وفي كلِّ خفقٍ ذِكْرُ أحمدَ حاضرٌ (المولد النبوي الشريف) ٢٠٢٢
مرتضى الشراري العاملي
وفي كلِّ خفقٍ ذِكْرُ أحمدَ حاضرٌ
(المولد النبوي الشريف)٢٠٢٢
يقولون ذكرى، مَنْ نَسينا لِنَذكُرا؟!=وهل يُنتَسى في الناسِ إلّا العابرا ؟!
وهل تَغفَلُ الأنهارُ عن جَرَيانِها=والقَفْرُ هل يَنسى السحابَ الماطرا؟!
يقولون ذِكرى، للمَجازِ شؤونُه=وللقلبِ شأنٌ آخَرُ لِيُعَبِّرا
وقلبي الذي إنْ شِئْتَ سَلْهُ فإنَّهُ =بهِ النبضُ تَقويمٌ يُعَدِّدُ أشْهُرا
وفي كلِّ خفقٍ ذِكْرُ أحمدَ حاضرٌ=وفي كلِّ شهرٍ ألفُ ميلادٍ جَرى
وللشِّعرِ أسرارٌ وإنْ هوَ لم يَبُحْ =ففي الحُبِّ بَوْحٌ ليسَ ينفَكُّ أخضَرا
ومِنِّيَ إسراءٌ إليكَ بِعَتْمتي=كذلكَ مِعراجٌ إذا الصبحُ أسْفَرا
وكمْ حينَ يُطْرى الغارُ تهتزُّ أسطري=وتُغْري المعاني حرفيَ المُتَحَيِّرا!
فأغمسُ في شطِّ الطهارةِ خاطِري=لِيَدخُلَ مِحْرابَ البلاغةِ طاهِرا
ومكّةُ في يومِ الولادةِ لم تكُنْ =على الأرضِ بل كانتْ تُرابًا طائِرا
تغرَّبتُ حتى أنكرَ الدربُ خُطوتي=ولكنْ بِدُنيا الحُبِّ مازلتُ حاضِرا
أحبُّكَ يا خيرَ الورى بعقيدةٍ=إذا هيَ فارقَتْ أضلعي صِرتُ أصْفرا
أُحِبُّكَ حُبَّ الضَّوْءِ للشَّمْسِ أُمِّه=ولوْ أَلْفَ خَلْقٍ قَدْ تَكَرَّرْتُ كُرِّرا
وكمْ مِن جميلٍ طارئٍ في حياتِنا!=وأنتَ جمالٌ في القلوبِ تَجَذَّرا
وأَعجَبُ مِمَّنْ قَدْ بُعِثْتَ بِعصرِهِ=وظلَّ وُجودًا يَرتدي الجهلَ كافِرا!
فيا ليتَ أنّي كنتُ إذّاكَ حَصْوةً=وأَحْظى بِلَمْسٍ منكَ يا خيرَ الوَرى
تساقَطَ عُمْري في الهواجسِ والدُّجى=وآتيكَ أسْتَسقي فأصبحُ مُثْمِرا
وعصري يُعاني قدْ تَعَثَّرَ سَطْرُهُ=ولوْ فيهِ حِبْرٌ مِنكَ ما ظَلَّ عاثِرا
وأبحرتُ أبغي كلَّ مَوْجٍ يُقِلُّني=إلى مجدِكَ الأعلى وما زِلْتُ مُبْحرا
لَعَلّي سَأحْظى بانْعتاقِ قَصيدتي=مِنَ الزَّبَدِ الحاكي زَماني الأغْبَرا
وذَوَّبْتُ شَوْقي في مِدادي عَلَّهُ=يكونُ بُخُورًا في القصيدةِ عاطِرا
فيا رحمةَ اللّهِ التي انْدَفَقَتْ لنا=وكانت وتبقى في البرايا الكَوْثَرا