أحـتـاجُ قـلبَ الـنهرِ حـتى
أفـهمَكْ ومـشـاعرَ الـخيماتِ كـي
أتـعلّمكْ
يـــا مُـلـهـمَ الإيــثـارِ أروعَ
قِـصـةٍ أعـرْ الـسماءَ يـديكَ حتى
ترسُمَكْ
مـا عـاد يُجديني لوصفكَ
مُعجمي فلوصفكَ اسعِفني وهبني مُعجمَكْ
مـا كـنتَ فرداً في الطفوفِ
وإنما قــد كـانَ فـقّارُ الـمعاركِ
تـوأمَكْ
قـد كـنت موسى مذ وقفتَ
مُلبيّاً والـنهرُ فـي طـفِّ المعاجزِ
كلّمكْ
يـا راهـبَ الـنهرِ اسـترقتكَ
نـظرةً لأرى الـوفاءَ فـماً يُـقبّل
مـبسمَكْ
وأرى الـسماءَ تـحوكَ فـيكَ
مجرةً أقـمـارُها الـولـهى تُـغازلُ
أنـجمُكْ
يــا أيـها الـعبّاسُ ألـهمكَ
الـظمى سُـبحانَ مـن لـفم الظمايا
ألهمَكْ
كانَ الوفا من قبلُ محضَ
مشاعرٍ فـنـفختَ روحــكَ بـينهُ
فـتجسّمَكْ
نــهـرٌ يـخـوض الـنـهرَ أيُّ
عـلاقـةٍ تلك التي في ربطها الكونُ
انهمك
فـالـنـهرُ يـــدري أنَّ كـفّـكَ
أنـهـرٌ فـلذاك مـا لـلشربِ كانَ
ليُرغمَكْ
مُـذ أن غـرفتَ مـن الفرات
كأنها أم الـبـنينِ تـصيحُ لا تُـقرِبْ
فـمَكْ
إنــي فـطمتُكَ مـن حـليبيَّ
أدهـراً ومـن الوفاءِ حلفتُ أن لا
أفطمَكْ
يـــا أيــهـا الـعـباسُ كــل
جـهـاتنا ظـمأى فـروِّ نـفوسنا وانـثر
دمَـكْ
لـنـظلَّ نـنهلُ مـن إبـاكَ
مـواسماً فـبيادر الـعشاقِ تـرقبُ
مـوسمَكْ