له من جده كل السجايا ( مولد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام 1438 هجرية)
مرتضى الشراري العاملي
مداد سال من قلب الموالي=
وسافر فوق صفحات الجمال
يعانقه الخيال، وفيه حق=
يطأطئ عنده طير الخيال
سألت الدهر: ما الذكرى؟ اختبارا=
فجاوبني الخشوع عن السؤال
سألت الشمس، جاوبني ضياها=
وأغنتني النجوم عن المقال
وغنى الجود في كل النواحي=
وسبح شاكرا ثغر الكمال
لقد رزق الرسول اليوم سبطا=
به اجتمعت عجيبات الخصال
له من جده كل السجايا=
ترى فيه الرسول بكل حال
أبوه المرتضى، وبه يكنى=
أبو حسن، جلال في جلال
وأما الأم، فالفردوس أصل=
وتخشع حين تذكرها المعالي
غذته الطهر، وهو سليل طهر=
فماذا من مديح في سلالي؟!
أتى بدرا تماما، ملء أفق=
وليس بعمره طور الهلال
بكم وصى الرسول، فوقروكم=
ولبوا بالسيوف وبالحبال !!
وبالنار التي قد أضرموها=
على الباب المؤدي للكمال !!
وبالحرب التي ولدت حروبا=
سفاحا مثلهم، لا من حلال !!
وبالسم الزعاف، يفت كبدا=
ويسري حيث منتجع الخلال!!
وبالطف الذي من بعد ذبح=
بنو طه غدوا فوق النصال !!
وفي النفس النقية حزن ثكلى=
وقهر رابض مثل الجبال
فمن فوق الثغور لهم ولاء=
غدوا لما ابتلوا صفر الفعال !
ذوو وصف، وإن نودوا ليسموا=
فجلهم المسمر في الرمال
وبعض في الولاية مثل نحل=
ولكن رفضه محض انتحال !
يرى في النيل من طاغ وباغ=
حراما فيه حرمان النوال !
فيا سبط الرسول، وإن أدنى=
خطوب الطاهرين لفي القتال
وأعظمها التخاذل من ولي=
دعي ليس يثبت في المآل !
ومر الدهر، والأورام بانت=
ومحصت الكنوز من الرمال
خبا رفض، توارى رافضي=
وصار الرفض من قبح الفعال !!
وصار الجبت مرضيا جليلا=
كذا الطاغوت أتحف بالجلال !
وأفتى، سيدي، فيهم سفيه=
رأى في لعنهم درب الضلال !
ومن نبلت لك الأكفان صارت=
تحصن من صغيرات النبال
لأن الرفض كان له رجال=
وصار اليوم معدود الرجال
فأظهر ربنا شمسا توارت=
ومذ غابت طغى ليل الوبال
لتسطع، تمحق الظلمات محقا=
وتكشف للورى زيف الظلال