شعراء أهل البيت عليهم السلام - يا محيي الأرض ( ندبة للإمام الحجة عجل االه فرجه الشريف)

عــــدد الأبـيـات
38
عدد المشاهدات
2703
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
11/05/2018
وقـــت الإضــافــة
12:36 مساءً

يا محيي الأرض ( ندبة للإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف يا محييَ الأرضِ بعد الموتِ يا أملاً=نحيا به اليومَ رغم الموتِ بالكمدِ نحن انتظارٌ طويلٌ مثلما جبلٍ=تسقي ذُراه سفوحًا غضّةَ العَضُدِ مِن والدٍ وَرِثَ التحنانَ، وَرّثَهُ=مِن بعدِ أنۡ صَحِبَ التحنانَ، للولدِ تكذيبُهم حولنا صحراءُ قاحلةٌ=ونحن واحةُ حقٍّ من هُدى الأحَدِ لا نرهبُ الموتَ إنَّ الموتَ غايتُنا=يومًا سنحيا فنُجزى جنةَ الرَّغَدِ مولاي تعشقُكَ الأرواحُ مؤمنةً=وتشمئزُ التي صِيغت من الجَحَدِ تهفو إليك نفوسٌ رقَّ جوهرُها=لكنۡ تُجافي التي ليست سوى جَسدِ هو اختبارٌ عظيمٌ جلَّ مُبرمُهُ=قد غَربلَ الناسَ في طولٍ من الأمدِ فقِلّةٌ قطفتۡ أزهارَ فطنتِها=وزمرةُ الشوكِ تستعصي على العَددِ طوبى لنفسٍ إذا ما حُجّةٌ ظهرتۡ=نابتۡ وتابتۡ وحلّتۡ عقدةَ العُقدِ وراحَ تسقي نفوسًا غيرَها عطِشتۡ=للحقِّ، لكنۡ إلى الينبوعِ لم تَرِدِ وبايعتۡ غائبًا، ميثاقُ بيعتِهِ=سيطفئُ النارَ عن مُوفيهِ للأبدِ ويجعلُ الجنةَ العلياءَ في لَهَفٍ=تشتاقُ باكيةً للمُخۡلِصِ الجَلِدِ يا حُجّةَ اللهِ أدركۡنا فأنتَ ترى=أنَّ الفسادَ طغى في أيُّما بَلدِ والجَوۡرُ يطعنُ صدۡرَ الأرضِ خِنجرُهُ=والبغيُ سادَ، ولولا الجهلُ لم يَسُدِ بِتنا وحشۡدٌ من الأرزاءِ يحصرُنا=كظبيةٍ وقعتۡ في قبضةِ الأسدِ لم تَحتجِبۡ سيّدي عنّا، وقد حَجَبتۡ=رُؤياكَ عنا خطايا مثلما أُحُدِ لو قد صَلُحۡنا، وصِرنا خطَّ مسطرةٍ=لكُنتَ تظهرُ هذا اليومَ قبلَ غَدِ فأنتَ شمسٌ وراءَ الغيمِ قد سطعتۡ=ولن يراها سوى العالي وذي الرَّشَدِ ما لم نكنۡ مثلَ مقدادٍ بطاعتِهِ=مُسلِّمينَ بلا زيۡغٍ ولا حَسَدِ فسوف يبقى إمامُ الخلقِ مُحتجِبًا=ولنۡ تُفَكَّ الدُّنى مِن حَبلِها المَسَدِ ما دام جِبتٌ وطاغوتٌ وحزبهُما=يُحلّقونَ بريشِ الزيفِ كالصُّرَدِ مادام عِجلُهمُ قد أُشۡرِبتۡ أممٌ=خُوارَ زيفِهِ مثلَ البُلبلِ الغَرِدِ ! إنّا وقعۡنا بأرضٍ بينَ مُلتهِبٍ=وبين مُنطفئٍ في العتمِ مُرتعِدِ فلا اللهيبُ لدِينٍ، إنّما طمعٌ=ولا النكوصُ تمامًا فعلُ مُجتهِدِ نهجُ الأئمةِ نشرُ الحقِّ ما غفلتۡ=عنهم طغاةٌ، وفضحُ المُجرمِ الجَحِدِ افرحۡ بنصرِك، لكنۡ دونما عَبثٍ=بجوهرِ الدِّينِ، والفتيا بلا سَنَدِ وافۡقَهۡ كلامًا عن الأطهارِ مُشتملاً=على قريبٍ من المعنى ومُبتعِدِ إنَّ التقيةَ ترخيصٌ بطارئةٍ=ليستۡ بفرضٍ على الأيامِ مُطَّرِدِ أقولُ قولةَ حقٍّ لا أريدُ بها=إلا النجاةَ ورضوانًا من الصَّمَدِ ما كان يرضى إمامٌ مِن حليفِ دُجىً=ومِن دَعِيٍّ ينامُ الليلَ بالزَّرَدِ إذا هما خَرَجا مِن بيتّ طاعتِهِ=فليس يبقى لعاصٍ أيُّ مُعتَمَدِ يا محييَ الأرضِ بايعناكَ، يسمعُنا=نورُ الصَباحِ بعهدٍ غيرِ منجحدِ وفي الليالي، وفي فرضٍ ونافلةٍ=وجُمعةٍ جمَعتۡ، والعيدِ ذي الجُدُدِ يا محييَ الأرضِ بالعدلِ الذي حُرِمتۡ=منه طويلاً، وظلَّتۡ دونما مَدَدِ العدلُ قبلكَ زهۡرٌ راقَ منظرُهُ=لكنّهُ ظلَّ زهرًا غيرَ مُنعَقِدِ ويَعقِدُ الزهرُ إذ تأتي فلا ثمرٌ=يعِقُّ غصنًا، وتحيا الأرضُ في رَغَدِ ويرحلُ البؤسُ عن وجهِ الحياةِ ولا=تعودُ تسبحُ في بحرٍ من النَّكَدِ
Testing