أيـهـا الـغـائبُ عــن عـيـني
ولـكـن في يقيني أنتَ شمسٌ في الحضورِ
حـين أسـلو عنكَ أسلو عن
وجودي وغـصـوني حـيـنها تـعصي
جـذوري
حـين لا يـطريك ثـغري فـهو
طـينٌ قــد خــلا مــن طـهـرِ روحٍ
وعـبـيرِ
حـيـن لا تـدعـوكَ روحــي
فـدخـانٌ دون نـــــارِ أولــدتُــه، دون
نــــورِ
كـلـما غـبـتَ عـن الأبـصار
يـسطعْ لــكَ نـجمٌ شـعَّ فـي قـلبِ
الـبصيرِ
أنـتَ قـد أشـرقتَ فـي كـلِّ
صـباحٍ لا تــراكَ الـعينُ بـل طـهرُ
الـضميرِ
أنــتَ أقـوانـا حـضورًا، نـحن
حـظرٌ واحــتــضـارٌ وطـــعــامٌ
لــلـقـبـورِ
أنــتَ سـلـطانُ الـبرايا، كـل
خـفقٍ فـيـك يــا مــولايَ أمــرٌ مـن
أمـيرِ
فـانـتـظرْنا، انـتـظـرْ أحـفـادَنا،
نــح ن ذوو عُــمْــرٍ حــثـيـثٍ
وقــصـيـرِ
نــحـن أضـيـافُكَ، أكـرمْـنا
بـمـرأى وجـهِك المشرقِ يا شمسَ
العصورِ
وتــصـدّقْ ســيـدي بـالـحِلْمِ
عـلـينا نـحنُ فـي الـغفلةِ غـرقى
والـفتورِ
ســيــدي نــحــن دمـــوعٌ
ورزايـــا نـحـن نـحـيا فــوقَ بـركـانٍ
خـطيرِ
أنـتَ تـدري كم نعاني، أنتَ
شمسٌ نـحن لا نـدري كـم تعاني يا
أميري
لـيـتَـنا نـحـظـى بــرؤيـاكَ
فـنُـروى مــن رحـيقِ الـحقِّ والـوجهِ
الـمنيرِ
ســيـدي نــحـن يـتـامـاكَ،
وثـكـلى أحـرفُ السعدِ على شوقِ
السطورِ
نـحـن مــا زلْـنـا عـلـى قـيـدِ
وَلانـا وعــلـى قــيـدِ رجــانـا
الـمـستجيرِ
أمــةُ الـحـقدِ تـخـطّتْ كــلَّ
حـقـدٍ ركـبـتْ فــوقَ لـظـاها
الـمـستطيرِ
حـشدتْ كـلَّ الـفتاوى طـولَ
دهـرٍ نـفـختْ فـي كـلِّ جـمراتِ
الـدهورِ
نــحـنُ نـشـتـاقُكَ عـــدلًا
سـرمـديًا غـابَ كي يقوى على الظلمِ
الكبيرِ
واحـترَفْنا الـشوقَ عـمرًا،
واحترَقْنا وسيبقى الشوقُ يسطعُ في
الحفيرِ
لــــو عـرفـنـاكَ بـــأرضٍ
لـزحـفْـنا أو بـبـحـرٍ فـلَـخُـضْنا فــي
الـبـحورِ
وســـرورٌ قـبـلَـكم مـحـضُ
ادّعــاءٍ لـيـس إلّا أوبُـكـم مـحـضَ
الـسرورِ
غـبتَ عـن طـينٍ بـنا، لا عن
شعورٍ أنــتَ سـلطانٌ عـلى تـاجِ
الـشعورِ
فـتـقـبّلْ كـــل مـــا يـنـبـضُ
فـيـنـا لـيكونَ الـنبضَ فـي قـلبِ
الـظهورِ