طُفْ حولَ ذكراهُ واخضعْ عندَ حضرتِهِ وارمُــقْ سـنـا الـمجدِ وضّـاحاً
بـغرَّتِهِ
واسـتـلهِمِ الـعزَّ إذ صـاغَتْ
مـشاهدَهُ روايـــةُ الـــدمِ فـــي أبـعـادِ
سـيـرتِهِ
وارحـلْ إلـى مـوطنِ الأحـرارِ
مـتّجهاً إلـــى الـمـعالي حـثـيثاً نـحـوَ
ذِرْوتِــهِ
إلــى الـشـعاعِ الــذي مــازالَ
مـتّقداً مـــن نـــورِ جـبـهتِهِ أو نــارِ
شـعـلتِهِ
يــطـوفُ بـالـدهـرِ ســيـاراً
وتـنـظرُهُ عــيـنُ الـبـصـيرةِ شـفَّـافـاً
بِـرَوعـتِـهِ
أصـفى مـن الـتبرِ مـا شـابت
نـقاوتَهُ أهــواءُ دنـيًـا وقــدْ مـاجَـتْ
بـسـاحتِهِ
ودولةُ الحقِّ في مرمى الضلالِ
غدَتْ حـيـنَ اسـتقرَّت بـأيدي شـرِّ
عـصبتِهِ
واسـتفحلَ الـبغيُ والأشرارُ قد
ولغُوا بـالـدمِّ والـضـعفُ قـد أزرى
بـصحبتِهِ
فـالـبعضُ مــدَّ إلـى الـطاغوتِ
بـيعتَهُ والـبـعـضُ آثـــرَ سِـلْـماً فــي
مـذلّـتِهِ
حـتـى إذا ضـاقتِ الأرضُ بِـما
رحُـبَتْ ولـم يـطِبْ فـي هوانٍ رحبُ
فُسْحتِهِ
تـكـالبَ الـظلمُ والأحـقادُ قـد
بـرزَتْ لـتـنشرَ الـخـزيَ فـي أرجـاءِ
شِـرْعتِهِ
وحُـوصِرَ الـدينُ حـتى بـاتَ
مـحتضَراً عــلـى شـفـيرٍ يُـقـاسي جــورَ
أمّـتِـهِ
تـظـافـرَتْ حــولًـهُ الـدنـيا
بـأسـهُمِها وكــشَّــرَ الــحـقـدُ أنـيـابـاً
لـنـهـشتِهِ
تـسـلَّـحَتْ بـسـيوفِ الـكـفرِ
عـازمـةً أن تــأخـذَ الـثـأرَ مــن طَــهَ
بـعـترتِهِ
وتـطـفـئَ الــنـورَ والإســلامَ
تـنـحرُهُ بـسـيفِ شَـيْـبَةَ بـلْ فـي رمـحِ
عُـتْبَتِهِ
كــي يـرجعوا بـعدَ تـسليمٍ إلـى
هُـبَلٍ عـوداً إلـى الشِّرْكِ والماضي
وحِقْبتِهِ
عـاثـوا فـساداً وأبـدوا مـن
عـداوتِهم وأظـهـرَ الـلـؤمُ فـيـهِمْ غــلَّ
زُمْـرَتِـهِ
شَـفَـتْ قـلـوبَ أُمَــيٍّ مــن
دِمـائـهِمُ وكـــأسُ مـــروانَ يُـجـلِـيها
بـخـمرتِهِ
ويـعتلي الـحكمَ رجـسٌ مـن
علوجِهِمُ حــيـنَ اسـتـبـدَّ بـنـو صـخـرٍ
بِـسُـدَّتِهِ
هـبَّـتْ لـيوثُ الـشَّرَى فـجراً
لـنصرتِهِ ومـــن عـريـنِ الإبــا سـعـياً
لـنـجدتِهِ
لــمّـا أثـــارَ أبــو الـسـبطينِ
غـيـرتَها والـضـيـغمُ الــحـرُّ مــوشـومٌ
بـغـرَّتِهِ
والـنـسرُ فــي أفــقِ الـعـلياءِ
مـلعبُهُ وواهِـــنُ الـطـيـرِ فــي أوكــارِ
ذِلَّـتِـهِ
ولـلـكـريمِ ســفـوحُ الــعـزِّ
يـسـكـنُها ولا حــيـاةَ لــمَـنْ يَــرضـى
بـحـفـرتِهِ
لـيرسلَ الـروحَ فـي أسـمى
مداركِها ويــرخـصَ الـنـفـسَ إيـفـاءً
لـنـهضتِهِ
يـشـقُّ دربــاً إلــى الـثـوارِ
يـوصـلُهُمْ إلــى الـكـرامةِ مــا سـاروا
بـخطوتِهِ
ومــا صـداهـا ســوى آيــاتِ ذي
كِـبَرٍ جــهــراً تُـرَتِّـلُـهـا الـدنـيـا
بـصـرخـتِهِ
أعـطى الـشهادةَ مـعنًى لا نـظيرَ
لـهُ ولــلــفـداءِ مـــثــالاً عـــنــدَ
وَثْــبَـتِـهِ
ولــلإبــاءِ دروســـاً حــيـنَ
جـسَّـدَهـا نــجـلُ ابـــنِ فـاطـمةٍ حـقًّـا
بـثـورتِهِ
والـبذلُ أقـصاهُ بـذلُ النفسِ
مرخَصَةً لــلــهِ حــقًّــا ويَـشـريـهـا
لـنـصـرتِـهِ
فـلـيسَ أكــرمُ مـن مـعطٍ
حـشاشَتَهُ ولــيـسَ أبـــذلُ مــن فــادٍ
بـمـهجتِهِ
أيـــا حـسـيـناً ويـــا إســمـاً
تُـقَـدِّسُهُ جـــلُّ الـبـرايـا وتـدعـو تـحـتَ
قـبّـتِهِ
هـذي دمـاؤكَ خـطَّتْ بـالمدى
صُـوراً بـرَّاقـةً تـنـجلي عــن حُـسنِ
صُـورتِهِ
سَلِ العواسلَ والأسيافَ هلْ
خدَشَتْ مــنـهُ الـمـحـاسنَ أمْ زادَتْ
بـفـتنتِهِ؟
فـيومُكَ الـخلدُ لـن تنسى ملامحَهُ
ال حــمــراءَ أفــئــدةٌ تـبـكـي
لـمـحـنتِهِ
لــلــهِ مــصـرعُـكَ الــدامـي وأيُّ
دمٍ قـد سـالَ بـالطفِّ لـم يرعَوا
لحُرمتِهِ
ورأسُ مَـنْ رفَـعُوا فوقَ الرماحِ
ومَنْ جـالَـتْ خـيولُ الأعـادي فـوقَ
جُـثَّتِهِ؟
تـركْـتَ سـفـراً تـنـيرُ الـدهـرَ
أحـرفُهُ ومــنـبـراً يــوجــعُ الـقـلـبَ
بـعـبـرتِهِ
ومـحـجراً قــد روى الأيــامَ
سـاجـمُهُ ولـيـسَ يُـحْـجِمُ عــن إهــدارِ
دمـعتِهِ