و بالوالدين إحسانا
حسن آل حطيط العاملي
١
سكنت دماؤك في دمائي!
و تلألأ اسمك في سمائي!
يا والدي مهما جرى
في عمرنا!
يا والدي مهما سرى
في دهرنا!
سيظل عطرك في هوائي!
٢
سكنت دماؤك في دمائي!
و ترقرق صوتك في ندائي!
يا والدي هذا أنا
و هذي الأماني و المنى!
يا والدي أنا ها هنا
و معي السنون و السنا!
أرقب حزنك في رثائي
و أرصد دمعك في بكائي!
٣
سكنت دماؤك في دمائي!
و سمت أنفاسك في عزائي !
و رحت ألاحق طيفك
في كل طيف
مر سريعا
في سماء حياتي!
و رحت أقطف ذكرك
من كل ذكر
سعى حثيثا
إلى حين وفاتي!
و وجدت أنك
رغم موتك حي
تحيا حياتك في حياتي!
و وجدت أنك
رغم بعدك باق
يبقى بقاؤك في بقائي!
"طال الغياب"
فحقّ أُمِّك أن تعلم أنَّها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يُطْعِم أحدٌ أحداً، وأنَّها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحةً..." الإمام علي بن الحسين عليه السلام في رسالة الحقوق.
١
طال الغياب يا أمي
طال الغياب!
ما عاد ينفعني
و ينفعك العتاب!
مضت الأعوام
يا أمي
مضى فيها السراب
يجتاح المسافات بيننا
و يجتاز السحاب
فلا الذهاب إليك ذهاب
و لا الإياب منك إياب
طال الغياب يا أمي
طال الغياب!
ما عاد يجمعنا
اللقاء
و لا يفرقنا
الذهاب!
٢
طال الغياب يا أمي
طال الغياب
و تكسرت أشرعتي
يا أمي
على صخر الأسى
و تعاظمت أسئلتي
يا أمي
على قمم الجوى
و رسائلي ضاعت
و لم يأت الجواب!
طال الغياب يا أمي
طال الغياب!
ما عدت أنتظر
و إياك الجواب!
٣
طال الغياب يا أمي
طال الغياب!
طالت الآلام
يا أمي
في كل الدروب
طالت الأوهام
يا أمي
في كل الكروب
طال العذاب!
أعوامي من عمري
يا أمي
هوت
من قلب يتمي
هوت الأيام
و الأحلام!
أقداري من دهري
يا أمي
جرت
من بحر همي
جرت الأقلام
و الأرقام!
طال الغياب يا أمي
طال الغياب!
ما عدت أمتهن
و أحتمل الحساب