قــدّمـتّ لـلـدينِ الـحـنيفِ
دمـاكـا فــغــدا بــحـرقـةِ قــلـبِـهِ
يـنـعـاكا
يـنـعاكَ يــا بــنَ الـطاهرينِ مـجدَّلاً ويُـسـيـلُ أدمُــعَـهُ كـفـيضِ
نَـداكـا
يـنـعاكَ مـذبـوحًا عـلى حـرِّ
الـثرى ونـــصــالُ آلِ أمـــيــةٍ
بـحـشـاكـا
يـنـعاكَ ظـمـآناً وأسـيـافُ
الـعـدى تـسـقـيكَ، لــكـنْ أكـؤسًـا
لـرَداكـا
يـنـعـاكَ مـسـلوبًا ويـهـتِفُ
والـهًـا: يــا يــومَ عـاشـوراءَ مــا
أشـجاكا!
أأبـا الـشريعةِ مـا لَـها بـينَ
الـورى كـــهــفٌ حــريــزٌ مــانــعٌ
إلَّاكــــا
إنـــي لأقــسـمُ إنّـهـا لــم تـلـتجئْ مــن ظـالمٍ يـضرَى ، بـغيرِ
حِـماكا
قـــد صُـنـتَها مــن كـيـدِ آلِ
أمـيـةٍ وفــديـتَـهـا مـسـتـبـشرًا
بــدمـاكـا
هـل كـانَ غـصنٌ يستطيلُ
بروضِها ويــلـذُّ قــطـفُ ثــمـارِهِ
لــولاكـا؟
هــل كـانَ يـجري لـلظِماءِ
نـميرُها إلا بـفـيـضٍ مـــن غــديـرِ
هُـداكـا؟
يــا بــنَ الـنبيِّ لـقد قـضيتَ
بـعزةٍ هـيـهاتَ أن تـردي الـسيوفُ
إبـاكا
أبـديتَ فـي يـومِ الطفوفِ
ملاحمًا مـــا خـطَّـهـا لـلـعـالمِينَ
ســواكـا
وبـكـربـلاءَ جــرى نـجـيعُك
هــادرًا وهــلِ الـنـجيعُ سـوى بـليغِ
نِـداكا؟
أفــديـكَ مـنـجـدلاٌ غـريـبـاً
مـفـردًا ولــيـوثُ أحــمـدَ جُــدِّلـتْ
بـثـراكا
لــلـهِ درُّكَ مـــا انـحـنـيتَ
لـظـالمٍ نـصـبَ الـضـلالَ بـكـفرِهِ
أشـراكـا
يـطـغى عـلـى ديـنِ الـنبيِّ،
وكـفُّهُ تــردي الـزهـورَ وتــزرعُ
الأشـواكا
فـرمـيتَهُ يــومَ الـطـفوفِ
بـنـهضةٍ أصــمَـتْ مَـقـاتـلَهُ، فــذاقَ
هـلاكـا
وحـسـامً عـزمِـكَ غـربُهُ لـم يـنثلِمْ أبــدًا، وإنْ صِــرْفُ الـزمانِ
دهـاكا
وإذا صُـرَعتَ عـلى الصعيدِ
مبضَّعًا فـلـقد سـمَـا فـوقَ الـسماءِ
عُـلاكا
مــا ضــوءُ أنـجـمِها بـآفـاقِ
الـدُّنى واللهِ إلا دونَ وقْـــــــدِ
سَــنــاكــا
لـكَ – والإبـاءُ يـفورُ – غُـرُّ
مواقفٍ وطـــأتْ لـعـظمِ جـلالِـها
الأفـلاكـا
يــومَ اسـتجارَ بـكَ الـهدى فـأجرتَهُ وفـديـتَـهُ، أعــظِـمْ بـيـومِ
فِـداكـا!
وغــدَوتَ قـربـانًا.. وحـولَـكَ
فـتـيةٌ تـحكي الـبدورَ، فـما أجـلَّ
عطاكا!
ومـضـيتَ تـنـشرُ رحـمـةً
نـبـويّةً.. حــتـى بـكـيـتَ بـكـربـلاءَ
عِــداكـا
وشــرعـتَ نـهـجًا لـلـتحرُّرِ
مـهـيعًا تــهـدي بـــهِ الـدنـيـا إلــى
دنـيـاكا
وقـوافلُ الأحـرارِ تـترى.. هـل
لـهَا مـسعىً تـسيرُ بـهِ سوى
مسعاكا؟
هـذا عطاؤكَ في الحياةِ، ولم
تزلْ تــهــبُ الأيــــاديَ لــلأنـامِ
يــداكـا
أأبــا الـفـداءِ لــكَ الـخـلودُ،
وإنَّـما مـعنى الـخلودِ يـذوبُ فـي
مـعناكا
ومسامعُ الوجدانِ تنصتُ .. والحِجا يـرنـو .. فـيقصُرُ عـن بـلوغِ مَـداكا
إنـي ليشجيني المصابُ وإنْ
زهَتْ شـمسُ الـعقيدةِ فـي سَما
ذكراكا
ذكــراكَ تـحـلو فــي فـمي،
لـكنَّها تُـصـمي فــؤادي بـالشجونِ
دِراكـا
والـعينُ تـنطفُ أدمـعاً، لا بـل
دَمًـا وأراهُ قــبـلَ دمِ الـقـريـضِ
رَثـاكـا
لـهفي عـليكَ وقـد قضيتَ
مضرَّجًا بــدمِ الـفـداءِ، ومـا نـقعتَ
صـداكا
واهـاً لـرُزئكَ يـا سـليلَ
الـمرتضى كـــم طـــارقٍ بـالـنـائباتِ
رمــاكـا
واهًـا لـجسمَكَ وهـو نـهبٌ
لـلظبى غـالـبْتَها – رغــمَ الـجراحِ –
عِـراكا
واهًــا لـنـحرِكَ والأضـالـعُ
سـيّـدي يــا لـيـتَ نـحـري بـالـنجيعِ
فـداكـا
أأبـا الـفداءِ هـتفتُ بـاسمِكَ
مؤمناً أنَّ الــنــوائـبَ لا تــفــلُّ
شَــبـاكـا
ولئن هَوَيتَ – وما هَوَيتَ –
فطالما دارتْ عـلى جـيشِ الـضلالِ رحـاكا
إنــي لأعـنـو عـنـدَ ذكـرِكَ
خـاشعاً ومـنـايَ أن أسـمـو بـنـيلِ
رضـاكـا
وجَّـهْتُ وجـهيَ لـلطفوفِ
مـسلِّماً والـقلبُ يـا بـنَ الـمصطفى
حـيَّاكا
أيـلُـزُّنـي دنـــسٌ وأنــتَ
بـخـافِقي وقــدِ اغـتـسلتُ تـطـهُّراً
بـهـواكا؟
مـثـواكَ فـي قـلبي، وقـلبي
هـائمٌ يــرجـو الإقــامـةَ عــمـرَهُ
بـذَرَاكـا