بين السموم وآل أحمد قصّة (استشهاد مولانا الإمام الباقر عليه السلام 1438 ه)
مرتضى الشراري العاملي
بين السمومِ وآلِ أحمدَ قصّةٌ
استشهاد مولانا الإمام الباقر عليه السلام 1438 ه
لكمُ القلوبُ بكاؤُها وسرورُها = تحيا بكمْ ولكمْ، ومنكمْ نورُها
في حزنِكم لا سعْدَ يطرقُ خفقَنا = أو مِن روابينا تُطِلُّ زهورُها
وجفونُنا خُلقتْ لدمعِ مُصابِكم = وثغورُنا هي للخطوبِ ثغورُها
وإذا القوافي قد بَكاكُم حِبرُها = فضلوعُنا هي جِسرُها وسطورُها
أتكونُ آمنَتِ العيونُ إذا بدا = منها السرورُ وحزنُكم منظورُها؟!
أنّى لقلبٍ قد رواهُ مَعينُكم = ورياضُكم قد فاضَ فيه عبيرُها
أنْ يفْرَحَنْ وجِراحُكم سيّالةٌ = وصدورُكم مثل الجمارِ زفيرُها !
فيكونُ مثل أميّةٍ فرِحتْ وقدْ = رقَصتْ على حزنِ النبيِّ قصورُها
لبِستْ شماتَتها وأرختْ هُزءَها = بلغَ المدى تصفيقُها وصفيرُها !
الكونُ يبكي قطبَه وإمامَه = والأرضُ غابَ منارُها وأميرُها
ذاكَ الذي بقرَ العلومَ كنوزَها = فجرى على كُتبِ الزمانِ غزيرُها
الباقرُ الشمسُ التي سطعتْ فلا = تخبو ولا يؤذي العيونَ هجيرُها
الزاهدُ المعطاءُ وارثُ أحمدٍ = والكاملُ الأوصافِ قلَّ نظيرُها
مَن كان يُسكِتُ كلَّ خَصمٍ مُبطلٍ = بأدلّةٍ يُشفي السقيمَ نميرُها
شهِدَ الطفوفَ، هو الكبيرُ مقامُه = ولكربلا بالعُمرِ فهو صغيرُها
لكنّه عرفَ المُصيبةَ أوجَها = لم ينطفئْ بحشا الإمامِ سعيرُها
وكذاك كلُّ بَنيهِ بَقيتْ كربلا = أرزاؤُها بضلوعِهم وهديرُها
ضَعُفتْ أميّةُ في أواخرِ تاجِها = فتحرّرتْ برُبا الجِنانِ عطورُها
إذّاكَ بانَ من البحارِ كنوزُها = في حينِ بانَ من القِفارِ قشورُها
والليل حينئذٍ تبدّى بدرُه = والأرضُ بانَ صغيرُها وكبيرُها
وسمومُهم قد ظلَّ ترقُبُ أمرَهم = ليكونَ في جسَدِ الإمامِ مسيرُها
بين السمومِ وآلِ أحمدَ قصّةٌ = عندَ احتضارِهمُ يكونُ حُضورُها !
رحلَ الإمامُ وفي الشهادةِ رتبةٌ = ويزيدُها أنّ الإمامَ جديرُها
تأسى عليكَ الروحُ يا علَمَ الهدى = والروحُ إذْ تأسى يكونُ عبورُها
والدمْعُ ترفعُه البراءةُ للعُلا = أمّا الولاءُ فللدموعِ مُثيرُها
وكمالُها لعنُ الطغاةِ مؤبَّدًا = ودليلُ عِصيانِ الثغورِ فتورُها
هذي قوافٍ للرثاء قد اقتفتْ = حزنَ الفؤادِ حروفُها وبحورُها
نرجو الشفاعةَ إثْرها من سادةٍ = هم للشفاعةِ أهلُها وصدورُها
ولدى الردى أن تستحيلَ قبورُنا = روضًا، ملائكةُ السماءِ تزورُها