مقامٌ مُصطفًى
ديوان نور على نور - ماهر الشهابي البحراني
ألا مَن على (الزهراءِ) يبكي ويُعوِلُ = أسًى، فبُكاهُ في القِيامةِ يُقْبَلُ
لَعمريَ لا شيءٌ سوى ذِكرِ (فاطمٍ) = أبرُّ بميزانِ الموالي وأثقَل
أليستْ من (المختارِ) في الدهرِ بضعةً = ومَن منهُ أعلى في الوجودُ وأفضلُ؟!
هيَ الكوكبُ الدُريُّ تزهو بقُدسِها = وهذا مُقامٌ مُصطفًى لا يُبدَّلُ
فلا غَرو إنْ ما ازدانَ بالعرشِ اسمُها = ومن تحتها أملاكُ ربيْ تَظَلّلُ
لنا حُبُّها دِينٌ وفكرٌ ومذهبٌ = وعن برِّها يومَ الحسابِ سَنُسألُ
وذا واجبٌ ما فيهِ أيُّ تَنفُّلٍ = فمَن لا يُؤديْ الفَرْضَ لا يتنفَّلُ!
وكلُّ الذي لاقتهُ بالجورِ والأذى = أُصيبَ بها في مُهجةِ الدينِ مَقتلُ
فأمرُ (رسولِ اللهِ) فيها مُخَاَلفٌ = وما قِيلَ في الذكرِ الحكيمِ مُعطَّلُ
بنقضِ وصاياهُ، وتحريفِ قولِهِ = فكلُّ حرامٍ بَعدَ (طه) مُحلَّلُ
هيَ الوحيُّ فيها ناطقًا جاءَ للورى = وفي كلُّ ما تحويهِ آيٌّ مُرتَّلُ
أليسَ رضا (الباري) رضاها، فيا تُرى = لماذا بها جَمعُ المُضلِّينَ نَكلَّوا؟
سقوها بكأسِ الجورِ أكدرَ مَشربٍ = (فللهِ) منها المُشتكى والمعوَّلُ
غداةَ لدارِ الحقِ جاءتْ عِصابةُ = يقودُهُمُ جورًا غَويٌّ مُضَلِلُ
وإذْ قِيلَ فيها: (فاطمٌ)، قال (إنْ يَكُنْ) = ألا فاْضرِموا النيرانَ فيها وعجِّلوا!
فعن فعلِهِ ما كان حينًا ليرعوي = وما كان فيما قالَ بالكفرِ يَخجَلُ
وما غَصْبُ حقِ (المُرتضى) هَيِّنٌ، وما = ترى (اللهَ) عمَّا يَفعلُ الظُلمُ يَغفلُ
فأينَ أبوها يَنظرُ الجِسمَ نازِفًا = فهيهاتَ ممَّا حلَّ فيها سيقبلُ
ولهفي لذاكَ الضِلعِ بالبابِ قد غَدا = كسيرًا، ومنها النعشُ في الليلِ يُحمَلُ