يــا ثَـرى الـطفِّ يـا دمـاءَ
حـسينٍ يــا مـعـانٍ إلــى الـبـطولةِ
صــارا
يـــا تـرابًـا مـؤجِّـجًا فــي
الـحـنايا روحَ عــــــزٍ ومـــبــدأً
وفـــخــارا
إنَّ فـــــي كــــلِّ ذرّةٍ روحَ
حــــرٍّ أزهــرتْ أثـمـرتْ فـكـانتْ
مـنـارا
إيـــهِ يـــا دمُّ قــد اُسِـلْـتَ
لـيـومٍ فــتــحـوَّلْـتَ بــعــدَهــا
أنـــهــارا
قــد تـبـرّى الـمـماتُ مـنكَ
فـأنتَ مــن عَـطـيتَ الـحـياةَ لـيـلاَ
نـهارا
ألَ فــهــرْ لــلــهِ أنــتُــم
أسُــــودٌ حـين شـبَّ الوغى ونالوا
الحصارا
آلُ سـفيانَ مـا اسـتقامتْ
لـحربٍ حـربُهم في الحروبِ يبغي
الفرارا
أيـنَـكـم مـــن حـــروبِ آلِ
عـلـيٍّ أيـنَـكـم مـــن حـسـينِهِم إنْ
ثــارا
يـا تـرابَ الـطفوفِ قُـلْ لي
بربِّك هـــل رأتْ أرضُــكِ مـثـيلاً
كِــرَارا
قـاتلوا الـموتَ بل همُ الموتُ
حقًّا إنَّ فـــي ضـربِـهم تـجـلَّى
مــرارا
فــأذاقـوا عـدوَّهـم بــأسَ
حــربٍ مــــا رأوا مـثـلَـهـا ولا
مــعـشـارا
ظـهـروا كـالـنجومِ فــي لــجِّ
لـيلٍ أظــلــمَـتْـهُ عــســاكـرٌ
غـــمّــارا
سـيفُهم بـرقُهم لـهُ الـصوتُ
رعدٌ كــلّـمـا كــبــروا أتــــوا
إعــصـارا
يـــا مـيـاهَ الـفـراتِ رُقِّــي
قـلـيلاً إنــهـم أقـبـلـوا إذِ الـقـلـبُ طــارا
فـأفـضْ يــا فــراتُ قـطـرةَ
مــاءٍ إنــهـم خــيـرةٌ إنِ الــدهـرُ
جــارا
لا تـكـنْ يــا فــراتُ تـهوي
طـليقاً أو تـــودِّعْ مــن أرضِــكَ
الأخـيـارا
أنـــتَ مــهـرٌ لأمِّــهِـمْ يــا
فــراتُ كيف ترضى بأنْ يموتوا
اصطبارا؟
قــد أتـوا يـا فـراتُ بـالأهلِ
جـمعًا لـــم يُـبَـقُّـوا صـغـارَهـم أو كـبـارا
حـفـرُوا مــن دمـائِهم كـلَّ
حـرفٍ ثـــمَّ فــاضـتْ أنــوارُهـم
أنـــوارا
كـيفَ أنـسى والـقلبُ فـيه حسينٌ وعــلـى جـانـبـيهِ قــامـت
فــزارا
رايــةُ الـحـقِّ قــد تــراءتْ
بـأفـقٍ وأبـــو الـفـضلِ فـلـكُها
والـمـدارا
رايـــةُ الــحـقِّ فــي يـديـهِ
ضـيـاءٌ يـــــا لــهــولٍ قــيـامُـهُ
وقــــرارا
ضــربـةٌ مـــن يـمـيـنِهِ قَــدَّ
وتــرًا زلــزلـتْ بِـيـدَهـا وثـــارَتْ
غُـبـارا
حــولَــهُ عـسـكـرٌ وهـــذا
وحــيـدٌ طـاعـنٌ ضــاربٌ أمــاطَ
الـخـمارا
ســاقَــهُ عــزمُـهُ لـنـحـوِ
الـمـنـايا فـــإذا الـصـعـدُ عـانـقَـتْ
أنـــوارا
عـشـقَ الـمـوتَ لـلـشهادةِ قـدمًـا وسـقـتْـها دمـــاؤهُ حــيـنَ
ســـارا
فـإذا الـشمسُ فـوقَهُ وهـي
تنعى شــمـسَ أفـــقٍ تـــودِّعُ
الأقـمـارا
بـعـدَكـم لا ظـــلالَ تـبـقـى
لـديـنا لا ولا نــرتـجـي نـــدىً أو
خــيـارا
أنــتَ ظـهري أُخَـيَّ أنـتَ
عـمودي قـطـعـوا يُـمْـنَكُمْ مـعـاً
والـيـسارا
آيـــةُ الــنـورِ نــورُكـم يـــا
أخــيّـا خُـسِـفَتْ بـغـتةً وألـفَـتْ
خـسـارا
يــا نـجومَ الـسماءِ صِـرتُم
ضـحايا أنــتــمُ نِــعْــمَ عــونِـنـا
أنــصــارا
لـم يُـرَ فـي الـزمانِ طـيفُ
خـيالٍ مــثــلَـكُـم لا ولا رأى
مــعــشـارا
يـا أديـمَ الـطفوفِ باللهِ صِـفْ
لي زيــنـبـاً أو صـريـعَـهـا
والــخـمـارا
وجــدَتْـهُ يــخـورُ فـــي بــحـرِ
دمٍّ قـــد كـسـتْـهُ رمـاحُـهـم
