مخدومةُ الأملاك
ديوان نور على نور - ماهر الشهابي البحراني
لا أشتكي بثِّي وفرطَ عذابي = أو فجعةً لتفرُّق الأحَبابِ
أو أنَّ لي دمعًا أجودُ بهِ على = ويلٍ شديدِ الحُزنِ والأوصابِ
لكنما حُزني أُشاطِرُهُ أسًى = فأصيرُ منهُ بحيرةِ المُرتَابِ
وأخالُ أنَّي والجوى في مهجتي = رَهنُ الجراحِ ولاتَ حينَ نِصابِ
وأضجُّ من يومٍ طويلٍ حُزنُهُ = وأُعدُّ للأحداثِ ألفَ حسابِ
وأنا أرى بنتَ (النبيِّ محمدٍ) = نَهبًا لطائلِ غِلِّةِ الإرهابِ
مخدومةُ الأملاكِ مَنْ ذا مِثلُها = بتفرُّدِ الأوصافِ والألقابِ؟
لمَّا اشتكتْ كسرَ الضلوعِ بلوعةٍ = وسقوطَ (مُحسنِها) على الأعتابِ
ودخولَ أرجاسٍ عليها دارَها = وهيَ الحجابُ، بقتْ بدون حجابِ
إنْ أنسْ، لا أنسْ (الرسولَ) وقولَهُ = فحديثُهُ مَا انفكَّ فَصْلَ خِطابِ
"أناْ تارِكُ الثِقْلينِ، فيكمْ، عترتي = وكتابَ ربَّيَ" يا ذوي الألبابِ
فتمسّكوا بهما، فإنهما لكم = نحو السما سبب من الاسبابِ
الآنَ عادتْ جاهليتُهمْ فما = برِحَتْ عن الأزلامِ والأنَصابِ
هُم روَّعوا (الزهراءَ) لم يرعوا لها = شأنًا، فطالَ الدينَ سيفُ خرابِ
هم أجرموا، والقصدُ غَصبُ خِلافةٍ = لمَّا هُمُ نَكصوا على الأعقابِ
هجموا عليها، أسقطوها حملَها = عَصْرًا بفعلِ منافقٍ كذَّابِ
ولذا بقتْ أفعالُهمْ مقرونةً = باللعنِ رغُمَ تَعاقُبِ الأحقابِ