الدَّهْرُ تِلْكَ عَجَائبُهْ
الشيخ حسين السندي
الدَّهْرُ تِلْكَ عَجَائِبُهْ=لا تَنْقَضِيْ ، وَغَرَائِبُهْ
تَبْقَى تُلازِمُ أَهْلَهُ=وَ كَذَا تَكُوْنُ مَصَائِبُهْ
وَالمَرْءُ فِيْهِ مُبْتَلَىً=وَالإِبْتِلاءُ يُصَاحِبُهْ
أَنْفَاسُهُ مَعْدُودَةٌ=وَعَلَيْهِ يُحْصِيْ كَاتِبُهْ
مَا قَدَّمَتْهُ يَمِيْنُهُ=وَشِمَالُهُ وَجَوَانِبُهُ
قَدْ كَانَ يُخْفِيْ ذَنْبَهُ=كَيْ لا يَرَاهُ أَقَارِبُهْ
وَإِذَا بِهِ تَبْدُو أَمَامَ=العَالَمِيْنَ مَعَائِبُهْ
بَيْنَ الخَلائِقِ كُلِّهَا=رَبُّ العِبَادِ يُحَاسِبُهْ
فِيْ ذَلِكَ اليَوْمِ الَّذِيْ=كُلُّ الوُجُوْدِ يُرَاقِبُهْ
يَوْمُ القِيَامَةِ ذَاكَ يَوْمٌ=لا تُعَدُّ نَوَائِبُهْ
فِيْهِ يَفِرُ المَرْءُ مِمَّنْ=فِيْ الحَيَاةِ يُصَاحِبُهْ
وَالمُطْمَئِنُ هُوَ الذِيْ=تُرْضِيْ الإلَهَ مَذَاهِبُهْ
لِلَّهِ يَعْمَلُ مُخْلِصَاً=لَمْ تَسْتَمِلْهُ مَكَاسِبُهْ
وَعَلَى هُدَى آلِ النَّبِيْ=غَدَتْ تَسِيْرُ رَكَائِبُهْ
عَادَى حَيَاةَ الظَّالِمِيْنَ=وَلَمْ يُطِقْهَا جَانِبُهْ
مِثْلُ الَّذِيْ نَحْوَ الطُّفُوْفِ=مَضَتْ تَؤُمُ نَجَائِبُهْ
وَاسَى الحُسَيْنَ بِنَفْسِهِ=فَعَلَتْ هُنَاكَ مَرَاتِبُهْ
وَعَلَيْهِ قَدْ وَقَفَ الحُسَيْنُ=وَبِالدُمُوْعِ يُخَاطِبُهْ
أَحَبِيْبُ تَرْحَلُ عَنْ حَبِيْبِكَ=وَالطُّغَاةُ تُحَارِبُهْ
أَحَبِيْبُ خِلُّكَ عِنْدَ رَأْسِكَ=لا أَرَاكَ تُجَاوِبُهْ
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ حِيْنَ=يَأَتِيْكَ الحَبِيْبُ تُجَانِبُهْ
لَكِنَّ عُذْرَكَ بَيِّنٌ=فَالمَوْتُ يُعْذَرُ صَاحِبُه