تاق الوجودُ لبعثة الهادي ( في المبعث النبوي الشريف ) مرتضى الشراري العاملي
ذكرى المبعث النبوي الشريف
هل من رسولٍ في الزمان البائدِ=إلاّ وبشّر بالحبيب محمّدِ
أو من كتابٍ قد تنزّل وحيُهُ=إلاّ وشعّ بذكر بعثة أحمدِ
تاقَ الوجودُ لبعثة الهادي الذي=جعل الوجود يضيء مثل الفرقدِ
تاق الوجود إلى الذي من أجلهِ=خُلق الوجود بإذن أعظم موجدِ
تاقَ الكمال لأحمدٍ تاق الهدى=تاق الجمال وتاق أصل السؤددِ
طال انتظاركَ ياعميد الكون في=كون بدونك كالنبات الأجردِ
طال انتظاركَ بعدما عمّ الدجى=كلّ النفوس وكَلّ جفن المُسهَدِ
لمّا بُعثتَ فإنّ كلّ فضيلةٍ=بُعثتْ تموج وكلّ فضلٍ راقدِ
وابيضّ وجه الخيّرين بنوركم=يا سيّدي واسودّ وجه المُفسدِ
وقصمتَ ظهر الشرك بالحقّ الهدى=وقطعتَ دابر كلّ قلب ملحدِ
وبُعثتَ للثقلين إنسٍ جِنّةٍ=مَن كان مولوداً ومَن لم يولدِ
ما كانَ أحوجنا لبعثتك التي=ما كان لولاها لنا أن نهتدي
بقلوبنا قد أنبتتْ روض الهدى=أنجتنا من درك الجحيم الأسودِ
قبل الذي قد جئت كانت ظلمة=تطغى على الدنيا وما من موقدِ
والحقّ كان مضيّعا بين الورى=لم يلقَ من قلب سليمٍ راشدِ
والعدل أهواء الورى عصفتْ به=كالريح تعصف في هشيم الحاصدِ
يا رحمة الله التي نزلتْ بنا=لولاها كنّا في الشقاء السرمدي
لليائسين أتتْ تفكّ قيودهم=وتنير في أبصارهم أمل الغدِ
للتائهين أتتْ تضيء دروبهم=وتقودهم نحو الطريق الأسعدِ
كان الصلاحُ مقيّداً حتّى إذا=بُعثَ المؤيّد عاد غيرَ مُقيّدِ
كان الهدى كالزرع في بيدٍ خلتْ=وبغيثه صارتْ كأخصبِ مشهدِ
بالحقّ بالإسلام فينا بالهدى=إنّا ندين لكم يا سيّدي
ولأنتَ واسطة بعقد نبوّة=دررٌ زهتْ حول السبيك الأجودِ
بكَ انبياء الله قد خُتموا كما=خُتِم الرحيق بمسكه المتفرّدِ
لو قد سُئلتُ عن الذي هو أعظم ال=أحداث في تاريخ كلّ موحّدِ
سأقول بعثة أحمد خير الورى=هي أعظم الأحداث دون تردّدِ
ذاكَ الذي عبد الحجارة دهرَه=لله ربّه مرّة لم يسجدِ
أضحى يقود الجيش ينشر ذا الهدى=مَن ذاك حوّله لأعظم قائدِ ؟
مِن شارب للخمر أو من فاعلٍ=للفُحش أو من سارق أو وائدِ
من طاعم للمْيت أو من آكلٍ=للسُحت أو من فاجر أو فاسدِ
من منكرٍ للبعث يحسب أنّه=سيظلّ في بطن الثرى. مِن جاحدِ
من عابدٍ صنماً يخرّ أمامه=ما كان أضيعَ عمره مِن عابدِ!
حتّى إذا بعث الحبيب تحوّلوا=لموحّد ومكبّر ومجاهدِ
بمحمّد عرفوا الهداية واهتدوا=لولاه ظلّوا في الضلال الأبعدِ
لم يُسألوا أجراً على هذا الهدى=إلاّ مودة أهل بيت محمّدِ
أفسدّدوا الأجر الذي لم يُسألوا=إلاّه أم تركوه غيرَ مُسدّدِ ؟
ما سدّدوه وحسبُ بل و كأنّهم=سُئلوا عداءً ضدّ أشرف مَحتِدِ !
حار البيان أمام بعثتك التي=هي كون نورٍ وهو شمع في اليدِ!
لكنّ كلّ مقولة في إثركم=هي كالشعاع بإثر نجم صاعدِ
فصلاة ربي قدر ما صلّى ومن=سيُصليّن عليك حتّى الموعدِ
وعلى الميامين الهداة أئمتي=أنمى صلاة مع سلام خالدِ