لقصة بذلها خشعت بحار ( أم البنين سلام الله عليها )
مرتضى الشراري العاملي
على أم البنينِ ذرى الهطولِ = دموعًا لا تكفُّ عن المسيلِ
لقصةِ بذلِها خشعتْ بحارٌ = ولم يسكتْ لسانٌ للذهولِ
أضاءتْ وسطَ جمعٍ من شموسٍ = بما في القلبِ من طهرٍ نزيلِ
عجيبٌ بذلُها لبني حشاها = عجيبٌ حبُّها لبني البتولِ
ربيعٌ قلبُها والعقلُ شمسٌ = تغيبُ الشمسُ من جُلِّ العقولِ
علَتْ بطهارةٍ جُبِلتْ عليها = ومعرفةٍ بحقِّ بني الرسولِ
وأنجبتِ البنينَ ولقّنتَهم = هيامًا بالحسينِ مع الدليلِ
فشبّوا عاشقينَ لسبطِ طهَ = وقاموا حولَه مثلَ النخيلِ
أراقتْهم بكأسِ الطفِّ شهدًا = ليحظوا بالشهادةِ والقبولِ
وقبْلَ شتاءِ مدمعِها تسامى = ربيعُ عطائِها ملءَ الفصولِ
لقد قطفتْ نجومَ الليلِ جنيًا = وغذّتْهم بعلياءِ الحقولِ
وقد نسجتْ شعاعَ الشمسِ ثوبًا = كستْهم منه بالصبحِ الجليلِ
وظلوا يسطعون شموسَ هديٍ = إلى أن جاء ميعادُ الأصيلِ
فجاؤوا والخيولُ هي المطايا = وعادوا والقنا بدَلَ الخيولِ
وكم صهلَ الفداءُ وهم جميعًا = توهّجَ فيهمُ صوتُ الصهيلِ
أبو فضل كفيلُ الشمسِ فيهم = وكم سعدتْ بذيّاكَ الكفيلِ !
أبو فضلٍ وإنَّ الفضلَ نهرٌ = فضيلٌ من فضيلٍ من فضيلِ
فياله من شجاعٍ سلَّ مجدًا = ويا له في السجايا من سليلِ
وياله من وفيٍّ دونَ حدٍّ = وإنَّ الماءَ يشهدُ للنبيلِ
رمى الماءَ الفراتَ ولم يذقْهُ = فلا يُروى الخليلُ بلا الخليلِ
وكيف يرومُ للسقيا سبيلاً = وسيّدُه الحسينُ بلا سبيلِ؟!
غذتْه المجدَ والدةٌ تسامتْ = تعايشُه بحَلٍّ أو رحيلِ
لها في كلِّ علْياهُ نصيبٌ = فظئرُ ولائِها دربُ الوصولِ