وقفت على مشاهد آل طه
الشيخ حسين السندي
وَقَفْتُ عَلَى مَشَاهِدِ آلِ طَهَ = أُقَبِّلُ ذَا الجِدَارَ وَذَا الجِدَارَا
وَأَعْتَابُ المَزَارِ (1) شَغَفْنَ (2) قَلْبِيْ = فَكَيْفَ بِحُبِّ مَنْ سَكَنَ المَزَارَا
وَكَيْفَ أُلَامُ حِيْنَ أُحِبُ قَوْمَاً = عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ أَثْنَى مِرَارَا
وَسَعْيُهُمُ هُوَ المَشْكُوْرُ حَقَّاً (3) = وَ فِيْ القُرْآنِ أَعْلَنَهُ جِهَارَا
مَحَبَّتُهُمْ بِهَا يَحْيَا فُؤَادِيْ = وَ قَلْبِيْ لا يَرَى إِلا انْتِصَارَا
وَ أَشْمَخُ رَافِعَاً رَأْسِيْ عَزِيْزَاً = بِحُبِّهِمُ وَ أَفْتَخِرُ افْتِخَارَا
فَلَوْلاهُمْ لَمَا أَبْصَرْتُ دَرْبِيْ = وَ لَوْلَاهُمْ لَأخْطَأْتُ المَسَارَا
فَهُمْ قَدْ عَرَّفُونِيْ الحَقَّ حَقَّاً = وَ هُمْ للدِّيْنِ قَدْ كَانُوا المَنَارَا
وَ مَنْ وَالَاهُمُ صَحَّتْ خُطَاهُ = وَ صَارَ بِهِمْ عَظِيْمَاً لا يُجَارَى
لَقَدْ فُرِضَتْ مَوَدَّتُهُمْ لِكَيْ لا = يَرَى أَعْدَاؤُهُمْ ذَاكَ اخْتِيَارَا
أَرَاهَا رَحْمَةً عَمَّتْ وَ لَكِنْ = أَبَاهَا كُلُ مَنْ فِيْ الأَرْضِ جَارَا
أَبَاهَا مَنْ أَبَى الإِسْلَامَ دِيْنَاً = وَ أَشْعَلَ (4) فِيْ بُيُوْتِ الآلِ نَارَا
لَقَدْ حَرَقُوا خِيَامَ بَنِيْ عَلِيٍّ = وَ رَبَّاتُ الخُدُورِ غَدَتْ فِرَارَا
تُنَادِيْ مَنْ لَنَا يَحْمِيْ حِمَانَا = لَقَدْ صَارَتْ مَنَازِلُنَا القِفَارَا
وَلَمْ يُحْفَظْ رَسُوْلُ اللهِ فِيْنَا = فَنَحْنُ بَنَاتُهُ صِرْنَا أُسَارَى
وَنُضْرَبُ بِالسِّيَاطِ (5) إِذَا بَكَيْنَا = وَنَصْرَخُ أَيْنَ أَهْلُوْنَا الغَيَارَى
تَنَامُ عُيُوْنُهُمْ وَعَلَى المَطَايَا = نِسَاؤُهُمُ غَدَتْ تُسْبَى جِهَارَا