أســتـارا
كـيف صَـلَّتْ عـليهِ والـشمرُ
جاثٍ فــوقَ صــدرِ الـبـتولِ
والأســرارا
هـــل ودّعَــتْـهُ والـدمـوعُ
تـجـرُّها ويـجـرُّها سـوطُ الـخنى
اسـتنكارا
قـامـتْ تـجـرُّ ذيـولَـها بــل
قـلـبَها مــا فــارقَ الـنحرَ الـشريفَ
ودارا
رفـعـتْهُ قـربـانًا إلــى ربِّ
الـسـما إن كـــانَ يـرضـيـكَ فـخـذْ
إيـثـارا
ومشوا وكانَ على القناةِ
خطيبُهم يــتــلـو كـــتــابَ اللهِ
والأذكــــارا
ويـبـثُّ فــي الـدنـيا مـبادئَ
أحـمدٍ مــنـهـا تــولَّـدُ جـيـشَـهُ
الــجـرارا
فـالـديرُ يـشـهدُ والـبلادُ ومَـنْ
بـها كــانَ الــذي فــوقَ الـقـناةِ
مـنارا
دخـلوا إلـى الشاماتِ وهي
بِعِيدِها طُـرقـاتُـها قــد عـانَـقَتْ
مـزمـارا
غـطّـت مـآقـيها الـحـليُّ
وأعـلنَتْ الــيـومَ عــيـدًا أعـلـنوا
اسـتـنفارا
خـرجـوا بـنـعشِ أمـيـرِها
ونـحيبِها فــالـرأسُ مـنـهُ يـهـدّمُ
الأســوارا
إيــهٍ يـزيـدُ – أبــو يـزيـدٍ لــم
يـزِدْ فـــي خــسّـةٍ إلا اسـتـزادَ
الـنـارا
فـالـطـفُّ بــركـانُ تـوقَّـدَ
شـعـلةً فــي فِـيهِ عـرشُ أمـيّةٍ قـد
صـارا
ويــزيـدُ أصـبـحَ لـعـنةً مــن
لـعـنةٍ إن يــذكــروهُ تــكــرَّرَتْ
تــكـرارا
أمّــا ابــنُ سـعدٍ فـارتَقَتْهُ
سـعادةٌ قــد زادَهُ ابــنُ زيـادِهِـمْ
إعـسـارا
زعـموا بأنْ قتلوا الحسينَ
وصحبَهُ قـــد كـــانَ قـاتِـلَـهُمْ ولا
أنـصـارا
مــازالَ قَـطْـرُ سـيـوفِهِم
بـدمـائِهِ وقـلـوبِـهم مـــن عــزمِـهِ مـنـهارا
غـطُّـوا الـبـقاعَ عـسـاكرًا
لـكـنَّهُمْ عــنـدَ الــنـزالِ نـعـدُّهُـم
أصـفـارا
حـكـمَ الـزمانُ بـأن يـكونَ
مـخلَّدًا إســمُ الـحـسينِ وكـعـبةً
ومــزارا
عـيشي أمـيةُ فـي زبـالاتِ
المدى مــــا كــنـتِ إلا جـيـفـةً
وقـــذارا
أحــزابُـكِ مـهـمـا تـمـادَتْ
خـسـةً عــوراتُــهـا تــتـقـحّـمُ
الأنــظــارا
مــهـمـا تــقـولـي إنّــــك جــبـارةٌ إعــلامُـكِ غـطّـى الـفـضا
أخـبـارا
قـــد زيَّـنَـتْـكِ أمــيـةٌ حــتـى
بــدا أنْ خـصـمُـكِ الـمـوقدونَ
ضِــرارا
قـولي لـمَن قـد جـاءَ يحذو حذوَكِ هــوِّنْ فـقـد كــانَ الـمصيرُ
الـنارا
قـولـي بــأنَّ الـطفَّ إعـصارٌ
أتـى أيْ آلَ امــيّــةَ أقــبــروا
إقــبــارا
قـد شـاءَ ربُّـكِ يـا طـفوفُ
بقاءَكِ فــالـربُّ شــاءَ تـذوَّقـي
الإكـبـارا
رايـاتُكِ خـفقَتْ عـلى كـلِّ
الـرُّبى فــي شـرقِـنا فــي غـربِنا
تـتبارى
كــلُّ الـعـراقِ عـراقُكِ كـلُّ
الـبلادِ بـــلادُكِ فـاسـتصدري
اسـتـصدارا
صـوتُ الـحسينِ بـكلِّ ركنٍ
شامخٌ وقــد اعـتـلى الـعـلياءَ والأسـفـارا
لـبيكَ يـا نـحرَ الـحسينِ نـداءُ
مَـنْ لــبَّـى وطـــافَ وفــعَّـل
الأذكــارا
ورمى شياطينَ الورى وسعى إلى تـقـديـمِ مـسـفـوكِ الـدمـا
إيـثـارا
هـيـهـاتَ مــنَّـا ذلـــةٌ هـــو
قـالـها لا لـم تكنْ ذي الحشرجاتُ
شعارا
هـيهاتَ حطَّمَتِ العروشَ
وفجَّرَتْ تــحـتَ الـطـغـاةِ قـنـابـلاً
ودمــارا
هـــذي مـعـانـي كـربـلاءَ
وجـدتُـها تـسـتـصـرخُ الــثــوّارَ
والأحـــرارا
عـــزٌّ كــرامـاتٌ وفــخـرُ
مـنـاقبٍ وصــدًى يـؤسّـسُ دولــةً
مـعـمارا