هَـطـلوا عـلى غـيبِ الـشهادةِ
أنـهرا فـتـألـقَ الــضـوءُ الـشـهيدُ و
أقـمـرا
هـم شـجّروا طـرقَ الـسماءِ
بـدمّهم فـتـفـتح الــجـرحُ الـمـسـافرُ كـوثـرا
سـبـقوا الـمـدائنَ لـلـخلودِ و
وزعـوا حـلـوى نـبـوءتهِم عـلى أهـلِ
الـقرى
مـسـكوا بـأطـرافِ الـفناءِ و
مـرّغوا أنــفَ الـفـناءِ و هـاجروا ، و
تـقهقرا
قـل لـلرصاصِ أنـا الـحسينُ ،
فكلما اقـتـنصَ الـصـدورَ الـعارياتِ
تـكسّرا
الـموتُ أجـبنُ مـا يـكونُ و لـم
يـزلْ بـــيــنَ الأزقّــــةِ خــائـفـاً
مـتـنـكّـرا
هـذي الـبنادقُ كـالبيادقِ فـي
الترابِ تــدوسُـهـا قـــدمُ الـشـهـيدِ
لـتـعـبرا
لمّا استفاقَ الكلُّ كان الرملُ منطفئاً فــأشـعـلَ وجـهُـهُـم وجـــهَ
الــثـرى
لـــم يـظـمـئوا لـلـموتِ إلا سـاعـة
ً وجـــدوا بــهـا وقــتـاً و مـــاءً
آخــرا
لـــم يـظـمـئوا إلا لـتـمسحَ
رأسَـهـم كـــفُّ الـحـسـينِ تـحـنّـناً و
تـصـبّـرا
و تـملّحتْ كـلُّ الـجراحِ و صارتِ
ال شـهداءُ في " سيهاتَ " جُرحاً
سكّرا