الـنـور يـسكنُ فـيك أو يـمشي
مـعَكْ أوحـــى إلــى هــذا الـغـمام
لـيـتبعَكْ
ووشــى بـوجـهكَ حـيـثُ ألــفُ
مـتيّمٍ غـيرِ الـخُطى والـريحِ يـسبُر
مـوضعك
يـا فـكرةً كـالشمس يـعكسها
الـمدى سـبحان مـن بـين الـضمائر
شعشعك
يــا أول الأنــوار؛ مــا طـلـع
الـصـباح عــلـى الــرُبـى إلا وكـــرر
مـطـلـعك
مـن فـكرة الأضـواء جـئت؛ فـلم
يكن إلا الـسـنـا يـــومَ الـمـهـيمنُ
أبـدعـك
وتـولّـعت بـجـبينك الـشُـهبُ
الـسـنيةُ ثــــمَّ أُلـهـمـت الـشـمـوس
تـولُّـعَـك
وتـقمّصت قـسماتك الأزهـار
والأنـداء وانـــتــحــل الــبُــخــور
تــضــوُّعَــك
وإلـــى الـحـقـيقة مـــا أشــار
مـبـلغٌ إلا اسـتـعـار مـــن الـبـلاغـة
إصـبـعك
مــا قـلـتَ شـيـئًا بـعْـدُ لـكـن
الـمدى أصـغـى بـكـل جـهـاته كــي
يـسمعك
مُــلـئـتْ بـهـيـبـتك الـحـقـيـقةُ
كـلُّـهـا والـغـيبُ فـي كـأس الـخليقة
أتـرعك
لـــم يـبـقَ مـتّـسعٌ؛ فـكـيف
تـمـكَّنتْ يـــدُه لـتـشـرحَ بــعـد ذلــك
أضـلـعك
يــــا فــتـنـة الــرّهـبـان أيّ
بــشــارة بـيـضاء فــي صـافـي جـبينك
أوعـدك
تـمشي بـك الـبيداء يـحرسك
الحصى والــورد حـتـى فــي الـفدافد
شـيعك
وعـلـى مـدارك ألـف حـافية
الـخطى كــم ألــف شـمـس تـرتجيك
لـتتبعك
يـــا أيــهـا الـمـنـذور مـنـذ
تـوسـمت فـــي الـــدار آمـنـة ربــاك
ومـرتـعك
مـنـذ اسـتـنارت فــي الـظلام
حـليمة بـضـياء وجـهـك حـين جـلل
مـرضعك
كـانـت تـشـد مــن الـقـماط
خـيوطه خــوفًــا عــلـيـك فـتـسـتثير
تـمـنّـعك
يـــا ســيـد الأحــرار جـافـية
الـكـرى حــتـى تـحـل مــن الـمـلائة
أذرعــك
مــا كـنـت تـبكي فـي الـمهاد
لـموجع لا شــيء أكـبـر مـنـك حـتى
يـوجعك
بــل كـانـت الـدنـيا تـئـن مـن
الـظما فـسكبت كـي تروي البسيطة
أدمعك
مـازلـت تـفـرع فــي الـضـمائر
نـبـتة خـضـراء حـيث الـحب يـنشر
أفـرعك
يـــا زارع الـقـيـم الـنـبيلة لــم
يـكـن لـلـقلب أمــرع مـنـك حـتـى
يـزرعك
مـــا بـيـن ألــف وألــف ألــف
مـتـيم هــــذا الـمـوكـل بـالـصـبابة
وزعـــك
وكـمـلت لــم تـحـلل بـمهجة
عـاشق إلا اتـخـذت مــن الـزعـامة
مـوضعك
إلا اسـتطلت مـددت مـن جذر
الهوى فـــي عـمـره مــا يـسـتلذ
تـرعـرعك
يـــا لـلـمـحبة ربــمـا اقـتـلـع
الـمـدى وتـخـيـب ألـــف طـغـيـنة أن
تـقـلعك
يـا سـيدي اخـضر الـجنان بـما
ذكرت فـهـاتـها الـقـصـواء تــنـزل
مـربـعـك
أنــي انـتـقلت مـن مـعاني
لـلخطاب أشــــده هــزجًــا لـيـبـلـغ
مـسـمـعك
ودخـلت مـن ضـيق الـقصيدة
هـامسًا لـلـحب يــا أفـق الـهوى مـا
أوسـعك
وعــبـرت مـــن ظـمـأ الـقـرير
إلــى انـهمار الـنور فـي عينيك أنهل
منبعك
وشَـرعـت أخـتـصر الـكلام فـثمَ
أروع مــشـهـد بـتـمـام نـــورك
أشــرعـك
أشــعــلـت كــــل أصــابـعـي
ولــهــا كأنك بت تشعل في القصيدة أشمعك
أشـبـعت روحــي مــن سـنـا
خـديـك حـيـث الــورد بـالقبل الـندية
أشـبعك
ولـقد طـلعت كـأنني أنـشودة
الأنصار يـــــوم أتــيــت تــعــزف
مـطـلـعـك
عـيـنـاي غـارقـتـان وجــهـك زورق
.. فــامـدد لـنـظرتي الـغـريقة
أذرعــك
مــــازال يـقـنـعـني جـمـالـك
أنــنـي مـتـخلف فــي الـعشق حـتى
أقـنعك
مـا عـادت الـكلمات تـسعف
دهشتي حـتـى تـضـج جـوارحـي مــا
أروعــك
ويـعـود بــي عـجـب الـقـصيدة
ثـانـيًا الـنـور يـسكن فـيك أم يـمشي
مـعك