شعراء أهل البيت عليهم السلام - ثرى الطفِّ

عــــدد الأبـيـات
68
عدد المشاهدات
237
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
7:49 صباحًا

يا ثَرى الطفِّ يا دماءَ حسينٍ=يا معانٍ إلى البطولةِ صارا يا ترابًا مؤجِّجًا في الحنايا= روحَ عزٍ ومبدأً وفخارا إنَّ في كلِّ ذرّةٍ روحَ حرٍّ=أزهرتْ أثمرتْ فكانتْ منارا إيهِ يا دمُّ قد اُسِلْتَ ليومٍ=فتحوَّلْتَ بعدَها أنهارا قد تبرّى المماتُ منكَ فأنتَ=من عَطيتَ الحياةَ ليلاَ نهارا ألَ فهرْ للهِ أنتُم أسُودٌ=حين شبَّ الوغى ونالوا الحصارا آلُ سفيانَ ما استقامتْ لحربٍ=حربُهم في الحروبِ يبغي الفرارا أينَكم من حروبِ آلِ عليٍّ=أينَكم من حسينِهِم إنْ ثارا يا ترابَ الطفوفِ قُلْ لي بربِّك=هل رأتْ أرضُكِ مثيلاً كِرَارا قاتلوا الموتَ بل همُ الموتُ حقًّا=إنَّ في ضربِهم تجلَّى مرارا فأذاقوا عدوَّهم بأسَ حربٍ=ما رأوا مثلَها ولا معشارا ظهروا كالنجومِ في لجِّ ليلٍ=أظلمَتْهُ عساكرٌ غمّارا سيفُهم برقُهم لهُ الصوتُ رعدٌ=كلّما كبروا أتوا إعصارا يا مياهَ الفراتِ رُقِّي قليلاً=إنهم أقبلوا إذِ القلبُ طارا فأفضْ يا فراتُ قطرةَ ماءٍ=إنهم خيرةٌ إنِ الدهرُ جارا لا تكنْ يا فراتُ تهوي طليقاً=أو تودِّعْ من أرضِكَ الأخيارا أنتَ مهرٌ لأمِّهِمْ يا فراتُ=كيف ترضى بأنْ يموتوا اصطبارا؟ قد أتوا يا فراتُ بالأهلِ جمعًا=لم يُبَقُّوا صغارَهم أو كبارا حفرُوا من دمائِهم كلَّ حرفٍ=ثمَّ فاضتْ أنوارُهم أنوارا كيفَ أنسى والقلبُ فيه حسينٌ=وعلى جانبيهِ قامت فزارا رايةُ الحقِّ قد تراءتْ بأفقٍ=وأبو الفضلِ فلكُها والمدارا رايةُ الحقِّ في يديهِ ضياءٌ=يا لهولٍ قيامُهُ وقرارا ضربةٌ من يمينِهِ قَدَّ وترًا=زلزلتْ بِيدَها وثارَتْ غُبارا حولَهُ عسكرٌ وهذا وحيدٌ=طاعنٌ ضاربٌ أماطَ الخمارا ساقَهُ عزمُهُ لنحوِ المنايا=فإذا الصعدُ عانقَتْ أنوارا عشقَ الموتَ للشهادةِ قدمًا=وسقتْها دماؤهُ حينَ سارا فإذا الشمسُ فوقَهُ وهي تنعى=شمسَ أفقٍ تودِّعُ الأقمارا بعدَكم لا ظلالَ تبقى لدينا=لا ولا نرتجي ندىً أو خيارا أنتَ ظهري أُخَيَّ أنتَ عمودي=قطعوا يُمْنَكُمْ معاً واليسارا آيةُ النورِ نورُكم يا أخيّا=خُسِفَتْ بغتةً وألفَتْ خسارا يا نجومَ السماءِ صِرتُم ضحايا=أنتمُ نِعْمَ عونِنا أنصارا لم يُرَ في الزمانِ طيفُ خيالٍ=مثلَكُم لا ولا رأى معشارا يا أديمَ الطفوفِ باللهِ صِفْ لي=زينباً أو صريعَها والخمارا وجدَتْهُ يخورُ في بحرِ دمٍّ=قد كستْهُ رماحُهم أستارا كيف صَلَّتْ عليهِ والشمرُ جاثٍ=فوقَ صدرِ البتولِ والأسرارا هل ودّعَتْهُ والدموعُ تجرُّها=ويجرُّها سوطُ الخنى استنكارا قامتْ تجرُّ ذيولَها بل قلبَها=ما فارقَ النحرَ الشريفَ ودارا رفعتْهُ قربانًا إلى ربِّ السما=إن كانَ يرضيكَ فخذْ إيثارا ومشوا وكانَ على القناةِ خطيبُهم=يتلو كتابَ اللهِ والأذكارا ويبثُّ في الدنيا مبادئَ أحمدٍ=منها تولَّدُ جيشَهُ الجرارا فالديرُ يشهدُ والبلادُ ومَنْ بها=كانَ الذي فوقَ القناةِ منارا دخلوا إلى الشاماتِ وهي بِعِيدِها=طُرقاتُها قد عانَقَتْ مزمارا غطّت مآقيها الحليُّ وأعلنَتْ=اليومَ عيدًا أعلنوا استنفارا خرجوا بنعشِ أميرِها ونحيبِها=فالرأسُ منهُ يهدّمُ الأسوارا إيهٍ يزيدُ – أبو يزيدٍ لم يزِدْ=في خسّةٍ إلا استزادَ النارا فالطفُّ بركانُ توقَّدَ شعلةً=في فِيهِ عرشُ أميّةٍ قد صارا ويزيدُ أصبحَ لعنةً من لعنةٍ=إن يذكروهُ تكرَّرَتْ تكرارا أمّا ابنُ سعدٍ فارتَقَتْهُ سعادةٌ=قد زادَهُ ابنُ زيادِهِمْ إعسارا زعموا بأنْ قتلوا الحسينَ وصحبَهُ=قد كانَ قاتِلَهُمْ ولا أنصارا مازالَ قَطْرُ سيوفِهِم بدمائِهِ=وقلوبِهم من عزمِهِ منهارا غطُّوا البقاعَ عساكرًا لكنَّهُمْ=عندَ النزالِ نعدُّهُم أصفارا حكمَ الزمانُ بأن يكونَ مخلَّدًا=إسمُ الحسينِ وكعبةً ومزارا عيشي أميةُ في زبالاتِ المدى=ما كنتِ إلا جيفةً وقذارا أحزابُكِ مهما تمادَتْ خسةً=عوراتُها تتقحّمُ الأنظارا مهما تقولي إنّك جبارةٌ=إعلامُكِ غطّى الفضا أخبارا قد زيَّنَتْكِ أميةٌ حتى بدا=أنْ خصمُكِ الموقدونَ ضِرارا قولي لمَن قد جاءَ يحذو حذوَكِ=هوِّنْ فقد كانَ المصيرُ النارا قولي بأنَّ الطفَّ إعصارٌ أتى=أيْ آلَ اميّةَ أقبروا إقبارا قد شاءَ ربُّكِ يا طفوفُ بقاءَكِ=فالربُّ شاءَ تذوَّقي الإكبارا راياتُكِ خفقَتْ على كلِّ الرُّبى=في شرقِنا في غربِنا تتبارى كلُّ العراقِ عراقُكِ كلُّ البلادِ=بلادُكِ فاستصدري استصدارا صوتُ الحسينِ بكلِّ ركنٍ شامخٌ=وقد اعتلى العلياءَ والأسفارا لبيكَ يا نحرَ الحسينِ نداءُ مَنْ=لبَّى وطافَ وفعَّل الأذكارا ورمى شياطينَ الورى وسعى إلى=تقديمِ مسفوكِ الدما إيثارا هيهاتَ منَّا ذلةٌ هو قالها =لا لم تكنْ ذي الحشرجاتُ شعارا هيهاتَ حطَّمَتِ العروشَ وفجَّرَتْ=تحتَ الطغاةِ قنابلاً ودمارا هذي معاني كربلاءَ وجدتُها=تستصرخُ الثوّارَ والأحرارا عزٌّ كراماتٌ وفخرُ مناقبٍ=وصدًى يؤسّسُ دولةً معمارا
Testing