شعراء أهل البيت عليهم السلام - نافلة الوفاء - في رثاء العلامة الستري (قدس)

عــــدد الأبـيـات
18
عدد المشاهدات
2165
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
23/08/2019
وقـــت الإضــافــة
7:56 مساءً

أيقظتَ موتَكَ حينَ جفنُكَ قد غَفا=فلذا أتى هذا الصباحُ مُزيّفا اليومَ "سِترةُ" أغمَضَتْ أجفانَها=والنبضُ في قلبِ البلادِ توقَّفا لمْ تَكتفِ الأيّامُ مِنكَ وهلْ تُرى=مِنْ نورِ طلعتِكَ البهيّةِ يُكتفى! تَحكيْ وصوتُكَ كالأذانِ مُوزّعٌ=حولَ الجهاتِ وفَجأةً كيفَ اختفى؟! هلْ أتعبَتكَ هيَ الحياةُ فجئتَها=وجهاً لوجهٍ ثمًّ قلتَ لها: كفى يا أيّها الجَبلُ الطريحُ بثقلهِ=سجّلتَ حتى في مماتكَ مَوقِفا ها أنتَ والتابوتُ هذا كُنتما=فوقَ الأكفِّ "مُجلَّداً ومؤلِفا" آياتُ فقدِكَ أُنزِلتْ وأكُفُّنا=نَشَرتْكَ من فوقِ الجنازةِ مِصحفا فقرَأتَ في التشييعِ آخِرَ "خطبةٍ"=ومضيتَ تعتنقُ السماءَ مُرفرِفا يعقوبُ أعيُنِنا بكاكَ بحُرقةٍ=ألْقِ العِمامةَ كيْ تُعيدَكَ "يُوسفا" خذنا لنقطفَ من جبينكَ قُبلةً=أخرى لتروي قلبَنا المُتلهّفا يا حارساً حِصنَ الشريعةِ لمْ تزلْ=قِنديلَ وعيٍّ قد أنارَ وما اْنطفى مُتبعثرٌ أعيا رثاؤكَ أحرُفي=فمضيتُ أقطفُ مِن دُموعيَ أحرُفا ثَقّفْتُ عينيَ في رثاكَ فلمْ أجدْ=دمعاً على قدْرِ الفراقِ مُثقّفا يا صانعَ الأجيالِ مُتَّ ولمْ تمُتْ=ما ماتَ مَنْ للدينِ عاشَ وخلّفا خلّفتَ وعياً فكرةً ورسالةً=خلّفتَ جيلاً واعِداً ومُشرِّفا يا أيّها الشمسُ التي بشُروقِها=غرُبتْ وقد كتَبتْ: "على الصُبحِ العَفا" كبِّر بنعشكَ كي يُؤديَ جَمْعُنا=من خلفِ هذا النعشِ "نافلةَ الوفا" !
Testing