هل الهلال وجاءنا رمضان=
في جانحيه اليمن والإيمان
معه العطايا لا حدود لحدها=
أجرى منابعها لنا الرحمن
كل الشهور لها شواطئ إنما=
رمضان ليس لفضله شطآن
والروح في كل الشهور ثقيلة=
وبه ففيها الروح والريحان
شهر الإله، كفى بذلك رتبة=
ولذا فأجلى فضله الغفران
وبه العبادة مثل ألف مثيلها=
في غيره، وكذلك الإحسان
أو ربما أضعاف ذلك، إنه=
لا حد إذ يتفضل المنان
يأتي يواري دمعه لكنه=
مهما يواري تظهر الأحزان
ضيف على مسخ يسمى أمة=
شوهاء تجثو فوقها الغربان
الحرب سبحتها، وزمزمها دم=
ووضوؤها نار علت ودخان !
وتصوم عن كل الفضائل دهرها=
وغذاؤها التكذيب والعدوان
تتلو الكتاب، وعكسه أفعالها=
هو محض صوت عندهم ولسان
وتهيم بالأعداء تعشق ظلمهم=
لهم كنوز الأرض والأحضان !
ليت الهلال على رقاب طغاتها=
يهوي فيفنى ذلك الطغيان
أو يستجيب الرب دعوات لنا=
فيهم، فيهلك ذلك السرطان
رمضان، فينا من تأجج قهرنا=
رمضاء تلذع ما جرى الخفقان
يا خير شهر إن شر عصورنا=
عصر به تتحكم الكثبان
تتراكم النكبات فوق ظهورنا=
وأمامنا تتراكم الأدران
لكن بحجم عذابنا آمالنا=
وبحجم لوعتنا هو التحنان
للغائب المستور بشرى أحمد=
هو إذ أتى فمبارك بركان
للمؤمنين فشمسه هي نورهم=
وعلى الطغاة فشمسه نيران
رمضان معراج الدعاء، وليتنا=
أيامنا بجميعها رمضان
كي يستجاب لنا فتظهر شمسنا=
وبترجمانه يفرح القرآن