عفرت خدها لك العلماء -1-
الشيخ حسين السندي
عَفَّرَتْ خَدَّهَا لَكَ العُلَمَاءُ =و هَوَتْ عِندَ بَابِكَ العُظَمَاءُ
و أَكَبَّتْ على ثَراكَ جُمُوْعٌ = تَلْثِمُ التُرْبَ حَيْثُ فِيْهِ الشِّفَاءُ
وَ جُمُوْعٌ قَدْ مَسَّهَا الضُّرُّ يَوْمَاً=فَأَتَتْ حَيْثُ يُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ
أَنْتَ أُعْطِيْتَ يَا حُسَيْنُ ثَلَاثَاً=لَمْ تَنَلْهَا مِنْ قَبْلِكَ الأَنْبِيَاءُ
قُبَّةٌ تَحْتَهَا الدُّعَاءُ مُجَابٌ =وَتُرَابٌ لِكُلِ دَاءٍ دَوَاءُ
ثُمَّ ذُرِّيَةٌ أَئِمَّةُ حَقٍّ=تِسْعَةٌ مِنْكَ كُلُّهُمْ أُمَنَاءُ
أَوْصِيَاءُ النَّبِيِّ بَعْدَكَ حَقَّاً=وَعَلَى الخَلْقِ إِنَّهُمْ خُلَفَاءُ
خَاتَمُ الأَوْصِيَاءِ تَنْتَظِرُ الأَرْضُ = عَدْلَهُ فِيْ رُبُوعِهَا ، وَالسَّمَاءُ
صَاحِ (١) لا تَحْسَبَنَّ مَنْ قُتِلُوا فِيْ = نُصرَةِ الدِّيْنِ (٢) يَعْتَريْهِمْ فَنَاءُ
لَيْسَ مَنْ جَاهَدُوا بِمَوْتَى = وَلَكِنَّهُمُ عِنْدَ رَبِّهِمْ أَحْيَاءُ
فَهُمُ الخَالِدُونَ ذِكْرَاً وَفِكْرَاً = كُلَمَا كَانَ للزَّمَانِ بَقَاءُ
ذِكْرُهُمْ خَالِدٌ بِكُلِّ زَمَانٍ = وَمَكَانٍ وَخَابَتِْ الأَعدَاءُ
كَذَبُوا عِنْدَمَا ادَّعَوا بِفَنَاءِ السِّبْطِ = إِذْ مِنْهُ وُزِّعَتْ أَشْلَاءُ
كَذَبُوا لَمْ وَلَنْ يَمُوتَ حُسَيْنٌ = بَلْ سَيَبْقَى وَتَخْلُدُ الشُّهَدَاءُ
كَيْفَ تَفْنَى نَفْسٌ أَبَى اللهُ إِلا = أَنْ يَعُمَّ الوُجُودَ مِنْهَا الإِبَاءُ
كَيْفَ يُنْسَى دَمٌ بِهِ الدِّيْنُ بَاقٍ = يَتَحَدَى مَا تَفْعَلُ السُّفَهَاءُ
وَيَقِيْنَاً مَا كَانَ للهِ يَبْقَى = شَاءَ أَهْلُ الضَّلَالِ أَمْ لَمْ يَشَاؤُوا
كُلُ يَوَمٍ عَاشُوْرَا يَبْقَى وَتَبْقَى = كُلُ أَرْضٍ كَأَنَّهَا كَرْبَلَاءُ