نـــاري ونـــارُكَ تـوأمـانِ
تــورّدا ورداً تـقوّسَ كالهلالِ على
الندى
نــاري تـصـادرُ كـلَّ نـارٍ لـم
تـلدْ عـطشًا عـلى كـبدِ الفراتِ
توقّدا
نـاري بـجرحِكَ ألـفُ نحرٍ قد
أتى يـسـتـلُّ دمَّـــكَ لـلـفداءِ مـجـرّدا
عـجباً لـنحرِكَ قـد ذبحتَ به القنا فانثالَ من نحرِ القنا جسدُ الردى
عـجباً رأيـتُكَ في ضلوعِ
قصيدتي صـدرًا يهرول عجزُهُ فوقَ
المدى
يـا كعبةَ الشهداءِ قد سجدَ الهوى فـي راحـتَيْكَ وخـلفَهُ سجدَ
الفدا
فـأقِـمْ صـلاتَـكَ لـلـجراحِ
وخَـلِّـها تبني الترابَ على جبينِكَ
مسجدا
ربـيتُ نـاري فـي سـلامِكَ
طفلةً فـي حِـجْرِها رأسُ الـحنينِ
تمدّدا
وسـرقتُ من كلِّ السهامِ
عيونَها وفـتـحتُ لـلـعباسِ فـيها مـشهدا
وفـطـمتُني عـن كـلِّ نـهرٍ
سـائغٍ ورجـعتُ أروي مـن ظمايَ
تجلُّدا
هـدمَ الجوى منّي ضريحَ
صَبابتي فـانسجْ إلـيَّ على عيونِكَ
مرقدا
دأبـي أسـلِّحُ من دموعِكَ
مقلتي حـتى نَـمَتْ كـلُّ الـرموشِ
مُهَنَّدا
يــا فـالقَ الأمـجادِ بـينَ
أضـالعي طِـبْ بـينَ أضـلاعِ الحياةِ
موسّدا
هـاجرْ على متنِ الجراحِ
لخافقي واعـبُرْ مـسافاتِ الـهُيَامِ
مـسدّدا
هـذي دمـاؤكَ فـي سماءِ
تحيُّري قـمرٌ ذبـحتُ بـهِ الـضياعَ
الأسودا
عـيني تـراكَ عـلى الفلاةِ
مجرّحاً لـكـنَّ قـلـبي قــد رآكَ
مـضـمَّدا
يـا من جعلتَ من الخلودِ
حوافراً مـن تـحتِها صـدرُ الـمماتِ
تـبدّدا
رمِّــمْ بـضلعِكَ شـاعراً وحُـطامُهُ يـأبـى بـغـيرِكَ أن يـكونَ
مـشيَّدا
حـجَّتْ إلـيكَ عـلى يديَّ
قصائدي فـافـتحْ لـهـا بـيـتاً بـقـلبِكَ
شُـيِّدا
شـوقٌ تـلاطَمَ فـي ضـفافِكَ
دُرَّةً مـن عمقِ صدري قد أتاكَ
مردِّدا
إنــــي أحــبُّــكَ لا لأجـــرٍ
إنّــمـا لـم ألـقَ غـيرَكَ لـلمحبةِ
مـقصدا