حار عقلي
الشيخ حسين السندي
قصيدة : حَارَ عَقْلِيْ
حَارَ عَقْلِيْ ، وَالقَلْبُ مِنِّيْ ذَابَا =إِنَّ دَهْرِيْ قَدْ حَارَبَ (١)الأَحْبَابَا
فَارَقُوْنِيْ وَأَوْحَشُوْنِيْ وَلَمَّا=أَدْرِ حُلْمَاً مَا قَدْ جَرَى أَمْ صَوَابَا
تَرَكُوْنِيْ بَيْنَ الدِّيَارِ وَحِيْدَاً= لَيْتَنِيْ بَعْدَهُمْ أَكُوْنُ تُرَابَا
يَا أَحِبَّايَ كَيْفَ حَالُ مُحِبٍ =عَرَفَ الحُبَّ شِرْعَةً وَكِتَابَا
فَهُوَ لا يَسْتَطِيْعُ إِلا وِصَالاً=فَلِهَذَا كَانَ الفِرَاقُ عَذَابَا
لَيْتَ شِعْرِيْ مَا حَالُ مَنْ تَرَكُوْهَا=وَحْدَهَا وَالعُيُوْنُ تَبْكِيْ انْتِحَابَا
هِيَّ بِنْتُ الحُسَيْنِ فَاطِمَةُ الصُّغْرَى=الَّتِيْ كَابَدَتْ هُنَاكَ المُصَابَا
حَرَّ قَلْبِيْ كَيْفَ العَلِيْلَةُ أَمْسَتْ =بَعْدَمَا سَيَّرَ الحُسَيْنُ الرِّكَابَا
شَاهَدَتْهُمْ فَأَهْمَلَتْ مُقْلَتَاهَا =عَبَرَاتِ الدُّمُوْعِ تَحْكِيْ السَّحَابَا
نَاشَدَتْهُمْ يَا رَاحِلُوْنَ لِمَاذَا = تَتْرُكُوْنِيْ وَتُسْرِعُوْنَ الذَّهَابَا
فَارْحَمُوْنِيْ يَا وَالِدِيْ وَخُذُوْنِيْ =مَعَكُمْ أَرْكِبُوْنِيَ الأَقْتَابَا
فَأَتَاهَا الحُسَيْنُ حِيْنَ رَآهَا = تُكْثِرُ النَّوْحَ والبُكَا والعِتَابَا
ضَمَّهَا ضَمَّةَ الحَنُوْنِ وَنَادَى =وَمِنَ الحُزْنِ قَلْبُهُ قَدْ ذَابَا
خَفِّفِيْ النَّوْحَ وَارْجِعِيْ شَاءَ رَبِّيْ = عَنْكِ نَمْضِيْ وَنُغْلِقُ الأَبْوَابَا