لا بـدَّ مـن حُـزنِ الـسماءِ
ودمعِها كــي تـضـحكَ الأغـصانُ
بـالأزهارِ
وتــردُّ مــا أخــذتْ فـتـلكَ
أمـانـةٌ لـتـعودَ تُـعـطى الـماء عـبْرَ
بُـخارِ
فـتقيمَ مـملكةُ الـترابِ
صـروحَها مــن بـعـد إصـحـارٍ وحُـكْمِ
قِـفارِ
وكـمـا الـسماءُ تـجمّلتْ
بـنجومِها فـجـمـالُ هــذي الأرضِ
بـالأثـمارِ
وإذا الـسما كُـسيتْ بـدائمِ
زُرقـةٍ فــالأرضُ تُـكسى أشـهُرًا
بـخَضارِ
لابـــدّ مـــن مــاءٍ لـتَـمزجَ
لـونَـها وتــمــدَّه فـيُـزيـلَ كـــلَّ
صــفـارِ
لـيـت الــذي بـين الـسماء
وبـينها هــو بـيـن جـارٍ فـي الـبلادِ
وجـارِ
والـسُحبُ إنْ نـزفتْ بأزرقِ
غيثِها فــالأرضُ يـنـزفْ عـرقُـها
بـنُضارِ
ما إنْ تريقُ السحبُ بعضَ شرابِها فــإذا الـرُّبـى سـكـرى بـلا
خـمّارِ
تـهـتزّ نـشـوى بـالـسيولِ
طَـروبةً وكــأنّـهـا أيــــدٍ عــلــى
الأوتـــارِ
وكــأنّ تـشـتيتَ الـغيومِ
وسـيرَها هـــو دمـــجُ ألــوانٍ بـلـوحِ
نـهـارِ
لـتُرى نـجومُ الأرضِ تُـسمَلُ
أنجمٌ بـأصـابعِ الـغـيمِ الـكثيفِ
الـساري
والــرعـدُ يـقـرعُ طـبـلَه
بـمـهارةٍ والــبــرقُ يــمـلأ دربَـــه
بـجِـمـارِ
ولـقد بـكت هـذي السماءُ
حقيقةً بــدمٍ عـلى سـبطِ الـهدى
مـدرارِ
دمعُ العيونِ على الحسينِ
شتاؤُها أمّــــا الــربـيـعُ فــجـنّـةُ
الـغـفّـارِ