شعراء أهل البيت عليهم السلام - أنسنة

عــــدد الأبـيـات
29
عدد المشاهدات
2364
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
21/02/2014
وقـــت الإضــافــة
6:57 صباحاً

قَوَافِلًا مِنْ شَتَاتٍ كُلُّهَا أَرَقُ=سِرْنَا إِلَيكَ حُفَاةً كُلُّنَا قَلَقُ إِلَى الغَدِيرِ أَتَيْنَا كَيْ تُؤَنْسِنَنَا=نَسْعَى وَيَسْعَى عَلَى أَجْسَادِنَا الشَّبَقُ جِئْنَاكَ يَا سَيِّدِي نَحْكِي حِكَايَتَنَا=وَحِينَ أَصْغَى الصَّدَى وَامْتَدَّتِ العُنُقُ ذُبْنَا عَلَيْكَ مِنَ الإِرْهَاقِ، وَانْصَهَرَتْ=عَلَى ثِيَابِكَ مِنْ آمَاقِنَا الحَدَقُ هَلْ أَنْتَ يَا سَيِّدِي فِي الدَّرْبِ مُفْتَرَقٌ؟=أَمْ أَنَّكَ الدَّرْبُ وَالفَانُوسُ وَالأُفُقُ؟ هَلْ أَنْتَ لَونٌ أُحَادِيٌّ يُفَحِّمُنَا=أَمْ أَنْتَ طَيْفٌ عَلَيْهِ الكُلُّ يَنْزَلِقُ؟ مَوْلَايَ كَيفَ يَكُونُ الحَوْضُ مُحْتَكَرًا؟=وَقَدْ خُلِقْتَ لِتَرْوِي كُلَّ مَنْ خُلِقُوا حَتَّى الشَّيَاطِينُ لَوْ جَاؤُوكَ مَا وَجَدُوا=غَيْرَ النَّدَى، وَلَوِ اسْتَسْقَوْكُمُ لَسُقُوا لَمْ نُدْرِكِ السِّرَّ فِي مَعْنَاكَ، فَارْتَبَكَتْ=فِيكَ المَذَاهِبُ وَاحْتَارَتْ بِكَ الفِرَقُ لَمْ نَعْرِفِ البَحْرَ، لَمْ نَرْكَب بِلُجَتِه=لِذَاكَ حَاصَرَنَا القُرْصَانُ وَالغَرَقُ لَا تُغْفِلِ الحَبْلَ إِنَّ القَارِبَ اشْتَبَهَتْ=عَلَيهِ كُلُّ مِياهِ البَحْرِ وَالطُّرُقُ خِلْنَاكَ طَوْدًا عَظِيمًا لَيْسَ تَظْهَرُهُ ال=شُمُوسُ، كَيفَ نَسِينَا أَنَّكَ النَّفَقُ؟ خِلنَا بِأَنَّكَ سَيَّافٌ، وَلَسْتَ سِوَى=رَيحَانَةٍ يَتَدَلَّى عِطْرُهَا العَبِقُ أَلَسْتَ مَنْ يَلمس الأَوْرَاقَ فِي وَجَعِ ال=خَرِيفِ لَمْسًا لِكَيْ يَسْتَنْشِقَ الوَرَقُ؟ نَحْنُ المَسَاجِينُ فِي فِكْرٍ تُؤَثِّثُهُ ال=مُرَاهَقَاتُ، وَيُذْكِي شَمْعَهُ النَّزَقُ نَحْنُ اتَّخَذْنَاكَ عُذْرًا لِلْكَرَاهِيَةِ ال=بَلْهَاءِ يَا سَيِّدِي، فَاغْتَالَنَا الحَنَقُ نَحْنُ الذِينَ أَضَاعُوا أُكْسُجِينَهُمُ=فِي نَفْخِ بَالُونَةِ الأَحْقَادِ، وَاخْتَنَقُوا يَامَا قَبَضْتَ عَلَى الرَّمْلِ الذِي اخْتَلَفَتْ=ذَرَّاتُهُ كَي يُغَذِّي بَينَهَا العَرَقُ يَامَا وَضَعْتَ عَلَى الأَمْوَاتِ نَظْرَتَكَ ال=مَلْأَى حَيَاةً فَصَارُوا فِيهِمُ رَمَقُ إِنَّا هُنَا قَدْ أَمَاتَ الكُرْهُ غَيْمَتَنَا=فَكَيفَ يَا سَيِّدِي نَحْيَا وَنَنْغَدِقُ؟ يَا حَبَّذَا لَو تُرِينَا كَيفَ تَنْدَلِعُ ال=مِيَاهُ، كَيفَ يُضِيءُ العَتْمَةَ العَلَقُ هَلَّا تُعَلِّمُنَا الدِّفْءَ الذِي يَهَبُ ال=جَمِيعَ مِنْ دِفْئِهِ يَا أَيُّهَا الشَّفَقُ؟ إِنَّا هُنَا قَدْ أَمَاتَ الأَخْذُ شَمْعَتَنَا=فَكَيفَ يَا سَيِّدِي نُعْطِي وَنَحْتَرِقُ حَضَارَةُ الحُبِّ مَا زَالَتْ مُكَبَّلَةً=فَكَيْفَ نَعْتِقُهَا؟ بَلْ كَيفَ نَنْعَتِقُ؟ لَا بُدَّ أَنْ نَحْفِرَ البِئْرَ التِي انْدَفَنَتْ=عَلَى اللَّيَالِي لِكَيْ يَطْفُو بِنَا الفَلَقُ لَا بُدَّ مِنْ إِبْرَةٍ بَيْضَاءَ تَغْزِلُ كَيْ =يَصّالَحَ الخَيطُ وَالخَيَّاطُ وَالخِرَقُ بَابُ التَّعَايُشِ مَا دُمْنَا نُسَيِّجُهُ=فَكُلُّ نَافِذَةٍ فِينَا سَتَنْغَلِقُ لُيُونَةُ النَّفْسِ لَا تَعْنِي هَشَاشَتَهَا=بَعْضُ المُرُونَةِ قَدْ يَحْتَاجُهَا النَّسَقُ والحُبُّ يَجْمَعُ أَحْيَانًا مَنِ اخْتَلَفُوا=وَلَيسَ يَجْمَعُ أَحْيَانًا مَنِ اتَّفَقُوا
Testing