شعراء أهل البيت عليهم السلام - جراحُ رملةَ

عــــدد الأبـيـات
37
عدد المشاهدات
2278
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
7:53 صباحًا

توسّدَ غبراءَ الحروبِ فتاها = لينزعَ من عيني فتيلَ سناها ويستلَّ من روحي تمائمَ سعدِها = ويمحضَها نزفاً يُطيلُ جواها فألبسَ من ديمومةِ الحزنِ معطفاً = ينازعُ أمَّ الحادثاتِ رِدَاها وبعضُ تباريحِ الأمومةِ علقمٌ = متى الليلُ أرخى للهمومِ شجاها يسائلُني قلبي وأعلمُ أنَّهُ = ظميءٌ وروحي لا يغورُ ظماها يفتِّتُني والشوقُ يعصفُ مهجتي = ويعصرُ منِّي أضلعاً وحشاها أحنُّ لقنديلي وشمعةِ ظلمتي = وبدرِ سمائي لو يطولُ دُجاها إلى قاسمٍ أهفو وهل مثلُ قاسمٍ = وجمرتُهُ في القلبِ زادَ لظاها تقاطرَ حزنٌ ليسَ يسكنُ رجْعُهُ = فتمزجُ عيني ماءَها بِدِماها أقاسمُ نبضي لو دَريتَ مفارقٌ = وقلبي تداعى في هواك وتاها فيا ليتني أحظى بلقياكَ ساعةً = فتخبو همومٌ للشغافِ جذاها وترفو غداةَ الوصلِ ثوبَ حشاشةٍ = لها البينُ ما بينَ الجراحِ كِسَاها وهل نظرةٌ تُحيِي المَواتَ بأضلعي = فتزهرَ منِّي خافقاً وشفاها فأنتَ ملاذي وابتسامُ سريرتي = أيا جنةً للروحِ طابَ جناها حَلَتْ مِنْ رؤى عينيكَ دنيايَ بعدما = تمثَّلْتَ فيهِ أرضَا وسَماها ومازلتُ أرنو للسماءِ وغايتي = خيالُكَ، أرعى بدرَها وسُهَاها وصوتُكَ شعرٌ لا يزالُ يُذيبُني = ويرفعُني شمساً يتيهُ سَنانها كما وردةٍ فاحَتْ بأعماقِ مهجتي = إذا قلتَ: "يا أمّاهُ" فاحَ شذاها وقد كانَ يُغريني البقاءُ لأجلِها = وفارقْتَ روحي مُذْ جَرَعْتَ أساها وسارتْ أموري فرحةً برجائها = فلم ألتمسْ سعدًا بغيرِ رجاها وأزهرَتِ الدنيا بضحكةِ ثغرِها = ولفَّعَني ليلٌ غَداةَ نواها وكالطّيفِ أشواقي تيمَّمَ نحوَها = وركبُ حنيني راحلٌ لهواها فودّعْتُ من آمالِ قلبي سرورَها = وزهوةَ عمري ليلةُ وضُحَاها ولم يبقَ لي في العمرِ إلا صبابةٌ = على الشوقِ والذّكرى يرِقُّ مَداها فدهرٌ سقاني غصّةَ الموتِ منشدًا = أهازيجَ لحنٍ للفراقِ حَداها وطفٌّ سقاني المرَّ كأساً معجلاً = على فتيةٍ للهِ عشْقُ هواها نعاها زمانٌ بالطوارقِ زاحفٌ = يُشِيعُ صُروفَ الغدرِ حينَ نعاها نعى من طيوفِ المجدِ باكورةَ الهدى = ودوحةَ عزٍّ لا يُطَالُ عُلاها نعى قاسماً يحكي شجاعةَ حيدرٍ = وصبرًا تناهى من عزيمةِ طَهَ ونسغاً من الإيمانِ أغصانُهُ التُّقى = وأوراقُ طهرٍ بالنّدى تتماهى وغيثاً سقى بالطفِّ شرعةَ أحمدٍ = وقفرَ رياضِ المكرماتِ رواها أقاسمُ لو تدري جموحَ مشاعري = وكيفَ تضلُّ المُقلتانِ كراها؟ وفي الجفنِ آثارٌ تنمُّ عنِ الأسى = إذا أدمعتْ ماءَ العيونِ عَصَاها وفي القلبِ، هذا الجرحُ قد صبَّ جامَهُ = فآهٍ لهُ ممّا يصبُّ وَوَاها وآهٍ لروحي بينَ ذلٍّ ووحدةٍ = تناجي على بُعْدِ الديارِ مُنَاها وشاخَ زماني والجراحُ تنوشُنِي = ذئابًا جياعًا لا تحدُّ فلاها ولو أنصفتْ بينَ الهمومِ كنايتي = لصِرْتُ إليها أمَّها وأباها
Testing