شعراء أهل البيت عليهم السلام - ما حالُ قومي غداةَ البين لا بانوا

عــــدد الأبـيـات
51
عدد المشاهدات
5649
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
03/09/2019
وقـــت الإضــافــة
8:07 صباحًا

ما حالُ قومي غداةَ البين لا بانوا=ولا عفى رَبعُهم واستوحشَ البانُ ولا أصابتهمُ عينُ الحسود ولا=ليتَ الحسودَ وليت الواش لا كانوا ساروا فصار فؤادي في طِلابِهُم=لأنهم لفؤاد الصبِّ جِنحان ما إن سرى ضعنهم إلا سرت مُهَجي=واستطونتها من الهجران نيران ولا عنِ العينِ شمسٌ منمُ غربَت=إلا وهز في سُويد القلب سُكانُ شقُّوا بشقَّتِهم قلبي فليس لهم=عليه لو هامَ وجداً قطُّ سلطان إن حاولوا قطع وصلي فالفؤاد له=بهم زيادةُ وصلٍ أينَ ما كانوا عليكَ يا منزلاً بالمُنحنى شجني=طولَ الزَّمان وكلّ الدهر أشجان قد كُنتُ مأنوسَ قومٍ غاب شاهدهم=فتلك أوطانهم للبُوم أوطانث لا أبعد الله أربابَ القلوب ولا=جرَت عليها من الأحزان أردان قومٌ لهم من أثيل المجدِ كم وُضِعت=فوق الرؤوس على الخرصان تيجان آل الرسولِ ومَن في شأنِ شأنهمُ=كم قام عند ذوِي التحقيقِ برهان أنوارُ غرَّتِهم في طيّ طُرَّتهم=لهم مِن الله تقديسٌ وسبحان لله من موقفٍ بالطف أوردَهم=حَوضَ الحِمام فصاحي القومُ سكرانُ كم أحرموا للمنايا فيه واغتسلوا=من النحور وسافي الترب أكفان وفيه كم عُفِّرَت من غرَّةٍ ولكم=قد أُرغِمت فيه آنافٌ وأذقانُ وكم ثوى فيه بدرٌ خرَّ من فَلكٍ=له تخرُّ من الأفلاك أركان مثلُ الحسين قضى ظامٍ ومن عجبٍ=الاء في راحتيه وهو ظمآن ما نحطَّ عن سرجه إلا وسبَّحَت الأ=ملاك حزناً وناحَ الإنس والجان ولا تنكَّبَ عن مِرقاةِ مِنَبرِهِ=إلا بكت مريمٌ حزناً وعمران ولا هوى بدرُه إلا تنثرَ من=عُقد الثريَّا له دُرٌ ومرجان ولا على صدرِهِ الزَّاكي جُي حَنَقاً=إلا رَثاه أبو ذر وسلمان ولا اشتكى عطشاً أو نال من المٍ=إلا وحَنَّ حنينَ الورق عدنان ولا تأوَّهَ لما حُزَّ مَنحرُهُ=إلا وللرُّوح بالتهليل إعلان ولا اُطِلَّ له فوق التراب دمٌ=إلا جرَت من ذوي الأعيان أعيان ولا أقيم له رأسٌ برأسِ قَنىً=إلا أقمن العزى حورٌ ووِلدان ولا على صدره الجردُ العتقاقُ جرت=إلا وللأرض في الزلزال إمعان ولا قضى مَيِّتاً إلا وفاطمةُ الزَّ=هرا وَأحمدُ في الأحزانِ سِيَّان تدعو به يا قتيلاً ما له دِيَةٌ=تُدانُ يوماً به بكرٌ وهَمدان ويا مصاباً بجرحٍ لا دواءَ له=حتَّى أقرّ له بالعجز لقمان يا واحد الدهر أصبحتَ الوحيدَ و=محزورَ الوريد عليك الدهر حزنان يا قطبَ دائرة الإيجاد خلفكَ لا=كان الوجود ولا في الكن إمكان ثويتَ يا قمراً بالطف كان له=على الحوادث إشراق ولمعان وغبتَ يا فرقداً ما زلتُ أرصده=هل غاب أم لم يغب فالفكر حيران بل يا ذبيحاً مسجّاً لا حِرَاكَ به=كأنَّه في جنان الخلد وَسنان يُغشى عليه فلم يسمع لداعيةٍ=كأنه بمدام السيف سكران وزينبٌ معها في الدور قائلةٌ=مات الحسين فما لي عنه سلوان أُخي هل عادَ عيدي أو طَرا طربي=وأنت ثاوٍ بأرض الطفّ عُريان أُخيَّ ما جزتُ قبراً أنتَ ساكنه=إلا استهل من الأجفان هتان يا ميتاً أبلت الغبراء جثَّتَهُ=أقامَ فرداً وما في الموت إخوان ويا غريباً بأكناف الطفوف قضى=وما له في نواحي الأرض جيران ويا سلبياً معرّاً لن يُلَفَّ له=كما جرت عادة الأموات جثمان مرمَّلاً بدمٍ ما غسّلوه ولا=صلَّت عليه صلاة الميت خلان يا ابنَ الغطارفة الأشراف من مضرٍ=ومَن هُمُ لأصول الدين تبيان لولا تألقُ نورٍ من ميامنكم=لما اهتدى لسبيل الحق إنسان لِ أحمدٍ جرُمٌ أصبحنَ في حرمٍ=عليه من أثر التعظيم عنوان ما أكبرَ الذنبَ لولا عذرُ فاعِله=ما كان للناس عند الله غفران فاسمع فَديتكض عن ذنبي وعن جُرُمي=إن طال بي مَوقفٌ أو خفَّ ميزان إلى معاليك قد هذبت مرثَيةً=لا نقصَ فيها وفرَضُ النقص نقصان سقى ثراك الغوادي مزنُها وعلى=نفيس نفسك تسليمٌ ورضوان ما ظلَّ ركب الدجى وانجاب عن شفقٍ=به يَأمُّ إلى جدواك ركبان
Testing