الظّما وهجيرُ الشمسِ لم يَهُنِ فقطَّعوهُ على حرِّ الثرى إرَباً = ولم يُبَقُّوا لأهلِ البيتِ من غصُنِ ورضَّضُوا صدرَهُ بالخيلِ ثم عَدَوا = على سِراجٍ بنورِ الطُّهْرِ مقترنِ وحزَّوا الرأسَ مِنْ بعدِ المماتِ وقدِ = طافُوا بهِ فوقَ سنِّ الرُّمحِ بالمدُنِ والشمسُ تصهَرُهُ والريحُ تقبرُهُ = على الصّعيدِ بلا غسْلٍ ولا كفنِ لم يرحمِ الدّهرُ آلَ المصطفى فغَدَوا = مشرَّدِينَ بلا مأوى ولا سكنِ فديتُ مَنْ جدَّدوا الإسلامَ من دَمِهِمْ = وبِاحمرارِ متونِ الزاكياتِ بُني فديتُ مَنْ بذلوا الإسلامَ مهجتَهُمْ = فأسلمُوا روحَهُمْ في نشوةِ البدنِ فلا وربِّك لا شيءٌ عليهِ أسىً = بعدَ الحسينِ ولا طِيبُ النعيمِ هَني
Testing