لأبي الفضل (ع) .. "كليمُ النهر" السيد علوي الغريفي
أحتاجُ قلبَ النهرِ حتى أفهمَكْ=ومشاعرَ الخيماتِ كي أتعلّمكْ
يا مُلهمَ الإيثارِ أروعَ قِصةٍ=أعرْ السماءَ يديكَ حتى ترسُمَكْ
ما عاد يُجديني لوصفكَ مُعجمي=فلوصفكَ اسعِفني وهبني مُعجمَكْ
ما كنتَ فرداً في الطفوفِ وإنما=قد كانَ فقّارُ المعاركِ توأمَكْ
قد كنت موسى مذ وقفتَ مُلبيّاً=والنهرُ في طفِّ المعاجزِ كلّمكْ
يا راهبَ النهرِ استرقتكَ نظرةً=لأرى الوفاءَ فماً يُقبّل مبسمَكْ
وأرى السماءَ تحوكَ فيكَ مجرةً=أقمارُها الولهى تُغازلُ أنجمُكْ
يا أيها العبّاسُ ألهمكَ الظمى=سُبحانَ من لفم الظمايا ألهمَكْ
كانَ الوفا من قبلُ محضَ مشاعرٍ=فنفختَ روحكَ بينهُ فتجسّمَكْ
نهرٌ يخوض النهرَ أيُّ علاقةٍ=تلك التي في ربطها الكونُ انهمك
فالنهرُ يدري أنَّ كفّكَ أنهرٌ=فلذاك ما للشربِ كانَ ليُرغمَكْ
مُذ أن غرفتَ من الفرات كأنها=أم البنينِ تصيحُ لا تُقرِبْ فمَكْ
إني فطمتُكَ من حليبيَّ أدهراً=ومن الوفاءِ حلفتُ أن لا أفطمَكْ
يا أيها العباسُ كل جهاتنا=ظمأى فروِّ نفوسنا وانثر دمَكْ
لنظلَّ ننهلُ من إباكَ مواسماً=فبيادر العشاقِ ترقبُ موسمَكْ