هوينك بالغيور من الرجال = هوينك إن ماء الوجه غالي
لقد أسمعت مذ ناديت حياً = فهاك الشعر ينثر كاللآلي
وأبشر بالذي لباك إني = لأطلع من يمينك والشمال
أتسأل مقولي مدحاً لطه = فيحرم مسمعيك من النوال
إذاً لا طار بين الناس ذكري = وما كنت المبرز في المقال
وما مدحي وفيه يقل نصراً = بأن يفدى بأولادي ومالي
هو المنصور في الآيات إما = زها المغرور في نصر العوالي
معاجزه الحروف منجماتٌ = تضيء كما النجوم من الليالي
تكرر لا تمل وكل قولٍ = على التكرار يشكى من ملالي
فجاذبني مرتلها لحوناً = فذاك هو المباح من الثمال
ودع جيران ذي سلمٍ وسلمى = لمن يصغي إلى قيلٍ وقال
وعجّل بالحديث بذكر طه = فإن الصب دوماً في عجال
لعل الوجد يرأف بي فيطوي = إليه ما تبقى من هزال
لعل الأذن تسعف شوق طرف = يسافر كل يوم في خيالي
وهيهات السلو بلا عيان = وهل تظني البروق عن الطلال
فوا حسدي لمن ألقى عليه = عنان الطرف يسرح في الجمال
وللمقتول بين يديه لما = تحرف بي زمانٌ عن قتال
أيسبقني من الأطيار عشٌ= و نسج للعناكب في المعالي
أما كان الحري بأن يوقّى = بأدراعٍ مسربلة ثقال
لإن كان المراد كما أذاعوا = بيان العجز بالأسل الطوال
ففي صدري له غار وعشٌ = وخفاق كذاك النسج بالي
فليت الدهر بكّر بي لألفى = لنصرته فتىً مر النضال
يجيش حميّة إن لم يحزها = من التقوى فمن كرم الخلال
عشية بات مستغشٍ بغارٍ = وكان الضيف في السبع العوالي
تطارد في تعقبه الأعادي = أمام الله فيهم من وبال
فيا لمطارد قد كان في ما = أتاه يفر من حسن المآل
ولو نظروا الغداة رأوا عظيما = محا ذكر الأواخر والأوالي
خبت بإزائه للدهر نار = و جدوته تزايد باشتعال
يتيم صانه المولى فأضحت = له كل الأنام من العيال
أتى والناس في ظلمات جهلٍ = تهافت من كؤوس أو سجال
عكوفاً دون أَصنامٍ وإلا = عكوفاً دون جبارٍ ووال
على أكل الربا سمنوا ويكسو = لهم وأد البنات هزيل حال
كصحراهم من الخيرات خِلوٌ = غلاظٌ كالصخور من الجبال
فجاء كماطرٍ من بعد جدبٍ = وكالآمال لم تخطر ببالي
عليه الناس من وله كصبٍّ = خلال البين فوجئ بالوصال
وما إحياء ميتٍ من قبور ٍ = كإحياء النفوس من الضلال
مخاضٌ جاء آمنة فهزت = بجذع المكرمات من الخصال
كأن خروجها منها وليداً = خروج الشمس من رحم الهلال
كمال خلائق وكمال خلق = وما شغل الهواجس كالكمال
تريك بنوره نيران كسرى = بأن الشيء يحجب بالمثال
فطاب به الزمان وكان قبلا = كأنك فيه تنفخ في محال
يعزره على الأعداء رعب = يشي بالنصر من قبل النزال
وأخلاق يغادرها المعادي = وقد أضحى أشد من الموالي
وأملاكٌ له حرس وأنس = تظاهره بشهب أو نبال
وما خطت كتابٌ منه كف= ولكن ما كتاب منه خالي
فوا عجباً لأميٍّ تصدت = بنصرته اليراعة للنصال
تفدّيه أنام ما رأته = ويعظمه لدين الله قالي
ونقصد قبره ولنا قلوب = ونقفل والقلوب على الرمال
وحسبك بالهوى أنّا أناسٌ = جسومهم تسير بلا ظلال
نقبل كل لفظ قد توشى = بميم أو بحاء أو بدال
وتمتحن الهوى فينا كروبٌ = وليس كمثلنا في الكرب سالي
إذا صاح الوفاء بنا مشينا = على هام الخطوب ولا نبالي
كذلك نحن في الدنيا ونرجو = غداً منه الشفاعة في السؤال
ولا زالت لنا أبداً صلاةٌ = له مرفوعةٌ شفعت بآل