شعراء أهل البيت عليهم السلام - هكذا بكى العبدي

عــــدد الأبـيـات
24
عدد المشاهدات
1492
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/11/2018
وقـــت الإضــافــة
4:38 صباحاً

جَاءَت تُراوِدُني اللّياليَ والضُّحى=حَتى تَفتّتَ خُبزُ صَبرِيَ بِالرّحَى فَتَسائَلَ الوَجدُ الكَريهُ عَنِ الهَوى:=كَيفَ الذي قَد مَاتَ مُنفَرِداً صَحا؟ حَيّرتُمُونا أيّ لَيلاكُم غَدَت=لَيلاً يُقيمُ عَلى الفُؤادِ بِما وَحى تِلكَ العُيونُ كَعَينِ مَاءٍ تَرتَوي=مِنها الرّجَالُ وَصَدرُها ما أُبرِحا وَبِبَطنِها رَملٌ إذا تَمسَح بِهِ=يَجلو وَعنها كُلّ زَرع قَد شَحا تِلكَ العَواسِجُ وَالكُرُومُ بِحَيّنا=رَاحَت فَصارَت مِثلَ ماءٍ طَفَحا الزّرعُ عَن ظَهرِ البَسيطَةِ َيلتَشي=وَالمَاءُ مِن بَطنِ الغَزيرةِ يُمتَحى يَا آلَ عَبدَ القَيسِ، إنّ نُوَاحَكُم=حُزنٌ وَلكِن صَارَ فِيكُم فَرَحا مَا أَحرَمَ الحُجّاجُ فِيهَا إنّما=كَانَت مَحَجتُكُم إليها مَسرَحا مَثَّلتُ مِن عُشقِ الجَواري في مَسا=ءٍ َبعدَ إسكارٍ طويلٍ أصبَحا يَبكُونَ في وَجدٍ عَلى مَا قَد أتى=وَالله أنزَلَ في الكِتابِ وَأوضَحا لو كانَ مِلؤ الكَونِ صَوتُ بُكائِكُم=مَا جَاءَ في غَيرِ الحِسابِ بِما نَحا لا تَستَبيحوا الكَتمَ في أمجَادِكُم=ذَاكَ الّذي رَامَ الحَقيقةَ أجنَحا وابكوا رَزايَاكُم قَليلاً إنّما=جَاءَ المُنادي بالحُسينِ وَأصدَحا كَانت حَقيقَةُ عِزّكم في ذِكرِهِ=قَسَماً بِمَن كَتَبَ الكِتابَ وَما مَحا ما كانَ مِلحُ الأرضِ يَعدو فَضله=لَولاهُ صَارَ العَذبُ بَحراً مَالِحا غَرَف الفراتَ بِكفّه لكِنّه=ألقاهُ ثمّ عَلى الدّماءِ تَسبّحا وَأرادَ ماءً يَستقي لِرَضِيعهِ=لَكنّه قَد صَارَ سَهماً ذَابِحا وَأرادَت الغَبراءُ أنصَاراً لَهُ=مِن كُلّ قَومٍ جَاءَ فِيهِ مُكافِحا يا آلَ عَبدَ القيسِ، أَينَ رِجالكُم=يَومَ الّذي جَاءَ المُنادي صَائحا؟ بَكرَ بَن وائِلَ، إنّ تَغلُبَ حينَما=ثَارت بِكُم قَد صَار جُرحاً سَائِحا عَمرو بِنَ كُلثوم يُناشِدُ مَجدَكُم=لكنّ هَذا المَجد فيكُم أُقرِحا حَربُ البَسوسِ جَلَت بِعِزّ رِباطِكم=وَبِيومِ عَاشوراءَ ما مِنكُم دَحا لَهفي عَلى العَبدِيّ في صَلَواتِهِ=قَد جاءَ فردَاً لِلمَوَاتِ مُسَبّحا
Testing