شعراء أهل البيت عليهم السلام - نارٌ على بابِ البتولِ ضِرامُها

عــــدد الأبـيـات
43
عدد المشاهدات
3829
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
30/11/2021
وقـــت الإضــافــة
11:20 مساءً

نارٌ على بابِ البتولِ ضِرامُها=هي ذاتُها في كربلا تتضرّمُ حطبُ السقيفةِ ذاتُه قد شبَّ في=يوم الطفوفِ، ولم يزلْ يتعاظمُ وكأنما الأيدي هي الأيدي ومَن=قدحَ اللظى إذّاكَ عاد يتمِّمُ بعدَ السقيفةِ لم يعدْ لنفاقِهم=سقفٌ، ولا للسُمِّ منهم موسمُ قد هوّدوا دينَ الإلهِ، ونصّروا=ثُمْ إنهم قاسُوا الإلهَ وجسّموا أمسَوا كأحبارِ اليهودِ، فحلّلوا=بعضَ الحرامِ، وبعضَ حلٍّ حرّموا وعَدَوْا على دارِ البتولِ بنارِهم=والنارُ تعجبُ، والضحى يتألّمُ! عصروا الطهارةَ خلفَ بابِ عفافِها=فتهشّمَ الضلعُ الرؤوفُ الأقومُ والضلعُ مكسورٌ لفقْدِ المصطفى=ويعودُ يكسرُه الحقودُ المجرمُ ! والمصطفى للتوِّ غابَ وإنّه=ما زال طيبُه في الدروبِ يحوِّمُ وجنينُ طهرٍ أسقطوهُ، لأنهم=هم ساقطونَ وقاسطونَ وظُلَّمُ والمرتضى ليثُ الوغى لكنّه=بالصبرِ يُؤمَرُ فالنوايا تُعلَمُ قادوه قسرًا، والبتولُ تزلزلتْ=تَبِعتْ وإذ وجهٌ لفاطمَ يُلطمُ !! والسوطُ يهوي فوقَها مِن قنفذٍ=وبمقبضٍ للسيفِ يضربُ ظالمُ ! سُرعانَ ما لحقتْ أباها فاطمٌ=مظلومةٌ للمصطفى تتظلّمُ إذّاكَ كان السبطُ سيدُ كربلا=وأخوه والحوراءُ لم يتيتّموا لاذوا بأمّهمُ، كذا بأبيهمُ=والنارُ حقدٌ باللظى يتكلّمُ نارٌ تغذّى بالضغائنِ، بيتُها=بين الضلوعِ ولم تكنْ تتكتّمُ حمراءُ تفترسُ العدالةَ والهدى=بيضاءُ صاحبُها يحجُّ ويُحرِمُ ! مرَّ الزمانُ، و طال سوطُ المعتدي=ولظاهُ صارتْ في الرعاعِ تُكرَّمُ ! تَخِذوه ربًّا بالهوى، ما صرَّحوا=لكنْ لسانُ الحالِ عنهم يُعلِمُ مُذّاكَ دينٌ غيرُ دينِ المصطفى=قد شاعَ، والدينُ القويمُ يُقاوَمُ جملٌ تمرّدَ والضلالةُ حولَه=تحميه والجهلُ العتيقُ يخيِّمُ واصطفَّ في صفينَ جُلُّ رِعاعِهم=في صفِّ مَن فيه الرجالُ تخاصَموا وعلى شطوطِ النهروانِ تكدّستْ=جثثُ الضلالةِ مع جباهٍ تُوسَمُ ! وأتى بسيفٍ ناقعٍ للمُرتضى=نغلٌ ولم يلجُمْ ضلالَه مُلجِمُ أهوى على رأسِ الصلاةِ وقد جرى=منها وضوءًا ثانيا ذاكَ الدمُ والسمُّ يشغَفُ بالهُداةِ وإنما=هو من تمامِ سمُّوهِم أنْ سُمِّموا يسري بداخِلهم فيخجلُ إذْ يرى=محضَ الطهارةِ من ردًى لا يَسْلمُ والمجتبى اجتمعت عليه سمومُهم=وسهامُهم في نعشِه تتزاحمُ قد نالَه ما نالَ قبلًا جدَّهُ=فسَلُوا اللدودَ فربما يتكلّمُ أما الحسينُ، فلا كيومِه في الدُّنا=يومٌ، ولا كحديثِه نطقَ الفمُ عجِزَ البيانُ عن المصابِ يقولُه=فالثغرُ يحكي والدموعُ تُتَمِّمُ وانظرْ جفونَ بني الرسولِ تقرّحتْ=نضُبتْ مدامعُها فسالَ بها الدمُ إذّاكَ تعرفُ كربلاءَ وهولَها=إذّاكَ تعرفُ ما طواهُ محرَّمُ وامتدَّ ظلمُ الظالمينَ ولم يزلْ=بدُجى الضلالةِ في الورى يتضخَّمُ يقتاتُ من جهلٍ أصمَّ وغفلةٍ=ولربما هو ناسكٌ ومُعمَّمُ !! سيظلُّ هذا الظلمُ ينفُثُ سُمَّه=في الخافقينِ، وحرفُهُ مُتورِّمُ حتى الظهورِ لغائبٍ هو حاضرٌ=في كلِّ ثانيةٍ يئِنُّ ويألَمُ نشتاقُه جيلًا فجيلًا كاللظى=هرِمَ الزمانُ وشوقُنا لا يهرَمُ سيُشِعُّ حتمًا، لا مِراءَ بضوئِهِ=هو كالقيامةِ والحسابِ مُحتَّمُ ويدكُّ صرْحَ الظلمِ لن يبقى له=ركنٌ ولا يبقى لكُفرٍ مَعْلمُ إذّاكَ تغدو الأرضُ جنّةَ راغدٍ=بالعدلِ، يحكمُها الصراطُ الأقومُ
Testing