شعراء أهل البيت عليهم السلام - فجرُ الحسينِ

عــــدد الأبـيـات
41
عدد المشاهدات
339
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
8:24 صباحًا

يمَّمْتُ في وجهتي كربَ البلاءاتِ = حَتَّى رقيتُ فكانَ الشعرُ مِرقاتي وهِمْتُ والقلبُ في حزنٍ وفي كمدٍ = أجدِّدُ العهدَ مسبوقاً بآهاتي والشوقُ يجذبُني والوجدُ يأسِرُني = كما الحسيرِ تحاديني رزيّاتي إلى الحسينِ هفا حرفٌ يحلِّقُ بي = والتوقُ أجنحةٌ رفَّتْ بأبياتي أحرمتُ مؤتزراً حبري ومحبرتي = أخطو على وجعي والعشقُ مِرساتي وطُفْتُ في لهفةٍ أقفو ملائكةً = بالقبرِ مُحْدِقةً تُحصي تحيّاتي والروحُ لبَّتْ ألا لبيكَ يا حُلُمي = في كلِّ شوطٍ تلا نبضي مناجاتي وللقوافي ترانيمٌ أردِّدُها = مع الجموعِ ملايينَ الهتافاتِ مددتُ كفّي إلى الشباكِ مقتبساً = من نبعِ آلائِهِ أحلى الفيوضاتِ وقد تجلّى ضياءً في تألُّقِهِ = مصباحُ نورٍ كسا سبعَ السماواتِ وشعَّ في خاطري يرتدُّ منعكساً = يمتدُّ من كربلا طيفٌ بمشكاتي كأنني شاخصٌ ترنو مخيَّلتي = في صفحةِ الطفِّ والأنواءُ مرآتي أصغي لبوحِ الجوى بالسمِع مرهفةً = وأقرأُ الرّزءَ مخطوطاً على ذاتي لاحَتْ نجومُ الهدى بالحُسْنِ ساطعةً = تجلو جَهِيمَ الدُّجى مثلَ الثُرَيّاتِ وغيهبُ الجورِ سربالٌ أُحاطُ بهِ = يغشى الفضاءَ بثوبِ المدلهماتِ يحاصرُ الصبحَ ليلُ الغيِّ متخذاً = جندَ الظلامِ عضيداً في الغواياتِ ويحشدُ الحقدَ والأطماعَ أسلحةً = فيبرزُ الظلمُ من خبثِ الطَّوِيّاتِ يظنُّ أنْ يطعنَ الأنوارَ منتشياً = ويمنعَ الشمسَ من فلقِ الصّباحاتِ خابَتْ مساعي دياجيرِ العدا وَزَها = فجرُ الحسينِ مضيئاً بالبطولاتِ من غرّةٍ كجمالِ البدرِ إذ بزغَتْ = فوقَ القناةِ تناجي بالتلاواتِ من منحرٍ طالما ضمَّتْهُ فاطمةٌ = قد عانقَتْهُ شفاهُ السَّمْهَرِيّاتِ من أضلعٍ بكنوزِ العلمِ مزهرةٍ = جرى عليهِ الردّى بالأعوجيّاتِ من خِنْصِرٍ لو دعا الأملاكَ لامتثلَتْ = من مهجةٍ قد حَوَتْ إرثَ النبواتِ قد أسفرَ الحقُّ في الآفاقِ ممتزجاً = بلونِ نزفِ الجراحِ السرمديّاتِ فما احمرارُ خدودِ الكونِ من خجلٍ = بلْ من سيولِ الدماءِ القُرمزيّاتِ من هامةِ الأكبرِ النوراءِ منبجسٌ = ومن عريسِ سلا عرسَ المنيّاتِ من ضيغمٍ يسكبُ الإيثارَ مزدهياً = يفيضُ من بينِ كفَّيْهِ النديّاتِ يغفو على النهرِ وهو النهرُ مندفقٌ = يروي ضميرَ البرايا بالكراماتِ ومن رضيعٍ يناغي الموتَ محتضراً = يلوي بنحرٍ بلونِ الياسميناتِ تبلَّجَ الفخرُ يومَ الطفِّ منبثقاً = من صفوةِ الخلقِ نبراسِ الحضاراتِ فما استقامَتْ لدينِ اللهِ قائمةٌ = إلا بذبحٍ وسبيٍ للقداساتِ هم سطّروا المجدَ في التاريخِ ملحمةً = تحكي الخلودَ بحبرِ الإنتصاراتِ تغري الخيالَ ليستافَ الرؤى سَكَراً = من منهلٍ ملكوتيِّ الإفاضاتِ كي يعرفَ الوحيُ ألحاناً يموسِقَها = شعراً شجياً بنايِ الأبجديّاتِ يصبُّها في حنايا القلبِ مترعةً = كأساً بطعمِ غرامٍ مِنْ صُبَاباتي أهوى حسيناً يَتيهُ الفكرُ كوكبُهُ = يضيقُ في حجمِها وسْعُ المجرّاتِ أهوى حسيناً وقد بُحْتُ بهِ دنفاً = كملهمٍ ببديعِ الإرتجازاتِ فاشهدْ أيا خالقي أنَّ الهوى نُسُكي = وأنَّ عشقَ حسينٍ من عباداتي فالنوحُ وِردي ولطمُ الصدرِ معتقدي = وفي طقوسِ الأسى ترسو عذاباتي وأنَّ دمعي وُضوئي والبُكا غُسُلي = والنعيُ فيهِ صلاتي وابتهالاتي وبالحسينِ طرقتُ البابَ في طمعٍ = فاجعلْ مقامي بفردوسٍ وجنّاتِ
Testing